أوائل الثانوية العامة.. من “تحت الأرض” إلى “سابع سما”!

- ‎فيتقارير

تميزت نتائج الثانوية في العامة هذا العام بالكشف عن العديد من نماذج النجاح والتفوق التي نبتت من رحم المحن والظروف القاسية. ومن هؤلا هاجر غمرى الشحات، التي حصدت المركز التاسع على الجمهورية فى الثانوية العامة. فبنت” قرية كشيك” مركز أبو حماد الشرقية، تحفظ كتاب الله عن ظهر قلب، وتساعد والدها المزارع، وتدعم أخوتها فى تعليمهم.

حافظة القرآن

لا تملك “هاجر” حسابا على “فيس بوك” أو “تويتر” أو “واتس آب”، ولها 3 أشقاء بمراحل التعليم المختلفة، الابنة الكبرى فاطمة تحفظ القرآن كاملا وفى كلية الدراسات الإسلامية وهاجر من أوائل الثانوية العامة وولاء فى الصف الثالث الإعدادى ومحمد فى الصف الأول الإعدادى.

تؤكد “هاجر” أنها لم تكن تحدد عدد ساعات معين للمذاكرة، وأنها استمعت إلى بعض النصائح وأخذت بها بأن لا تعطى مجهودا كبيرا فى بداية العام الدراسى وأن توفر مجهودها لآخر العام، وكذلك تساعد والدتها فى أعمال المنزل، كما كانت تذهب لوالدها فى الحقل وأحيانا تساعده فى أعماله.

أما والدها فيقول: “هاجر عمرها ما تعبتنى طول عمرها ماشية مظبوط زى الألف خلصت الابتدائية واتجهت للكتاب، حيث أتمت حفظ القرآن الكريم فى أقل من عامين، وهى فى تانية إعدادى كانت حافظة القرآن كامل، هى مش بتحب تتفرج على التليفزيون، وكانت بتساعد والتها فى شغل البيت وتيجى تساعدنى فى الأرض، ولكنها لم تهمل دراستها، وعلشان أنا عارف إن المذاكرة صعبة، نبهت على البيت كله ماحدش يطلب منها أى حاجة وهى فى تالتة ثانوى”.

الفقر والإعاقة

تحدى “محمد عبدالرحيم” الإعاقة وحزنه على فقدان والدته، وأصر على أن يكون من المتفوقين، حصل على 73.7%، في ظل ظروفه المرضية الصعبة.

ظروف صعبة عاشها طالب الثانوية العامة محمد عبدالرحيم، التي لم تمنعه من تحقيق النجاح بحصوله على 73.7% “أدبي” متفوقًا على الكثير من أقرانه ممن يفوقونه حظًا، جعل أهالي قريته الصغيرة “باغوص” التابعة لمركز أبو المطامير بمحافظة البحيرة، ينظرون له بكل احترام وتقدير ليصبح نموذجًا ومثلاً على التحدي والمثابرة والإصرار والإرادة القوية.

ويقول محمد “قاهر الظروف الصعبة”: “طول عمري قاعد على كرسي متحرك، ومبسوط جدًا من المجموع اللي جبته، وحاسس أن مجهودي مراحش هدر وفرحت والدي عشان مكنش موافق أدخل ثانوية عامة عشان مصاريفها صعبة علينا، إحنا دلوقتي عايشين في بيت إيجار هنمشي منه بعد 15 يومًا وفي واحد اتبرع لنا بـ60 مترًا لنبني عليه بيت محوطينه بالخشب ومفهوش أبواب ولا حتى عندنا تلفزيون”.

ابن بائعة الأنابيب

أما محمد محمود نصر، الرابع مكرر على مستوى الجمهورية، فنشأ في أسرة بيسطة، والدته تعمل بائعة لاسطوانات البوتاجاز، كان يقترض من وقت مذاكراته وينزل إلى الشارع ليساعدها، لم يركن إلى نفسه لحظة واحدة ليتخلى عن تلك السيدة التي تعمل ليل نهار لترى فيه رجل عظيم عندما يشتد عوده، وخاصة بعد وفاة والده عندما كان محمد في طفولته المبكرة.

يقول محمد: إنه يفتخر بوالدته وبعملها في بيع اسطوانات البوتاجاز، مؤكدا أن كفاحها في توزيع وبيع الأنابيب كان طريقًا دفعه للتفوق والحصول على مركز متقدم حتى حقق الله رغبته.