أسعارها من 500 إلى 200 ألف جنيه.. “الكلاب”.. تجارة لـ”إرهاب المصريين “في عهد السيسي

- ‎فيتقارير

أثارت واقعة القبض على شخص بدائرة قسم شرطة الأهرام لتحريضه الكلب الخاص به لعقر إحدى السيدات بمنطقة الطالبية، حالة قلق لدى المصريين بعد تكرارها عشرات المرات دون محاسبة ،بعدما باتت “الكلاب المفترسة” مصدر رعب للأطفال والسيدات فى الشوارع كل يوم.

كان قسم شرطة الأهرام قد تلقى بلاغًا من إحدى السيدات مقيمة بالطالبية- مصابة بنهش حيواني بالقدم اليسرى تشكو من تضررها من سامح.أ.ف 30 سنة عاطل ومقيم بذات العنوان، والمفرج عنه حديثًا في قضية “استعراض قوة” لتعديه عليها بالسب والشتم وتحريض الكلب الخاص به لعقرها حال صعودها العقار سكنها، ما أدى إلى إصابتها .

وسبق الحادثة البشعة ، عقر كلب مفترس طفلة أثناء مرورها أمام منزلها ،ما أثار حفيظة السكان بسبب إطلاق الكلاب على الأطفال والسيدات، اضافة الى ان تربية الكلاب وإطلاقها فى الشوارع دون رقيب.

أصبحت موضة تشتري كلب

“أجمد كلاب للبيع والشراء في مصر”، لدينا أهم الكلاب مثل” الجيرمن شبيرد والروت ويلر والبوكسر والمستيف والسانبلنرد والجريت دان”،قد تكون قد صادفتك تلك العناوين لبيع وشراء الكلاب وجميعها يصب فى إطار واحد هو تجارة الكلاب، التى باتت العمل الأول لقطاع كبير من الشباب العاطل .

ويظهر مقطع فيديو تم تداوله مؤخرا ، شبابا وهو يستخدم كلب من نوعية “روت فايلر”،كشفت التحريات الأمنية أنة يدعى “سيد سيكا” 23 سنة، مسجل خطر مخدرات، وهو يقوم بترويع أحد الشباب بالكلب الأمر الذى أدى إلى “قضم” يد الأخير،مما أثار حالة استياء لدى نشطاء التواصل الاجتماعي.

كما تناقلت منصات التواصل ، عقر كلاب مسعورة شاب بحى حلون، بعد قيام مربيهم باطلاقهم عليه، ولم يكتف بذلك بل قام بصفعه على وجهه دون تدخل أحد من المارة فى الشارع.

بالإضافة إلى مشهد آخر لصاحب مغسلة بمنطقة المشروع الأمريكى، حبس شخصا وعذبه باستخدام الكلاب،لتكتشف انك فى عالم آخر أفرزه الانقلاب العسكرى طوال 5 سوات من حكمه.

مربي كلاب شرسة

وتعيش فئة من الشباب “العاطل” على بيع وشراء وتجارة الكلاب المستوردة التى تبدأ أسعارها من 500 جنيه حتى 200 ألف جنيه،من بينها ” إنجلش ماستيف – جيرمان شيبرد – دلميشن – بيدبول – والرودفلير والرودوايلر” وهى من أبرز الأنواع التي يتم استيرادها ، إلا أن الأكثر شعبية الجيرمان شيبورد أو “الراعي الألماني”، حيث تستورد من بلدان مختلفة أبرزها روسيا وأوكرانيا وألمانيا وانجلترا وغيرها .

وشهد بيزنس تجارة ” الكلاب ” خلال الخمس السنوات الماضية رواجا كبيرا بين العاطلين والبلطجية الذين يقومون بتسمينها لعمليات إجرامية ، أو للسطو على المحال التجارية والفيلات .وفي آخر إحصائيات كشف تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، إن واردات مصر من الكلاب وطعامها قرابة 52 مليونًا و435 ألف دولار.

نشأت عادل، خبير بيطري وأحد تجار الكلاب يؤكد ، أن بيزنس تجارة الكلاب المستوردة بيزنس أصبح كبيرا.

وأكد عادل فى تصريحات صحفيةـ أن مختلف الفئات تأتي من أجل شراء الكلاب لاسيما طبقة الأغنياء والشركات الخاصة وكذلك الشباب ولكنهم يلجأون لشراء الأنواع الرخيصة التي تكون أسعارها بين 200 و500 جنيه، لافتا إلى أنه توجد كلاب يصل سعرها إلى 100 و180 و200 ألف جنيه مستوردة من الخارج، قائلا: إنه يوجد في مصر “بشاوات” يشترون تلك الكلاب على حد وصفه.

