السودان توثق أهراماتها “الفرعونية” وتؤكد: أقدم من مصر!

- ‎فيتقارير

في الوقت الذي تتعمد فيه سلطة الانقلاب بيع وإهدار الآثار الفرعونية والتفريط فيها، تتجه السودان كل يوم لإثبات أحقيتها في ميراث الفراعنة، بعدما أعلن مسؤول حكومي سوداني، امس الجمعة، عن اكتشاف الهرم التاسع بولاية نهر النيل، الذي يضم نحو 220 هرما تتميز بقصرها مقارنة بنظيراتها في مصر.

ونقلت وكالة الأنباء السودانية عن والي ولاية نهر النيل، قوله إنه تم “اكتشاف الهرم التاسع بمنطقة البجراوية يمتد لعشرة أمتار تحت الأرض، والتي تعد أصغر حجما من مثيلاتها المصرية، فأكبرها طوله 30 مترا مقارنة بـ146 مترا للهرم الأكبر بالجيزة.

وتشهد العلاقات المصرية السودانية تقلبات خاصة بعدما وافقت حكومة السودان على مشروع “سد النهضة”، وإقامة دعاوى دولية لأحقيتها في مثلث “حلايب”، فضلا عن تسريبات بوجود قوات مصرية تدعم الإنفصاليين في جنوب السودان ما يؤثر على الحدود الكاملة للسودان.

آثار الفراعنة

كانت بعثة الأثار الألمانية قد قامت مؤخرا باكتشاف منطقة أثرية في مدينة وادي حلفا شمالي السودان، تتكون من حصون تضم 87 غرفة مشيدة فوق الجبل، تعود إلى فترة المملكة المصرية قبل 4500 سنة.ويقع الموقع الأثري في منطقة كيلو 30 غربي مدينة وادي حلفا.

وأبلغت رئيسة الفريق البروفسور كلاوديا نيزا، السلطات المحلية أن “الآثار المكتشفة عبارة عن حصون تضم 87 غرفة وهو موقع أثري يرجح أن يكون قلاعا”، وفق ما أوردت صحيفة “الطريق” السودانية.

وأشارت البعثة الألمانية إلى أن الموقع الأثري تعرض للاكتشافات في العام 1931 من قبل عالم آثار أمريكي، لكنه لم يستمر في العمل، وأوضحت أن “الموقع سيحدث مفاجآت هائلة الأسابيع المقبلة”.

من ناحيته، قال المفتش المرافق من هيئة الآثار العامة للبعثة الألمانية عبد الماجد محمود إن “الآثار المكتشفة بواسطة البعثة الألمانية تعود لقبل 4500 عام أي فترة المملكة المصرية الحديثة، وهى الأن أقدم من الأثار المصرية وسيتم توثيقها لإثبات أحقيتنا فى موروث أثار الفراعنة”.

بيع ونهب.. وتجاهل

يأتي ذلك في الوقت الذي تتجاهل فيه سلطة الانقلاب أثار مصر، بعدما تجاهلت بيع مخطوطات نادرة تعود لعهد قنصوة الغوري، فضلا عن تفجير الدكتورة مونيكا حنا، الناشطة في مجال الآثار، عن كارثة جديدة تسبب فيها انقلاب العسكر من خلال وزارة آثار الانقلاب التي قامت بإرسال “معرض أثار الإسكندرية الغارقة” لمتحف سانت لويس الأمريكي.

وعن مفاجأة أخرى لخروج 30% من القطع الأثرية الخاصة بكنوز الملك الصغير “توت عنج أمون” للخارج بمبلغ زهيد قوامه 116 دولارًا في اليوم ولمدة 5 سنوات!

وقالت “حنا” في تصريحات متلفزة: للأسف الشديد سيسافر معرض توت عنخ أمون، وهياخد معاه ٣٠% من قطع توت عنخ أمون الذهبية وقطع كتيرة فريدة.

بالإضافة إلى صمت العسكر عن تهريب 25 ألف قطعة أثرية أصلية لافتتاح متحف “لوفر أبوظبي” تم افتتاحه منذ أشهر، خاصة بعد مرور 5 أعوام علي “شائعة” العسكر بتأجير أهرامات الجيزة لقطر برعاية الرئيس الشرعى محمد مرسى، هذه المرة ليست شائعة وإنما حقيقة! وليست من قطر وإنما من الإمارات.

أبو الهول بالصيني

في الوقت الذي تلجأ فيه دول العالم لأفكار عدة تعيد استقطاب الملايين من السائحين والزوار، قامت “الصين” مؤخرا بإعادة استكمال بناء الرمز الفرعونى الشهير “أبو الهول”، بعد توقف دام عامين.

