الاغتيال المعنوي.. أداة السيسي لمواجهة رافضي التعديلات الدستورية

- ‎فيسوشيال

“لو عندك سيديهات طلعهالي”، لم تعد هذه مجرد كلمات شهيرة للبرلماني ورجل النظام المثير للجدل مرتضى منصور، ولكنها تحولت في حقبة ما بعد الانقلاب إلى سياسة نظام يكسر بها حدود أعراف المجتمع بيديه، كما اختار منذ ثورة يناير كسر الخطوط الحمراء بإراقة الدماء واغتصاب النساء واحتقار إرادة الناخبين.

وبحسب تقرير بثته قناة “مكملين”، فإن ابتزاز المعارضين من خلال التهديد بفضح تجاوزاتهم الشخصية حيلة ليست جديدة على أنظمة العسكر، منذ أسس جمال عبد الناصر أجهزته الأمنية برئاسة صلاح نصر، وورط فيها عشرات الفنانين والمواطنين، وهو الطريق الذي اتبعه وسار عليه كذلك وزير الإعلام في عهد مبارك صفوت الشريف.

الجديد الذي يقدمه السيسي في ربط الجنس بالموقف السياسي، هو تولى الدولة عملية نشر هذه التجاوزات على الملأ لاغتيال بعض الأفراد معنويًا فقط لأنهم أبدوا رفضهم لمقترحات تعديل الدستور، مثل المخرج المعروف خالد يوسف الداعم الرئيسي في مظاهرات 30 يونيو، والنائب هيثم الحريري عضو كتلة 25-30 في البرلمان.

تسارعت الأحداث منذ إلقاء القبض على فنانتين شابتين وحبسهما احتياطيًا على ذمة التحقيقات بتهمة ممارسة الرذيلة مع المخرج السينمائي، واتهامه بالهروب إلى فرنسا، وهو ما رآه يوسف محاولة للتصفية المعنوية ردًا على موقفه من تعديلات الدستور.

رغم كل هذه الحملات المتوالية بالتهديد لكل رافضي مقترحات تعديل الدستور، إلا أنها لم تكن كافية لسد الأفق أمام المعارضة التي شكلت جبهة اتحاد الدفاع عن الدستور، في محاولة لوقفة أخيرة لإنقاذ الثمرة الوحيدة الباقية، ومنع تنصيب مستبد لثلاثين عاما أخرى.