تحرش واستعراض

وبانفتاح المجال للجميع،وسط غياب مسئولى الزراعة والصحة ، واصلت تجارة الكلاب تثبيت أقدمها،ما ادى لحالة من الفزع والذعر بسبب انتشار “الكلاب البوليسية” الضخمة في شوارع مدن وقرى المحافظات ، إضافة إلى الضوضاء، واستغلالها في وقائع تحرش واستعراض القوة، الأمر الذي أدى إلى نشوب مشادات ومشاجرات في أكثر من واقعة.

كما تحولت أسطح العديد من المنازل إلى مزارع للكلاب أقامها الشباب؛حيث تتم بناء “عشش” أو”غرف” لتربية الكلب ثم بيعة بعد أشهر بأسعار تبدأ من 800 حتى 5 آلاف جنيه حسب نوع الكلب وتدريبه، إضافة إلى التطعيمات التي حصل عليها.

مشاجرات

وبات مألوفًا في بعض شوارعنا أن تجد مجموعة صبية يقفون على ناصية الطريق، إن لم يستحوذوا عليه، يتضاحكون ويمزحون، ومعهم كلب، يثير رعب جميع المارة، ويضايقون به الفتيات، وكأن ذلك يزيدهم سعادة ، حتى تجاوزت جرائمهم المضايقات والتحرش، ، لتصل للبلطجة وإرهاب المواطنين، والسرقة والسطو باستغلال كلاب تحولت إلى أداة جريمة.

كما يتم استغلال الكلاب في المراهنات بين الشباب وإقامة حلقات للقتال على طريقة مضاربات الديوك الهندي، ودائما تنتهي حلقات المصارعة الدامية بين الكلاب بموت أحدها أو إصابته بنزيف حاد في أبسط الحالات، ويحدث ذلك دون مراعاة الرفق بالحيوان.

غياب القانون

لا يعامل القانون الكلب على أنه سلاح يستوجب تصريحا أمنيا، لكن ينظر إليه كحيوان أليف مستأنس يحق لأي من كان تربيته ومتابعته صحيا، ولذلك كل ما تحتاج إليه لتربية كلب أيا كان نوعه شهادة طبية من مديرية الطب البيطري، تفيد بإعطائه التطعيمات اللازمة لمنع الشراسة وتفادي داء الكلب.

ومن بين نماذج حوادث الكلاب، عندما استخدم شاب بمنطقة عين شمس كلبه من نوعية “بيتبول”، وهي كلاب شرسة، في التحرش بالفتيات والمارة بالشارع، ما تسبب في تقديم المواطنين شكاوى وبلاغات إلى قسم الشرطة، تفيد بقيام كيرلس رزق، 19 سنة، عاطل، باستخدام كلب للتحرش بالفتيات بالطريق العام.

كما جاءت واقعة البلطجة الشهيرة بشبرا، التي انتهت بالسجن المؤبد لمتهمين بالسرقة بالإكراه باستخدام الكلب “ماكس”، في القضية التي حملت رقم 24122 لسنة 2014، فى السرقة بالاكراه، واستغلال الكلب في تهديد الضحايا أثناء عملية السرقة، وفي جرائم التحرش بالفتيات، مشاجرات، وإرهاب المواطنين، وشهدت مجريات الأحداث ذبح الكلب بطريقة وحشية، ونشر فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، ما أثار ضجة هائلة وقتها.

انعدام الأخلاق

سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع،تشير إلى إن ما نشهده الآن من إساءة استخدام الكلاب يعبر عن أزمة تبدل الأخلاق والقيم إلى التدهور والانحدار، واغتراب الشباب عن أسرهم وثقافتهم وحتى دينهم، لذلك لم تعد الصورة القديمة سائدة للوقار والاحترام والحرص على عدم إزعاج الآخرين وإيذائهم، وبات العكس هو الموجود باحتلال النواصي والاستعراض وإرهاب المارة ومضايقتهم.

ووصفت خضر فى تصريح لها، استقواء الشباب أو استعراضهم فرحًا بما يمتلكونه من كلاب هذه الأيام، بأنه جبن، وجزء من البلطجة، وافتقار إلى الشجاعة، باعتباره يستقوي بكلب يجعله أداة مخيفة لإرهاب الآخرين وممارسة البلطجة عليهم، مثله مثل السلاح، وتلك ليست مشكلة قانون وإنما مشكلة أخلاق في المقام الأول -حسب رأيها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أشهر الأنواع

وفيما يلي قائمة بأشهر سلالات الكلاب الموجودة في أسواق تجارة الكلاب ، وأسعارها. اليورك شير ثمنه 400جنيه ,البيكنواه ثمنه 1200جنيه,الشيواوا ثمنه 3500، وهو أصغر الكلاب حجما بحيث يمكن وضعه فى حقيبة اليد!. أما الجريفون فثمنه 400 جنيه، واللولو ثمنه 300 جنيه،الدلميشن ثمنه 1300جنيه.