وبثت قناة صينية شهيرة، مؤخرا نموذجًا للتمثال في إحدى حدائق مدينة شيجياتشوانج التابعة لمقاطعة خبى، حيث ظهر فى ارتفاع 20 مترًا، وطول جسمه يبلغ 60 مترا تقريبا، وداخله عبارة عن طابقين، كمزار سياحى للسائحين الصينيين.

كان الرحالة المصري أحمد حجاجوفيتش قد بث تسجيلا مصورا من أمام “أبو الهول الصينى”، يكذب فيه “سياحة وخارجية الانقلاب” بأنه تمت إزالة دوبلير “أبو الهول”.

وعرض الرحالة المصري أحمد حجاجوفيتش مقطعا مصورا من منطقة أبو الهول والأهرامات الصينية يؤكد أنهما موجودان، ولم يتم تفكيكهما حسبما أعلنت وزارتا السياحة والآثار فى مصر، مفجرا مفاجأة عن بناء معبد يضم تماثيل لعصور مصرية مختلفة، بالإضافة إلى تماثيل لحضارات أخرى، بحسب ما أفادت صحيفة اليوم السابع الموالية للعسكر

ملايين السائحين

وأضاف “حجاجوفيتش” أن الصين فكرت فى استغلال ضعف الحركة السياحية فى مصر وحب سياح العالم للآثار المصرية، وقامت بإنشاء منطقة سياحية كاملة فى نسخة مقلدة من آثار منطقة الجيزة، والتى تمتد حتى أبو رواش والفيوم، مؤكدا أن الصينيين تمكنوا من جذب 15 مليون سائح سنويا، لزيارة منطقة الأهرامات الصينية، والتي تم تصميمها بصورة طبق الأصل من الأهرامات المصرية الثلاثة، وارتدى العاملون في مدينة تشينزين الصينية الزي الفرعوني الكامل وفتحوا مطاعم للأكلات الشرقية المصرية، واستخدموا الجمال والخيل لإمتاع الزائرين حتى تشعر تماما أنك فى مصر.

وأوضح حجاجوفيتش أن سعر ركوب الجمل مع التقاط صورة تذكارية مع أبو الهول يصل سعره “70 يوانًا”، بما يعادل 100 جنيه مصرى، بالإضافة إلى تزويد المنطقة السياحية المقلدة بعناصر الصوت والضوء. مشيرًا إلى أن الصين بدأت بدعوة السياح والمشاهير وتشجيعهم لزيارة منطقة الأهرامات الصينية؛ للاستمتاع إلى أقصى درجة في مكان نظيف وآمن ومنظم، “وعلى الأقل يضم مراحيض آدمية” على حد وصفه.

خسائر بالجملة

تُقدر خسائر السياحة في مصر بعهد الانقلاب بنحو 33.4 مليار دولار خلال السنوات الأخيرة؛ وذلك مقارنة بإيرادات السياحة في عام 2010.
وكشف وزير المالية بحكومة الانقلاب السابق عمرو الجارحي، أن الخسائر التي تعرض لها قطاع السياحة في آخر 10 شهور هي الأسوأ منذ 15 عاما.

وقال الوزير، خلال تصريحات صحفية: إن إيرادات السياحة هى الأسوأ منذ 15 عاما؛ حيث تتراوح ما بين 4 إلى 4.5 مليارات دولار فقط.وتراجعت حركة السياحة إلى مصر بشكل كبير منذ أن علقت موسكو رحلاتها الجوية إلى مصر عقب مقتل 224 شخصا، معظمهم من الروس، إثر تحطم طائرة شركة متروجيت الروسية فوق سيناء، نهاية أكتوبر الماضي.

وسجلت السياحة، أكبر انخفاض منذ بداية العام الجاري، بنسبة بلغت 59.9%، وفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

وبلغ عدد السياح الوافدين من كل دول العالم إلى مصر 328.6 ألف سائح في شهر يونيو، مقابل 820 ألف سائح في نفس الشهر من العام الماضي.

وحقق قطاع السياحة انكماشا بنسبة 18.7% خلال النصف الأول من العام المالي الماضي، مقابل نمو مقداره 43.7% في الفترة المقابلة من العام السابق.

اعتراف بالفشل

وزير السياحة الأسبق بحكومة الانقلاب هشام زعزوع، قدر الخسائر بما يقارب 300 مليون دولار شهريا؛ بسبب عدم وجود “سياح روس” لمصر منذ سنوات.

مضيفًا: إنه “إذا استمر تعليق سفر هؤلاء السياح لأكثر من 3 أشهر، فإن الخسائر قد تصل إلى أكثر من 300 مليار دولار”.

كما ذكر المنقلب عبد الفتاح السيسي أن انهيار السياحة أفقد مصر من 80 إلى 100 مليار دولار خلال السنوات الماضية، وذلك فيما عرف باسم مؤتمر “حكاية وطن” قبل نحو 6 أشهر.