أفلا نتدبر؟

- ‎فيمقالات

ما زلت على رأيي أن مفهوم الإعلام في الإسلام يحتاج مزيداً من الدراسات العميقة. لعل أحادنا يكلفون أنفسهم جهد إعادة قراءة كل آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بعيون وعقول الباحثين الإعلاميين.

تأملت وحاولت مؤخراً، ودون التركيز الكافي، فما وجدت سوى أمرين: الأول هو الحض على الإعلام عبر السلوك والأفعال النافعة للناس، والاتصال المباشر، والاتصال الجمعي، والجماهيري. الأخير قد يكون تجسيده ممثلاً في صلاة الجمعة والعيدين وفِي ركن الحج ومناسكه التي أعلاها ذلك الوقوف الكوني لبني البشر المسلمين بالملايين في عرفه.

والأمر الثاني تقني إطاري قوالبي، فيه القصص الإخبارية، والوثائقيات التي صيغت ربانياً في شكل محكم لا يملك المتابع سليم الفطرة إلا أن ينفعل ويتأتثر بها ثم يتغير ذاتياً.

صياغات القصص الإخبارية والوثائقية وتصوير مشاهدها وإخراجها في القرآن والسنة المطهرة كنز فني دفين أو غير مطروق من صناع الفنون النظيفة في واقع المسلمين. من هنا يتوجب على الفنان المسلم الوقوف أمامه ليغترف ما لا ولن يجده في أكبر أكاديميات الفن على وجه الأرض.
لو فحصنا المرسل والوسائط والمتلقي في الإعلام القرآني نجد المولى عز وجل والرسل والأنبياء وعباد صالحين كالخضر مثلا ورجل جاء يسعى وآخر يكتم إيمانه. وهناك قائمون بعملية إرسال رسائل هدامة سيئون أفاكون على رأسهم الشيطان وذريته وأعوانه وذيوله من الإنس والجن.
المحاججة والتناظر وسيلة تتكرر، والشفافية، التي لا تخفي على المتلقين أي شيئ حتى سرائر نفوس الرسل والأنبياء، أمر لا عذر لإهدارها.
الرسالة النصية والتصويرية تراعي البيئة المحيطة والأماكن والمستوى الفكري للمتلقي القابل وغير القابل للاطلاع عليها.

وأخيراً وليس آخراً فقضية ارتزاق القائمين بإرسال الرسائل والإلحاح على المتلقي ومتابعة ردود أفعاله ليست سهلة. فلا الأنبياء والرسل والمصلحون يؤجرون من المتلقين ومن ثم فعنصر المصلحة الذاتية منتفٍ تماماً. لعل الإعلام الوقفي التمويل يكون مخرجاً كريماً، على أن تراعي الأمة حسن اختيار القائمين بنقل الرسالة الإعلامية القيمية وتكفيهم مادياً من مال الوقف.

المقالات لا تعبر عن رأي بوابة الحرية والعدالة وإنما تعبر فقط عن آراء كاتبيها