البلطجي صبري نخنوخ.. مَن الثوار بعهد السيسي؟!

- ‎فيتقارير

في تصرف ينم عن معايير الثورة لدى قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، شمل العفو الرئاسي الذي أصدره أمس، عن عدد من السجناء ، بمناسبة شهر رمضان، وتزامنا مع حملة العلاقات العامة التي تديرها وتديره أجهزة مخابراته، كمنحاز للشباب وكمن يشعر بالمواطنين وأزماتهم، -شمل- عددا من الجناة والبلطجية وتحار المخدرات في العقو الرئاسي الذي قالت عنه وسائل إعلامه إنهم محكومون بقضايا تظاهر.

بل وصفت احزاب السبوبة كجزب المؤتمر قرار العفو بأنه “يؤكد مدى إنسانية الرئيس وشعوره بمشكلات وهموم الوطن والمواطنين”!!!.

وقال المهندس أحمد خالد، أمين التظيم بـ”المؤتمر”، في بيان صادر عن الحزب “هذا القرار من قرارات التنمية والاستقرار المهمة التي أصدرها الرئيس في الفترة الماضية”.

بينما وصف ائتلاف “دعم مصر” العفو الرئاسي بأنه “انحياز الرئيس الدائم للشباب ورد على المزايدين”.

ولعل المفاجأة التي لا تفاجئ المتابع هو شمول العفو الرئاسي الذي تضمن 323 مسجونا امس، عددا من المجرمين عتاة الإجرام كالبلطجي صبري نخنوخ ، رغم الحكم عليه بالمؤبد.

حيث أكد، أمس، جميل سعيد محامي البلطجي صبري نخنوخ، أن موكله خرج الأربعاء، من محبسه بعفو رئاسي من قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي.

وكانت قوات الأمن ألقت القبض على “نخنوخ” في أغسطس 2012، داخل فيلته بمنطقة كينج مريوط بالإسكندرية، وكان بصحبته عدد كبير من الخارجين عن القانون، وبحوزتهم كمية من الأسلحة، وتمكنت القوات من السيطرة والقبض عليهم جميعا.

كما قضت محكمة جنايات الإسكندرية، بالسجن 25 عاما على المتهم صبري نخنوخ في اتهامات بحيازة أسلحة وحيوانات مفترسة، كما قضت بحبسه ثلاث سنوات أخرى في قضية تعاطي مخدرات.

وقاد نخنوخ عشرات الآلاف من البلطجية في القاهرة والإسكندرية والمحافظات، قاموا بارتكاب عمليات قتل منظمة ضد الثوار في ميادين مصر المختلفة، إضافة إلى إحراق منشآت وقطع طرق واختطاف أشخاص وسرقة بنوك وسيارات خلال فترة حكم الرئيس محمد مرسي.

وهكذا ينحاز السيسي لقرنائه من البلطجية والخارجين عن القانون الذين قتلوا الثوار الحقيقيين واستخدمهم انقلاب 3 يوليو في احراق مقار الاحزاب والجمعيات الاهلية، بجانب تفريق وقتل المتظاهرين السلميين في ميادين مصر.

ولعل الإفراج عن نخنوخ الذي يبدو غريبا للمتابعين والحقوقيين الذين سبق أن طالبوا بان يشمل العفو الحالات الصحية المتردية للسجناء السياسيين من كبار السن الذين يواجهون القتل بالإهمال الطبي في سجون السيسي، كالمستشار محمود الخضيري وغيره من السجناء، إلا أن نهج السيسي الانقلابي يؤكد اعتماده على المجرمين والخارجين عن القانون في تدعيم مكانته في أوساط مجتمعية، فسبق له أن استعان بقيادات نظام مبارك المخلوع في تثبيت حكمه، في المجالات المختلفة، وهم الشخصيات التي قامت عليها ثورة يناير ، كفتحي سرور ومحمود محيي الدين وأسامة الشيخ وغيرهم الكثيرين، وهو ما يثبت أن الانقلاب العسكري لا يعتمد سوى على البلطجة على الشعب المصري.

في سياق متصل، توقع خبراء أن يكون الإفراج عن صبري نخنوخ قائد ومورد البلطجية الأشهر في مصر، وراءه صفقة بمقتضاها سيعمل نخنوخ على إعادة تشكيل تنظيماته الإجرامية لمواجهة ثورة شعبية قد تشتعل مع قرارات رفع الدعم النهائي عن الطاقة والكهرباء والمياه وغيرها من الخدمات، قبيل شهر يوليو المقبل!!! في إطار تخفيف العبء السياسي والاجتماعي على مؤسسات الدولة الرسمية من قوات شرطة وجيش وغيرها.