الانسحاب الأمريكي من سوريا استعداد لإيران أم لمصلحة تركيا؟

- ‎فيعربي ودولي

وضع محللون وأكاديميون عرب تصورات متنوعة عن الانسحاب الأمريكي المفاجئ من الأراضي السورية؛ حيث أشار البعض إلى أن الخطوة تأتي في صالح تركيا، فيما رأى آخرون أنها بالترتيب معها، فيما يرى فريق ثالث أن الانسحاب جاء استعدادًا لضرب إيران.

الكاتب والصحفي القطري جابر الحرمي قال على “تويتر”: “التحركات الأميركية في #سوريا وسحب قواتها ليست خطوات “بريئة”.. فهل يعمل #ترمب لتوجيه ضربات عسكرية لإيران للهروب من ملفاته الداخلية وإدخال المنطقة في اشتباك جديد..؟..  والفاتورة بالطبع ستدفعها دول المنطقة ..”.

واتفق معه حساب مجتهد عندما طرح سؤالا: “هل يعتبر قرار ترامب المفاجئ بالانسحاب من سوريا والذي لم يستشر فيه البنتاجون دليلاً على توجه بضرب إيران وذلك بإبعاد القوات الأمريكية عن مرمى انتقام القوات الإيرانية في سوريا؟”.

وفي تحليل للخطوة الأمريكية في اتجاه “الحرمي” و”مجتهد” اعتبر المحلل الأردني ياسر الزعاترة أن “‏سوريا قضية أخلاقية قبل أن تكون سياسية. من يتجاهلون الأخلاق يذهبون نحو قصص الإرهاب أو الممانعة وما شابه، ويتجاهلون شعبا خرج ضد الدكتاتورية والفساد والظلم، وبذل الدم في الشوارع شهورا قبل أن تُطلق رصاصة واحدة. الأسوأ بين هؤلاء هم من يرفعون راية “الحسين” وهم ينقلبون على رسالته هنا”.

اضطرار أمريكي

فيما رأى أ.د. حاكم المطيري، رئيس حزب الأمة الكويتي، أن ‏الجيش الأمريكي يواجه هزيمة حقيقية في أفغانستان بعد استنزاف حركة طالبان له لأكثر من ١٨ سنة ويبحث عن حل للخروج منها بأقل الخسائر ولن يتورط في أي مواجهة عسكرية في شمال #سوريا فالتراجع الأمريكي حقيقي، وهو يفتح الطريق أمام تركيا لاستعادة دورها كقوة إقليمية وملء الفراغ بالتعاون مع قوى الثورة.

ورأى الكاتب العماني زكريا المحرمي أنه “‏بعد أيام من إعلان تركيا قرب بدء عمليتها العسكرية ضد المسلحين الأكراد في سوريا قرر ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا وترك حلفائه الأكراد لمواجهة مصيرهم أمام الدبابات التركية؛ ويبدو أن هذا سيكون مصير جميع حلفاء ترامب؛ فاتعضوا يا أولي الألباب!!

واتفق الصحفي التركي حمزة تكين مع أن هناك أزمة للأحزاب الكردية ووجوب اتعاظهم فقال: “تنظيم PYD/PKK الإرهابي يصف قرار الانسحاب الأميركي من سوريا بـ”الخيانة”.. طالما حذرناكم أيها الأغبياء”.

رائحة طبخة

وفي تعبير عما يظهر على السطح دون دخول معمق قرأ المفكر الفلسطيني د. إبراهيم حمامي معلومات واضحة وربط بينها فقال: “رائحة “طبخة” ما تفوح بين الولايات المتحدة وتركيا.. اعلان تركي عن عملية شرق الفرات إعلان إمريكي مفاجئ عن الانسحاب من شرق سوريا.. وإعلان أمريكي آخر عن النظر في تسليم غولن لأنقرة.. وهجوم غير مسبوق من نيكي هيلي على بن سلمان”.

إيران وداعش

وفي تعليقه قال الصحفي والكاتب السوري أحمد أبازيد: إن “سوريا بلد محتل تتوزعه القوى الأجنبية، الانسحاب الأمريكي -إن حصل- فهو انتصار يتلوه توسع روسي وإيراني في المقام الأول، تركيا أقل الرابحين وإن تصورت العكس، والسوريون يخسرون دومًا.. سيناريو يرجح نموذج العراق في سوريا، من حيث الهيمنة الإيرانية والتقسيم طويل الأمد وتهيئة ظروف عودة داعش..”.

وأضاف: “تنظيم داعش انهارت قيادته المركزية وفروعه نعم، لكن فلوله وأيديولوجيته ما زالا فعالين بدرجة أقل وقابلين للعودة بأشكال أخرى”.

وتابع في تغريدة ثالثة “الميليشيات الشيعية والنظم الديكتاتورية والوحشية الروسية لا يمكنها هزيمة داعش أو تحقيق استقرار، وإنما ستنتج دواعشها باستمرار، لأنها أسوأ من داعش بمراحل بقدر ما هي سبب في نشوئها.

وفي سياق انتصار الإيرانيين كتب الأكاديمي الكويتي عبدالله الشايجي على تويتر “إعلان #ترامب اليوم بدء سحب قواته التي تسيطر على ثلث سوريا يعد تنازلا وانتصارا ل #تركيا وطعنة في ظهر حلفاء أمريكا الأكراد.. وانتصارا لإيران ونفوذها في #سوريا وكذلك انتصارا لتنظيم #داعش! الذي نوعد ترامب بسحقه.هذا ما يعمق أزمة الثقة بالتزامات وتعهدات ترامب لحلفائه وخاصة الخليجيين!”.

وأضاف واصفا تخبط ترامب: “يستمر تخبط وغياب استراتيجية شاملة وواضحة لإدارة ترامب في الشرق الأوسط.بعد قرار ترامب سحب قواته من #سوريا وطلبه من الدول الخليجية تمويل استقرار المناطق المحررة من داعش-عاد ليبقي قواته لمواجهة نفوذ #إيران-وداعش-ليعلن اليوم سحب سريع لقواته2000جندي!..هذا انتصارا لإيران وداعش معا!برافو “.

وتابع: “قدم ترامب تبريرا غير مقنعا لسحب القوات الأميركية من شمال شرق #سوريا بأنه هزم داعش! الواقع يقول داعش لم تهزم بعد.كما علقت سابقا. وهذا أكده قبل قليل حليف ترامب السناتور غراهام:”خطأ كبير مشابه لسياسات الرئيس أوباما..لأنه لم يتم هزيمة #داعش لا في #سوريا ولا #العراق و #أفغانستان!تخبط.

وخلص إلى أن ترامب قدم بانسحابه العسكري خلال 100 يوم من #سوريا انتصارا مجانيا للنظام وروسيا وإيران وحلفائها و #تركيا-ناقض وعوده لا انسحاب لاحتواء نفوذ #إيران-ومواجهة #روسيا-وتنظيم داعش.. رمى حليفه وحدات حماية الشعب الكردي وقوات سوريا الديمقراطية تحت الباص!وفي ذلك دروس للحلفاء!