الاحتلال الصهيوني ينصب رافعة بناء ضخمة في ساحة البراق غربي الأقصى

- ‎فيعربي ودولي

نصبت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، رافعة بناء ضخمة جدًّا في ساحة البراق، تحديدا على أنقاض حي المجاهدين غربي المسجد الأقصى المبارك.

وقال مراسل المركز الفلسطيني للإعلام: إن نصب الرافعة الضخمة يأتي تمهيدًا لإطلاق مشروع المجمع التهويدي السياحي متعدد الطوابق والاستخدامات في غربي الساحة.

وبحسب ما نشر سابقا، فقد وضعت لجان التنظيم والبناء الصهيونية اللمسات الأخيرة، وهي على أهبة الاستعداد للبدء بتنفيذ مشروع بناء كنيس ‘جوهرة إسرائيل’ في حي الشرف، في قلب البلدة القديمة بالقدس المحتلة، وعلى بعد 200 متر غربي المسجد الأقصى المبارك.

وعلى مدار السنتين الأخيرتين نفذت سلطة الآثار الصهيونية حفريات أثرية في عمق الموقع، وادعت أنها وجدت آثارا من عهد الهيكل الأول والثاني، والمدّة البيزنطية، لكنها أشارت في بعض تقاريرها أنها وجدت مبنى فخما من المدّة المملوكية وآخر من المدّة العثمانية.

وتبلغ تكلفة المشروع نحو 48 مليون شيكل (13 مليون دولار أمريكي)، حيث رصدت الحكومة الإسرائيلية مبلغ 36 مليون شيكل، فيما بوشر بجمع المبلغ المتبقي من أثرياء اليهود.

وسيبنى الكنيس اليهودي على أنقاض وقف إسلامي وبناء تاريخي إسلامي من العهد العثماني والمملوكي، وتبلغ المساحة البنائية الإجمالية للكنيس نحو 1400 متر مربع، وسيتألف من ست طبقات، ‏اثنتان تحت الأرض وأربع فوقها، ‏وعلى مساحة 378 متراً مربعاً، فيما سترتفع على المبنى قبة ضخمة، حيث سيصل ارتفاع المبنى إلى نحو 23 متر عن مستوى الشارع.

وسيُخصص طابقا الكنيس تحت الأرض، ليكون الأول منهما لعرض موجودات أثرية، ‏يُدّعى أنها بقايا كنيس يهودي قديم من ضمنها مغطس للطهارة، أما الثاني فيخصص ‏ليكون حمامات للرجال ومباني للدعم التقني. ‏

أما الطابق الثالث فسيكون بالتوازي مع مستوى الشارع الموجود أي سيكون بمنزلة ‏الطابق الأول فوق الأرض، وسيخصص مدخلًا وحمامات للنساء، بينما الطابق الرابع ‏سيكون القاعة الكبيرة للكنيس ويحتوي على كراسٍ وقاعات لصلوات اليهود ‏وخزانة التوراة. ‏

وسيتم تخصيص الطابق الخامس كنيسًا للنساء، والطابق السادس مطلة تشرف ‏على مباني القدس القديمة ومحيطها، وستكون الطوابق الثلاثة الأخيرة مرتبطة مع ‏بعضها تعلوها قبة عالية تختم البناء. ‏

ووفق المخطط التهويدي، فإن أجنحة وغرفاً في المبنى العام للكنيس ستخصص ‏مركزَ زوار يروّج للتراث اليهودي في القدس، بحسب ادعائهم، كما سيتم إجراء ‏تغييرات في الفناء القريب من الكنيس، ونصب مقاعد واستراحات مظللة للجمهور ‏العام، في خطوة لجذب الزوار اليهود.

من جهته ندد المختص بشؤون القدس الدكتور جمال عمرو بنصب قوات الاحتلال رافعة بناء ضخمة في ساحة البراق غربي المسجد الأقصى.

وقال: في إطار التغول بالمشاريع التهويدية وسلسلة المشاريع التي نشرتها بلدية الاحتلال في القدس المحتلة وأرسلت بعضا منها للسكان تحت رقم 50 مشروع في كراس ضريبة “الارنونا” بما يسمى بالتنمية والتطوير؛ فإن المشاريع تنصب تحديدا بمشاريع تهويدية محيطة بالمسجد الأقصى المبارك بكل الجهات سواء التلفريك أو غيره، مضيفا أن أحد هذه المشاريع هو مبنى متعدد الطبقات.

وقال: إنه منذ سنوات جرى العمل على وضع الأساس للمبنى عبارة عن أساس خرساني مسلح في منتهى القوة، مشيرا إلى أن المبنى متعدد الوظائف من ضمنه مركز استعلامات سياحية ومخفر للشرطة ومصعد يوصل للطبقات مع سلسلة الأنفاق تحت الأرض القادمين من باب الخليل وباب العامود وباب المغاربة وسلوان، وجميعها تلتقي داخل قاعة عملاقة تحت الأرض تشكل مرجعية للسواح والزوار وإلقاء المحاضرات وعرض الأفلام.

وأكد عمرو أن المبنى متعدد الوظائف سيقام في منطقة حائط البراق، وهي منطقة حساسة على أنقاض التاريخ العربي والإسلامي في المدينة المقدسة بحيث لا يوجد أنسب من هذا الوقت، خاصة أن الرئيس الامريكي ترمب ونائبه بنس قد فتحا الباب على مصراعيه في هذا المكان تحديدا (حائط البراق)، وهما أول من دنساه.

وقال: إن من بداية خطواتهما الشروع علنًا في نصب الرافعة بغرض استكمال البناء، والذي سيكون تشويها كبيرا للعمارة العربية والإسلامية في البلدة القديمة من القدس.