الإطاحة بقيادات الجيش.. السيسي بين هاجس الانقلاب عليه والغضب الشعبي

- ‎فيأخبار

اعتاد عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري الإطاحة بقيادات الجيش على فترات قصيرة ظنا منه أنه الملاذ الآمن من أي تفكير في الانقلاب عليه، خاصة مع الغضب الشعبي المتزايد يوما بعد الآخر.

وفي سرية أصدر السيسي قرارا بالإطاحة بمدير المخابرات الحربية اللواء محمد الشحات، وتكليف قائد الجيش الثاني الميداني اللواء خالد مجاور بالمنصب الذي بات يمثل أهمية خاصة منذ اغتصاب السيسي مقاليد الحكم في أعقاب انقلاب 3 يوليو 2013.

وحسب تقرير بثته قناة “وطن”، مرر السيسي القرار عبر المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدين بالولاء المطلق له في الوقت الحالي خاصة بعدما أطاح على فترات متقاربة بجميع أعضاء المجلس العسكري الذي شاركه الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي، والذي كان آخرهم وزير الدفاع السابق صدقي صبحي ورئيس الأركان محمود حجازي.

وحسب مصادر صحفية، فإن اللقاء الذي جمع السيسي بوزير الدفاع بحكومة الانقلاب محمد زكي في 22 ديسمبر الجاري كان من أجل اعتماد قرار الإطاحة الذي شمل أيضا تعيين اللواء صلاح سرايا قائدا للمنطقة العسكرية الغربية التي تتولى تأمين الصحراء المتاخمة للحدود مع ليبيا.

المصادر أكدت أن مجاور، الذي تولى رئاسة المخابرات، يحظي بثقة كبيرة من السيسي ورئيس المجلس العسكري الأسبق المشير محمد حسين طنطاوي الذي يعد الأب الروحي لقائد الانقلاب الذي دفعته الهواجس إلى عدم الإبقاء على رؤساء الأجهزة الراقبية في مواقعهم لفترات طويلة وعدم التجديد لمن تجاوز السن القانونية منهم، على أن تكون أقصى مدة يشغلها رئيس أي من تلك الأجهزة عامين فقط.

مخاوف السيسي لم تتوقف عند هذا الحد بل إنه في أعقاب مغادرته موقع مدير المخابرات الحربية عقب تكليف الرئيس محمد مرسي له بحقيبة الدفاع ظل المنصب شبه خال وحرص السيسي على أن يكون تولي ذلك الموقع بصيغة القائم بالأعمال حيث كلف به صهره محمود حجازي قبل أن يشغل منصب رئيس الأركان في مارس عام 2014.

وخلال العام الماضي تجاوز عدد الذين تمت الإطاحة بهم من الأجهزة السيادية، وفي مقدمتها المخابرات العامة، 130 قياديا حيث تضاعفت الأعداد خلال عملية إعادة هيكلة الجهاز بعد تكليف اللواء عباس كامل بالإشراف عليه، وكان في مقدمة من تم الإطاحة بهم رئيس الجهاز السابق اللواء خالد فوزي.

تغييرات السيسي للقيادة العسكرية على فترات قصيرة يعتبر تأمينا لنفسه من أي تفكير في الانقلاب عليه خاصة مع تصاعد الغضب الشعبي وظهور بوادر انتعاش للربيع العربي في دول الجوار.