أبوك لم يخطئ عندما تقرب إلى الله

- ‎فيمقالات

فاجأني بالقول: أبي قبل أن يسافر إلى الحج تشاجرت معه خناقة لرب السما!!

اعتبرت ما قاله يدخل في دنيا العجائب وقلت له على الفور: أنت مخطئ 100% ومليون مرة كمان.

سألني في دهشة: أعرف أولا سبب الخناقة وبعد ذلك أصدر حكمك!

قلت له بتلقائية: لا.. مجرد أن ترفع صوتك على ولي نعمتك خطأ كبير.

قال على الفور: أنت وضعت يدك على الجرح دون أن تدري بكلمة ولي نعمتك.. تأجل زواجي بسبب ما فعله!

طرأت علامة الاستفهام على وجهي وقلت مش فاهم حاجة.. هل يمكنك أن تشرح لي بهدوء ما جرى.

أجاب بابتسامة باهتة: أخيرا ستسمع وجهة نظري ويتبين لك مدى الظلم الذي وقع بي عندما سافر والدي للحج.

قلت له : كلامك مش مفهوم.. ازاي أبوك يظلمك وهو ذاهب لتأدية إحدى فرائض الإسلام!

أجاب : لأنه “أضاع” هذا المبلغ في الحج وكان أولى به أن يساعدني في زواجي، وربنا يقول: الحج لمن استطاع إليه سبيلا.

تساءلت: وهل سبق له الحج قبل ذلك؟

أجاب بصوت منخفض: هذه أول مرة. ووجهة نظره أنه عايز يقابل ربنا وبعد أن يموت وقد أدى الفريضة وخاصة أنه تجاوز الستين من عمره.

قلت له : أبوك لم يخطئ، ولو كان سبق له تأدية الفريضة لقلنا له: “اللي يعوزه البيت يحرم على الجامع” كما يقول المثل الشهير!!

وربنا هايرزقك من حيث لا تدري ولكن اسحب كلمتك السخيفة التي قلتها حالا.. أبويا “أضاع” هذا المبلغ عندما ذهب إلى الحج!! واستغفر الله وعليك أن تكون واثقا تماما أن الله لن يتخلى عنك وستصبح عريسا قريبا بشرط إصلاح خطئك الفادح مع والدك وعندما يعود إلى أرض الوطن بعد أيام عليك بالترحيب به وتقبيل يده كمان.

المقالات لا تعبر عن رأي بوابة الحرية والعدالة وإنما تعبر فقط عن آراء كاتبيها