“البغاء الصحفي”.. كتاب يرصد الصحفيين الراقصين للمخلوع والمنقلب

- ‎فيتقارير

تم الكثير من المساجلات والمناقشات حول هذا الكتاب، وذلك بسبب ما جاء به من فضائح وكشف ورصد لكتاب ورموز صحفيين متلونين وراقصين للعسكر، وكانت أكبر حادثة بسبب الكتاب هي وقف أحد البرامج بقناة فضائية بعد استضافة المؤلف أشرف عبد الشافي ومناقشته في فضائح الإعلاميين والصحفيين الذين طبلوا للمخلوع مبارك وتوريث نجله ثم عادوا للتطبيل للسفيه عبد الفتاح السيسي.

“البغاء الصحفي” إصدار دار ميريت، والتي تحملت عبء المواجهة مع من جاء ذكرهم في الكتاب، من وجوه إعلامية مشهود لها بالتطبيل للعسكر, وعن الكتاب وعنوانه تحدث “عبد الشافي”، قائلاً: “أعترف أن الكلمة صعبة، ولكنى لا أقصد منها إساءة وهذا وضحته في المقدمة واعتذرت عمن يفهمها بطريقة خاطئة، ولكن الحالة الغريبة من التكريس لجمال مبارك في كل الصحف الخاصة حتى آخر نفس ثم تحول هؤلاء إلى النقيض المعاكس تمامًا يدعونا للجنون”.

وأشار إلى أنه عمل على الفكرة الرئيسية للكتاب حوالى 3 شهور، ولم يجد مكانا ينشر فيه المقالات حتى الأهرام نفسها التي يعمل محررًا بها، رفضت نشر المقالات “ولأني مؤمن بأن خروج هذا العمل للنور، هو دوري الحقيقي في الثورة اصريت على تفعيل دوري، وقد حدث وظهر الكتاب للنور، وحدثت حوله ضجة إعلامية كبيرة ومناوشات عديدة بالوسط الثقافي، وتعرض من ساندوا خروجه لمضايقات في عملهم”.

عائلة أديب

كتاب “البغاء الصحفي” رصد مقالات للأذرع الإعلامية للانقلاب وعلى رأسهم مصطفى بكري وممتاز القط ومجدي الجلاد وغيرهم من نجوم التطبيل في الصحافة والفضائيات، ومدى تغير توجهم وآرائهم تبعًا للأحداث المتلازمة لمقالاتهم.

وما يصيب بالحزن هو تنحي الكاتب عن فكرة الجزء الثاني من كتابه بعد ما وجد أن الجزء الأول، ورغم ما جاء به من وقائع واستشهادات تدل على “خيانة” أصحابها، ليس فقط للضمير الصحفي بل للضمير الإنساني والوطني لم يحقق ما صدر الكتاب من أجله، وتصدرت مرة أخرى نفس الأسماء المذكورة بالجزء الأول، وهنا يطرح مراقبون على الكاتب سؤالاً عن رهانه هذه الفترة، وعلى مَن سيكون بعد معركته تلك، وكان رد “عبد الشافي” أن الرهان على صحافة الشباب التي يرى فيها مستقبلاً عظيمًا، رغم التضييق والمصادرة وحجب المواقع الصحفية.

المذيع عمرو أديب من قطيع “البغاء الصحفي”، يقول في تغريدة له عن قيامه بدفع خمسة ملايين جنيه عن مجمل أجره للعام السابق، ويدفع المهنيون خمس أجورهم ضرائب؛ ما يعني أن مجمل دخل أديب في العام الماضي نحو 25 مليون جنيه، وافتتح أديب مشروعات استثمارية من نتاج عمله مذيعًا؛ إذ لديه سلسلة مقاه راقية تسمى” كواي”.

مذيع برتبة مخبر أمني

ويمثل أجر عمرو أديب كمذيع أربعة آلاف ضعف مرتبه الذي كان يحصل عليه منذ أقل من عشرين عاما، حينما كان يعمل بمؤسسة شقيقه الأكبر عماد أديب، رئيسًا لتحرير مجلة آدم اليوم الصادرة عن المؤسسة، ويذكر الصحفيون العاملون بالمؤسسة – التي كانت تصدر عدة صحف ومجلات – كيف قفز عمرو من مجرد محرر مبتدئ، ليتولى عدة مناصب قيادية بالمؤسسة لمجرد أنه شقيق عماد أديب.

وكان اسم عمرو يوضع على الصحيفة كرئيس تحرير تنفيذي للعدد الأسبوعي لجريدة العالم اليوم الاقتصادية، التي كانت تصدر عن المؤسسة دون مهام حقيقية ينفذها، وذلك لكي يكون هناك مبرر أمام المساهمين بالمؤسسة لحصول عمرو على أجر كبير منها، ولم يكن يتعدى خمسة آلاف جنيه حينها، وتتشابه بدايات ومسيرة لميس مع زوجها، منذ بدءا معا بمؤسسة عماد أديب، فعقب زواجهما تجاور الاسمان على واجهة الجريدة بوصفهما رئيسي تحرير تنفيذيين.

وتتحول الصحفية نهى مرشد لقناة أخرى بمجرد ظهور الحديدي على الشاشة، فهي ظلت تعمل تحت رئاستها بالجريدة فترة طويلة، وذلك في وقت سعت فيه الحديدي لتحسين دخلها من الجريدة بالعمل مراسلة لقناة الجزيرة التي تسبها الآن، أما المذيع المقرب للأجهزة الأمنية أحمد موسى، فنزح من إحدى قرى محافظة سوهاج ليلتحق بجريدة الأهرام بالقاهرة، وترقى الرجل فيها بسرعة الصواريخ البلاستيكية كما ينطقها السفيه السيسي، عقب عمله مندوبا للجريدة لدى وزارة الداخلية، واتهمه زملاء له علنا بأنه “يعمل مندوبا للداخلية بالأهرام، بنقل أسرار رؤسائه وزملائه لأجهزة الأمن”.

ويعدد مراقبون للمشهد الإعلامي عددًا من العوامل التي أدت إلى استغناء السفيه السيسي عن خدمات عدد من الإعلاميين الراقصين في كباريه الانقلاب، منها تغير خريطة الملاك من رجال أعمال إلى ممثلي أجهزة أمنية، والتضييق على حريات التعبير، وانكماش سوق الإعلانات، وانحسار الدعم الخليجي للفضائيات، ويمكث بعض المذيعين مستبعدين في بيوتهم، يديرون مشاريع أو يجترون أمجادهم الغابرة، وبين هذا وذاك، لا يفوتون مناسبة إلا ويحضرونها، كما باتوا مهتمين بما يكتبه ويرسله لهم على صفحات التواصل متابعوهم، قتلاً لوقت الفراغ.