«التقسيط»..الغلاء يرفع الديون ويخرب بيوت المصريين

- ‎فيتقارير

وعلق الكاتب الصحفي محمود سلطان، مدير تحرير صحيفة “المصريون”، على قرار بنك مصر، قائلا: “من يصدق أن بنكًا مصريًا، يتخذ إجراءات، بدلاً من أن تنشط السياحة المضروبة “الميتة” في بلده.. ليدعم السياحة في بلد آخر.. يصرف دولارات من خزينته الخاوية.. لينعش بها خزائن عامرة بدول أخرى كبرى وغنية”.

وتهاوت قيمة الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية بأكثر من 100% خلال أقل من عام، ولا يبدو أن التهاوي في طريقه إلى التوقف، إذا لم تكن وتيرته مرشحة للازدياد في الفترة المقبلة.

حكومة الانقلاب التي تسببت سياساتها في تدهور قيمة الجنيه، لم تقدم طرحا يقرّ بأصل المشكلة ويقترح علاجها، مما يثير الكثير من التساؤلات بشأن الأوضاع المعيشية للمواطنين في مصر الآن وفي الفترة المقبلة، بعد الارتفاع الكبير بنسبة الديون الداخلية والخارجية وانهيار السياحة ومصادر النقد الأجنبي.

“الحقي الحكومة يا أم حنان”!

جملة واحدة صرخت بها إحدى الجارات كانت كافية لأن تنفض “أم حنان” يدها من أعمالها المنزلية وتندفع خارجًا، ثم تسلك طريقها قفزا عبر أسطح منازل الجيران لتغيب عدة ساعات حتى تنصرف “الحكومة”.. أو بالتحديد أفراد وحدة تنفيذ الأحكام.

وقوع “أم حنان” في أيدي أفراد الوحدة التابعة لقسم شرطة قسم ثان شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، سيجعلها عرضة للسجن 16 عامًا تنفيذا لأحكام صدرت ضدها بتهمة خيانة الأمانة رغم أن “جريمتها” لم تتعدَ التخلف عن سداد أقساط مشترياتها من معرض للأجهزة المنزلية بقيمة ستة آلاف جنيه.

مثلها مثل آلاف المصريين، اشترت “أم حنان” الأجهزة بالتقسيط لتجهيز ابنتها العروس عام 2007، واشترط صاحب المعرض أن توقع أم حنان على “إيصالات أمانة” غير محددة القيمة على بياض كضمان لالتزامها بتسديد الأقساط، لكنها توقفت عن السداد، بسبب الغلاء والركود وانهيار الجنيه والبطالة، وفوجئت بأن الدين الأصلي تضاعف عدة مرات إلى 200 ألف جنيه (28 ألف دولار) حين باع صاحب المعرض الإيصالات إلى محام بدأ بمساومتها بعد أن كتب أرقاما وهمية في خانة المبلغ كقيمة للإيصالات.