الأخلاق والقيم والمواطنة!!

- ‎فيمقالات

قبل أيام نشر موقع بوابة الأهرام ، خبراً مفاده ، ارتفاع في أعداد التلاميذ بحصص التربية الدينية الإسلامية بألمانيا،وقد كشف استطلاع ألماني حديث، أن نحو 55 ألف تلميذة وتلميذ يحضرون حصة تربية دينية إسلامية في ألمانيا، وجاء في الاستطلاع الذي أجرته الهيئة الإعلامية المعنية بتقديم معلومات عن الهجرة واللجوء والدمج في ألمانيا، وشمل وزارات التعليم في الولايات الاتحادية الستة عشر، أن أكثر من 800 مدرسة تقدم هذه الحصص المدرسية.

كما كشف الاستطلاع زيادة عدد الفتيات والفتيان الذين يتلقون حصة التربية الدينية الإسلامية على ما كان عليه قبل عامين.

وأوضحت الدراسة أن نحو 650 ألف تلميذ بين 6 إلى 18 عامًا قالوا إنهم كانوا يحضرون آنذاك حصة تربية دينية إسلامية إذا وجدوا عروضا مناسبة لذلك.

كما أن صحيفة هآرتس الصهيونية، أعلنت أن مقرر التربية المدنية الجديد في إسرائيل يعمق القيم الدينية ويعزز العنصرية تجاه العرب، في الوقت الذى يقوم فيه العرب، بتنقية المناهج الدراسية، من الآيات القرانية التي تحض على الجهاد، والأمر بالمعروف والنهى عن المكر من أجل عيون الصهاينة، وبناء على تعليمات الرئيس الأمريكي!!

يحدث هذا في ألمانيا، في الوقت الذى أعلنت فيه السلطات الانقلابية إلغاء مادة التربية الدينية الإسلامية من المناهج واستبدالها بمادة أخرى تحت مسمى “الأخلاق والقيم والمواطنة”

والطريف أن إلغاء التربية الدينية من المدارس، جاء بقرار من وزير أوقاف الانقلاب، مخبر أمن الدولة ، الذى قال في مداخلة مع إحدى الفضائيات الانقلابية: إن استحداث كتاب تعليمي في المدارس لتعليم “الأخلاق والقيم والمواطنة، وإن هذا الكتاب لا يلغي التربية الدينية في المدارس على الإطلاق لكنه سيأخذ منها ما يركز على القيم والأخلاق، وأن هذا نتاج عمل مشترك بين الأزهر والكنيسة ووزارة الأوقاف.

وقال :إن أخطر شيء هو عدم تعليم الطلاب الدين لأن الدين يمنع تجنيد الجماعات المتشددة لهم.

وقد أعلنت إحدى مذيعات النظام الانقلابى، خبر إلغاء التربية الدنية، وهى تعبر عن فرحتها، قائلة: خبر رائع، مع أن الشيخ الشعراوي رحمه الله، قال : بدون الدين لا يوجد دول!!

لكن هذا ليس بجديد على النظام الانقلابى ، الذي يسعى تحت مايعرف بتطوير الخطاب الدينى ،إلى هدم ثوابت الإسلام ،والتطاول على الرموز الإسلامية، وتأميم المساجد، وتوحيد الخطبة والتسبيح باسم قائد الانقلاب، وتحديد مدة صلاة التراويح ،وخفض صوت الأذان وتحديد مدة خطبة الجمعة والتحكم بمحتواها، وأخيراً

إلغاء مادة التربية الدينية الإسلامية من المناهج واستبدالها بمادة الأخلاق والقيم والمواطنة.

وكذلك فعل عبدالناصر ، عندما قرر إلغاء المحاكم الشرعية في مصر ، فعمد إلى تصعيد الصحف ضد القضاء الشرعي وضد القضاة، بل وأصبحت القصص المكررة عن أخطاء القضاة أخباراً أساسية في أغلب الصحف، حتى كانت القصة المكذوبة عن ضبط قاضيين في شقة مشبوهة، فكانت هي الشمّاعة التي عُلق عليها قرار إلغاء المحاكم الشرعية!!

وكان الشيخان الفيل وسيف القاضيان الشرعيان في محكمة المنشية بمدينة الاسكندرية قد اتُهما وفقا لقرار الاتهام الذي نشرته صحيفة الأهرام في عدد 6 نوفمبر 1955م ، بأنهما طلبا خلوة من سيدة تدعى شفيقة حامد شاكر وسيدة أخرى مقابل الحكم لها في قضية نفقة شرعية، ووجهت المحكمة العسكرية التي شكلت لهما في ذلك الوقت تُهم الزنا وتعاطي مواد مخدرة ( حشيش) واتهمت بقية المتهمين ممن اتهموا بتسهيل الخلوة بتقاضي رشوة.

وبعدها تم تحويلهما إلى سجن الحضرة بالإسكندرية وهما مكبلان بالأصفاد الحديدية.

وقد نشرت مجلة آخر ساعة في عدد 9 نوفمبر 1955م عن أحوال الشيخين في السجن فقالت: “كان الشيخان أثناء وجودهما في السجن نزيلين ملتزمين، وأكد جميع ضباط ونزلاء السجن ارتياحهم لسلوك نزيلي الزنزانتين 21 و22 لأنهما يحافظان على الصلاة ويحرصان على تلاوة القرآن ويؤديان الصلاة في مواعيدها، ولم يتخل الرجلان عن ثباتهما، وعندما كانا يُسألان عن رأيهما وما يتوقعانه في المحكمة كانا يقولان: منتظرين الفرج.

وبعد مرور حوالى شهرين، وفي 23 ديسمبر 1955م خرجت صحيفة الأهرام بمانشيت عريض يقول: إلغاء المحاكم الشرعية والمجالس الملية، حيث أصدر مجلس قيادة ثورة يوليو قراراً بإلغاء المحاكم الشرعية والمجالس الملية وإحالة الدعاوى المرفوعة أمامها إلى المحاكم الوطنية.

ومع أن الهدف من هذا القرار كما أكدت الثورة هو توحيد جهات التقاضي، لكن القرار ارتبط بمحاكمة الشيخين.

والذين قرروا إلغاء مادة التربية الدينية ، هل يغفلون دور المدرسة في ظل تداعيات العولمة الثقافية، وإكساب الطلاب القيم الدينية والثقافية والاجتماعية، وإعادة تشكيل المفاهيم السالبة حول الأشياء والأشخاص لتكون إيجابية، وتكوين الذات وإعادة تطويرها في شكل مضمون جديد يناسب ظروف العصر وتحدياته.

وكان خالد منتصر، أحد الأذرع الإعلامية للنظام الانقلابى، ظل يحرض على إلغاء التربية الدينية قائلا : كنا نراهن على جيل جديد متعلم مستنير محب للفن، مرن الفكر متفتح المسام، قابل للآخر، لكننا استيقظنا على كارثة، هي أن وزارة التربية والتعليم صارت هى المورد الرسمى للدواعش، وانضمت إلى المدارس الدينية والحضانات الإسلامية!!

المقالات لا تعبر عن رأي بوابة الحرية والعدالة وإنما تعبر فقط عن آراء كاتبيها