“الدولة الهزؤ”.. من صفر المونديال إلى خيبة اليونسكو

- ‎فيتقارير

 مرت السياسة الخارجية المصرية بتغيرات عنيفة عقب انقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي ضد الرئيس محمد مرسي، الذي كان قد شرع في بناء سياسة خارجية مختلفة عن سابقتها، التي تعودت عليها أدراج جمهورية العسكر، تلك السياسة التي تعتمد على الندية والكرامة والإفلات من القيود الصهيوأمريكية، لم ترض جنرالات العسكر عنها.

 

ويرى مراقبون أن الهوة بين دول الخليج ومصر باستثناء قطر اتسعت في عهد الرئيس المنتخب محمد مرسي، وبات العداء لنظام الحكم القائم في مصر هو فعل سياسي خليجي أصيل بسبب العداء الخليجي لكل مخرجات ثورات الربيع العربي.

 

وفي ضربة جديدة موجعة لدول الحصار وتابعهم السفيه عبد الفتاح السيسي، تمكن مرشح قطر في انتخابات مدير عام اليونسكو الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، أمس الاثنين، من حصد المركز الأول بـ 19 صوتا حصل عليهم.

 

7 آلاف سنة أونطة!

 

وتعليقا على الفشل الذريع لخارجية الانقلاب العسكري في انتخابات مدير عام اليونسكو، وحصول مرشحة "السيسي" مشيرة خطاب على 11 صوتا فقط من إجمالي 58، قال الكاتب جمال سلطان إن هذا الأمر بمثابة فضيحة كبرى لدولة بحجم مصر صاحبة الـ 7 آلاف سنة حضارة.

 

وأضاف سلطان:"عندما تكون مرشحا لليونسكو وأنت تمثل دولة عمرها سبعة آلاف عام ، وفيها ثلث آثار العالم ، وحصلت على أربع جوائز نوبل ثم لا تحصل إلا على 11 صوتا من بين 58 صوتا فأنت أمام فضيحة ، ثمة شيء خطأ في الشخص أو النظام الذي رشحه مشيره خطاب".

 

وانتهت عملية فرز التصويت فى الجولة الأولى لانتخاب المدير الحديد لليونسكو خلفا للبلغارية إيرينا باكوفا، وبدأت مرحلة فرز الأصوات، حيث أدلى مندوبو 58 دولة أعضاء بالمكتب التنفيذى للمنظمة بأصواتهم فى الانتخابات التى يتنافس فيها 7 مرشحين.

 

وتمكن المرشح القطري حمد بن عبد العزيز الكواري من تصدر القائمة في المركز الأول بحصوله على 19 صوتا، بينما أتت مصر في ذيل القائمة وحصلت مشير خطاب المرشحة المصرية على المركز الثالث بـ 11 صوتا، بينما حصلت الفرنسية أودريه أزولاى 13صوتا،

 

بينما حصل كيان تانج من الصين على 5 أصوات، و فيرا خورى لاكويه من لبنان 6 أصوات، فولاد بلبل أوجلو من أذربيجان صوتين، فام سان شاو من فيتنام صوتين.

 

سابع أرض


يشار أنه في عام 2004، تلقى الشعب المصري صدمة كبيرة للغاية هبطت بمعنوياته من "سابع سما" إلى "سابع أرض" حيث خيم الإحباط والحزن على مصر بعد إعلان الفيفا عن الدولة الفائزة بتنظيم مونديال العالم 2010، والتى كانت تتنافس عليه مصر مع المغرب وجنوب إفريقيا.

 

وبعد تطمينات المخلوع مبارك وقتها، والتى وصلت لحد الاحتفالات وحفلات الغناء، كأن الأمر محسومًا من قبل تحت شعار "لا منافس أمام تاريخ وحضارة مصر"، إلا أن الفضيحة كان صداها أقوى بكثير فكانت على مرآى ومسمع العالم كله، بعد الإعلان عن حصول مصر على أكبر "صفر" فى تاريخها وهو "صفر المونديال".

 

ومن خيبة المونديال في عهد المخلوع إلى مسخرة ميكرفون الجزيرة في عهد بلحة، لا تحزن يا قلبي، ذلك الميكروفون الذي شكل أزمة لوزير خارجية الانقلاب سامح شكري، ورغم ما عده مراقبون تعثرا في الملف التفاوضي المصري الخاص بسد النهضة، لا يكاد الوزير يفوت فرصة عقب كل جولة تفاوض ليؤكد فيها على ما يسببه وجود ميكروفون الجزيرة من قلق!

 

سامح شكري قام في وقت سابق بإلقاء ميكروفون القناة على الأرض، بعد أن نبهه وزير الري لوجوده، واستقبل هذا الفعل في إعلام الانقلاب كعمل بطولي ضد ميكروفون قناة إخبارية، إلا أنه حرص -ورغم وصول المفاوضات لمرحلة حرجة- على التأكيد على خصومته الشخصية مع ميكروفون الجزيرة ليطلب إبعاده مرة أخرى عقب مفاوضات السد الأخيرة.

 

مغردون على موقع تويتر تلقوا سلوك وزير خارجية العسكر بالسخرية والسخط معا، حيث رأوا في انشغال الوزير الدائم بميكروفون الجزيرة سلوكا غير دبلوماسي ويضع دولة في حجم مصر في مواجهة مع قناة إخبارية لا تقوم بأكثر من نشر الخبر، وعلق مغردون بأن ميكروفون القناة لن ينقل أكثر من كلام الوزير فلماذا الخشية منه؟!