“الإخوان” باعونا في “الشانزليزيه”

- ‎فيمقالات

دائمًا ما يعتذر المتصوفة عن شطحاتهم بأنها تأتى نتيجة وجدٍ فاض بقوته، وهاج بشدة غليانه وغلبته، وأنهم عندما يعتذرون عن شطحاتهم يقولون: إن ما قد قالوه كان فى حالة سكر، بما تجلى لهم من حقائق، وبما عاينوه من علوم أسكرتهم وأطارت صوابهم، وجعلتهم يتكلمون بمثل هذه العبارات والتى لا يؤاخذون عليها. وفى إحدى شطحات صحيفة “المصرى اليوم” الموالية للنظام الانقلابى، وهى فى حالة سكر نتيجة لأصناف “الحشيش” المضروب فى السوق، ولم تكن بالطبع فى حالة وجدٍ حتى تعتذر عن شطحاتها الانقلابية، زعمت أن “التنظيم السري للإخوان” وراء مظاهرات فرنسا، التى اندلعت خلال الأيام الماضية، احتجاجا على زيادة الضرائب على الوقود.

وأكد خبراء الغبرة بالنظام الانقلابى، أن احتجاجات باريس واكبتها فوضى عارمة، وتبعها انفلات أمني وتخريب في المؤسسات العامة والخاصة، وهو ما يشير إلى اندساس عناصر تخريبية، غـير أنهم قارنوا بين ما يحدث الآن في باريس وبين الأحداث الدامية التي شهدتها بعض بلدان ثورات الربيع العربي تقريبًا، بعيدا عن المطالبات السلمية للشباب وحقهم في التعبير عن رأيهم، وربط الخبراء بين تحركات تنظيم الإخوان الدولي وعناصره في أوروبا، والجماعات الإرهابية المنبثقة عنه في مظاهرات فرنسا الآن، وبين بعض الأحداث التي حدثت في القاهرة قبل سبع سنوات.

وقالت الصحيفة الانقلابية- وهى فى حالة من الوجد أنساها المهنية الصحفية وشرف المهنة- عن مصدر مطلع- “خبراء ومتخصصون في شئون الحركات الإسلامية” قالوا إن الفوضى والانفلات الأمني وحوادث التخريب التي شابت احتجاجات “السترات الصفراء” في فرنسا خلال الأيام الماضية تشير إلى أن هناك “بعض العناصر السرية” التي تنتمي لما يسمى التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، التي يحظرها النظام المصري، هي التي تقف وراء هذه المظاهرات والاحتجاجات.

“محمد حبيب”، صاحب لقب “القيادى السابق”، قال للصحفية: إن “التشابه بين الأحداث في القاهرة وباريس شديد جدًا، ما يدعونا إلى التأمل والتوقف لتحليل الأمر، وبشكل عام يمكن أن نقول إن الإسلاميين لهم دخل، سواء من قريب أو بعيد في الأمر الفرنسي”.

وأوضح أن “فرنسا بها إخوان كما أن بها عددًا كبيرًا من المسلمين الذين يقدر عددهم قبل سنوات بـ6 ملايين شخص من مختلف الجنسيات ينتمون لتيارات إسلامية مختلفة، لذلك فإن الموضوع بحاجة شديدة إلى دقة في رصد التحركات، وهي عملية مخابراتية بحتة.

وبيّن أن “التنظيم الدولي ما زال موجودًا إلى الآن ويعمل، ولكنه أضعف كثيرًا عن ذي قبل؛ نظرًا لضعف الجماعة ورفضها من كافة الدول والشعوب”، وأن “التنظيم الدولي قوامه 33 عضوًا من الجماعة، بينهم 8 من إخوان مصر، والباقون من كافة الدول”، وأن “هذا التنظيم يعمل في سرية ويتخذ قرارات عامة، أما المواقف الداخلية للجماعة فيقوم بها إخوان البلد نفسها”.

وتابع أن “الإخوان اعتادت على ضيق الأفق، والعمل بعيدًا عن الناس، ما جعلهم غير مقدرين لأوضاع الشعوب والأوطان، وهو ما خلّف مشاكل وكوارث كبرى على الجميع؛ لأنهم تصدوا للحكم في مصر دون أي دراية، فقط كان همهم السيطرة والاستيلاء على مقدرات الدولة”.

وبعد أن انقلب العسكر على الإخوان.. هل انصلح حال البلاد فى ظل حكم العسكر أيها الخبير المتخصص؟

أما مخبر أمن الدولة “نبيل نعيم،” الذي وصفته الصحيفة بـ”المتخصص في شئون الحركات الإسلامية”، فقال: إن الإخوان مشتركون بلا أدنى شك في مظاهرات فرنسا، وطريقة إدارة المظاهرات تنم عن وقوف الجماعة خلفها.. لا ننسى أن هناك جزائريين وتوانسة ومغاربة من المنتمين للإخوان يسكنون عشوائيات فرنسا، وبالطبع فهم مشاركون في أحداث باريس العنيفة، التي يظهر فيها أسلوبهم وأفكارهم”.

وقال الخبير المتخصص: إن مقاول الأنفار الخواجة “ترامب” هو المسئول والمرشد الجديد للإخوان، وخليفة “جون ماكين” استأجر الإخوان للقيام بعمل قلاقل “لماكرون”، رئيس فرنسًا، ردًا على الإعلان عن رغبته في تكوين جيش أوروبي موحد لمواجهة حزب الأطلنطي، ووصف جماعة الإخوان بأنها “دُمية في يد الأمريكان يحركونها كيفما شاءوا وبأية طريقة”. ونحن نتساءل: من الدمية.. هل هو قائد الانقلاب وبقية حكام العرب الخونة الذين تحركهم أمريكا كأحجار على رقعة الشطرنج أم الإخوان يا خبير الغبرة؟.

أما المتلون ذو اللون الباهت والذى لا يبرح المنطقة الرمادية “كمال حبيب”، فلم يستبعد أن “يكون للتنظيمات دور في هذه الأحداث”، لكنه استدرك قائلا: إنه يرى أن “البداية جاءت بأيادٍ فرنسية بحتة دون تدخلات من جانب أحد”.

وهذا يعنى بمفهوم المخالفة عند “حبيب” وشطحات الصحيفة الانقلابية المتواجدة وهى فى سكرتها الانقلابية، أنه “جاء الإخوان وركبوا الموجة ثم باعوا ماكرون فى الشانزليزيه، وأن الإخوان استدرجوا المهاجرين وغرّروا بهم عند برج إيفل، وتركوهم تدهسم مدرعات ماكرون!”.

لكل داء دواء يستطبّ به إلا الحماقة أعيت من يداويها، ولا شك أن الحماقة فى بلادنا لها أخوات من الجهالة والسذاجة والغباوة والتفاهة والحقارة والسفاهة والسفالة والعمالة والخيانة والوقاحة!.

 

المقالات لا تعبر عن رأي بوابة الحرية والعدالة وإنما تعبر فقط عن آراء كاتبيها