اعتقالات وتدمير المستقبل والتجويع.. هذا ما تبقى لأهالي سيناء

- ‎فيأخبار

ازدادت حالة أهالي سيناء سوءا في اليومين الماضيين بسبب الحرب التي يشنها الجيش ضد الأهالي، خاصة مع حالة التهجير القسري والقتل العمد للأهالي بزعم الانتماء لجماعات إرهابية، فضلا عن حالة التجويع المتعمد لدفع الأهالي لترك بيوتهم قسرا.

وتذمر طلاب شبه جزيرة سيناء إثر تعطل دراستهم، ودشن الطلاب هاشتاج على موقع “تويتر” تناولته هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” بعنوان #طلاب_سينا_مستقبلهم_بيضيع.

ويشير الهاشتاج إلى طلاب الجامعات والمدارس في شبه جزيرة سيناء حيث تجري عملية موسعة للجيش المصري وقوات الشرطة المصرية ضد عناصر “إرهابية” عطلت على إثرها الدراسة، في الوقت الذي تزعم فيه حكومة الانقلاب إنها ستقوم بتسهيلات لمن يريد أن يكمل دراسته في مدن القناة القريبة من سيناء.

وورد على الهاشتاج أكثر من عشرة آلاف تغريدة على مدار الأربع وعشرين ساعة الماضية.

في حين تناول الناشط السياسي سمير الغزال، حالة التهجير القسري بالعريش، وما يحدث من تجريف المزارع بزعم تأمين مطار العريش، وتقليل رواتب الموظفين، وتعمد تأخير وصولها، لدفع الناس لترك بيوتهم ومنازلهم، وهجر المحافظة بأكملها.

وأضاف الغزال في تدوينة على صفحته بموقع “فيس بوك” أن الحالة التي وصل لها أهالي سيناء، تعبر عن جريمة مكتلمة الأركان، ضد الشيوخ والأطفال والنساء والرجال والشباب، موضحا أن عملية التهجير تم الإعداد لها منذ عام 2007 في عهد المخلوع حسني مبارك، حينما اتخذ قرارا بإنشاء منطقة عازلة في رفح، ثم في 2009 قام بعمل جدار في عمق الأرض ولكنه فشل، حتى جاء السيسي عام 2012 واتخذ قرارا بأن المنطقة بعمق 5 كم في رفح هي منطقة عازلة استراتيجية، ومن هنا بدأت النواة الاولى الحقيقية لعملية التهجير.

تعذيب النساء

وكشف النائب يحيى عقيل عن اعتقال عدد كبير من النساء، لإجبار أبنائهن على تسليم أنفسهم، كما نقل الأهالي سماعهم لصوت صرخات النساء من داخل قسم أول العريش؛ حيث يتم تعذيبهن بالصعق بالكهرباء دون معرفة الأسباب وراء التنكيل بالنساء بعد اعتقال العشرات منهن بعد حملة المداهمات التي شنتها على بيوت الأهالي بمدينة العريش مؤخرًا، وسط تساؤل الكثيرين دون مجيب ما ذنب النساء؟ ولماذا يتم اعتقالهن وتعذيبهن بهذا الشكل الذي يتنافى مع القيم الدينية والأعراف المجتمعية ويخالف كل القوانين؟

ويشير نشطاء إلى أن قوات الجيش استولت على مصوغات ذهبية خاصة بالسيدات، إضافة لعدد كبير من أجهزة الهاتف المحمول ومتعلقات شخصية وأجهزة كهربائية. كما نقل شهود عيان من الأهالي في سيناء، عبر صفحات التواصل الاجتماعي، مآسي هدم بيوت المواطنين بشكل عشوائي سواء المعتقلين أو المطاردين ليتم تشريد أسرهم دون مأوى في جريمة لا تسقط بالتقادم.

اعتقال تعسفي

وتواصل قوات الجيش عمليات الاعتقال التعسفى للمواطنين بعد حملات المداهمات التى لا تتوقف على بيوت المواطنين بشكل عشوائى، فيما تداول النشطاء شهادة أحد الأهالى التى تعكس حجم المأساة بالشيخ زويد، التى تؤكد أن أهالى سيناء يتعرضون بالتزامن مع ارتكاب جرائم الهدم والاعتقال والقتل بالرصاص العشوائى لعملية تجويع ممنهج؛ حيث خوت المحال والأسواق من المواد الغذائية الأساسية وسط فرض حصار من قبل قوات جيش السيسى ومنع وصول أى مواد غذائية للمواطنين.

وفرضت سلطات الانقلاب حالة من التعتيم عما يجري في أرض الفيروز، خاصة بعد تداول أنباء عن قصف السيسي الأهالي بقنابل عنقودية أمريكية. وقال شهود عيان وعدد من أهالي سيناء إن هناك تعليمات عسكرية مشددة للأهالي بأنه إذا تم التعامل مع أي وسيلة إعلامية سيتم اعتقال الشخص وأسرته، كما طالبت الأهالي بعد الخروج من منازلهم لأي سبب.

وكان تقرير لمنظمة العفو الدولية كشف عن استخدام الجيش المصري قنابل عنقودية خلال الغارات التي شنها خلال الأيام الأخيرة في شمال سيناء، وهو ما يفتح باب التساؤلات عن سلامة المدنيين من القتل العشوائي.

وقالت المنظمة إنها استندت في تقريرها إلى فيديو بثه الجيش المصري يوم 21 فبراير الماضي، وأضافت أن الذخائر العنقودية في فيديو الجيش المصري أمريكية الصنع ولا يمكن إلقاؤها إلا بواسطة سلاح الجو.

وقال الناطق باسم منظمة العفو الدولية في الولايات المتحدة الأمريكية رائد جرار إن لدى المنظمة أدلة على استخدام الجيش المصري قنابل محرمة دوليا في سيناء، وأضاف أن أدلة المنظمة بُنيت على شريط فيديو مصور من قبل القوات المصرية يظهر فيه جليا نوع القنابل ومصدر صناعتها.