السودان وإثيوبيا تتجاهلان مصر.. وأذرع الانقلاب: الجفاف قادم

- ‎فيتقارير

مفاوضات عقيمة يصر الانقلاب وخارجيته على استمرارها مع إثيوبيا والسودان، بعدما دعت خارجية الانقلاب إلى جولة جديدة من المفاوضات قبل أسبوع وإلى الآن لم تتلق ردا، وبين مواقف الاستجداء يعلن أحمد أبوزيد، المتحدث باسم الوزارة.. إنه تم توجيه الدعوة إلى وزراء الخارجية والري وأجهزة المخابرات في أثيوبيا والسودان لعقد اجتماع تساعي في مصر لاستكمال المفاوضات المتعلقة سد النهضة، إلا أنهم لم يتلقوا ردا، ثم تعود “الخارجية” عن طريق غير مباشر بإعلان “مشاورات ثلاثية للاتفاق على موعد جديد لاستكمال مفاوضات سد النهضة”.

الجفاف والجوع

من جانبه قال الذراع الإعلامي محمد الباز، إن هناك مخططًا يحاك للدولة المصرية من جهات ودول خارجية، قائلا: “إن هناك دولًا تسعى لإفشال النظام المصري وإدخاله فى ملفات تتسبب فى أزمة اقتصادية يثور على أثرها الشعب على النظام الحالي”.

وأضاف “الباز”، خلال برنامجه “90 دقيقة”، أن المقصود من أزمة سد النهضة هو المواطن المصري، لكن لو الإدارة المصرية “ولعت صوابعها العشرة شمع” فى هذه الأزمة سنجد أيضًا أناسا يحيطون بك من كل جانب؛ لأن هناك جهات في الأساس تريد تركيعك وتجويعك.

وزعم أن الدبلوماسية المصرية اشتغلت بأدوات سياسية وبشكل احترافي على الأزمة، مدعيا أن الإنقلاب لديه أدوات أخرى للتعامل مع الأزمة منها الكارت الدولي على إثيوبيا عن طريق إدخال أطراف محايدة فى التفاوض

خارج السرب

ومن الذراع الإعلامي إلى العالم فاروق الباز، الذي غرد خارج السرب وقال في تصريح نقله موقع “مصراوي” المحسوب على الانقلاب: “أخطأنا في سد النهضة.. وكان على مصر المبادرة ببنائه لإثيوبيا”!.

وأضاف الباز: “الإثيوبيون لهم الحق في الحياة وكان يجب على الجانب المصري أن يبادر بمساعدتهم في بناء السد وفق أسس علمية سليمة تضمن حقوقهم في المياه والطاقة وفي الوقت نفسه تحافظ على حق المصريين في حصتهم من المياه”.

جاء ذلك في كلمته على هامش الدورة التاسعة للمؤتمر الدولي “بيوفيجن الإسكندرية 2018” والذي بدأت فعالياته اليوم الجمعة بمكتبة الإسكندرية، بمشاركة نخبة من الدبلوماسيين والعلماء وممثلين عن أبرز الجامعات المصرية والدولية والمؤسسات الإقليمية، وبحضور ما يزيد عن 2500 مشارك من مصر ودول عربية وأجنبية.

وتابع: “نحن مخطئون لأننا تأخرنا في تلك الخطوة لأن من حق الإثيوبيين أن يقيموا مشروعات لتطوير مجتمعهم، بشرط ألا يؤثر ذلك على حقوق مصر في مياه النيل.”

استجداء لقاء

السودان وعبر مصادر محلية مطلعة قالت إن سبب تأجيل الاجتماع الذى دعت اليه القاهرة لاستكمال مفاوضات سد النهضة اليوم يرجع الى وجود ارتباطات للرئاسة السودانية سابقة التحديد ومشاركتها فى احد الاجتماعات الاقليمية بمنطقة بحر دار الإثيوبية بحضور الوزراء ذوى الصلة.

وأوضحت مصادر مطلعة بملف المفاوضات أن تأجيل الاجتماع يمثل فقد مزيد من الوقت كما يمثل فقد فرصة أخرى لتنفيذ التكليفات الصادرة من قادة الدول الثلاث الواضحة بضرورة التوصل إلى حل للتعثر الفنى على اساس التعامل كدولة واحدة والنظر للمصلحة المشتركة للجميع.

ومن المفترض أن الاجتماع سيناقش عددا من الرؤى المستقبلية للتعاون الثلاثى واعتماد الصيغة النهائية للنقاط التى تم التوافق عليها بالاجتماع الاخير بالعاصمة السودانية الخرطوم، وذلك بعد انقضاء 15 يوما من المدة التى حددها الزعماء بالدول الثلاث وهو شهر من عقد الاجتماع التساعى الأول الذي ينتهى فى 5 مايو المقبل.

اعتراف انقلابي

الطريف أن الكثير غير منتبه لإعتراف خارجية الانقلاب على لسان سامح شكري: “إننا نأسف لعدم تلقي رد من اثيوبيا أو السودان لهذه الدعوة، ونحن نفقد فرصة أخري لتنفيذ التكليف الذي صدر عن القادة”.

وزعم من لا يملك أي بطاقات للتفاوض “انه لن يفرض علي مصر وضع قائم أو مادي يتم من خلاله فرض ارادة طرف علي طرف اخر”.

ونوه “شكري” بإلى أن إثيوبيا حتي الآن لم تعتمد هذه الدراسة. وتري أنها لا تلبي احتياجاتها وهو يجعل من المسار متوقفاً ومتجمداً. وزاد في التعبير عن عجزه والسيسي بقوله “سننتظر عندما تكون هناك رغبة من شركاتنا لاثارة هذه الموضوعات مرة اخري”.

وكشف عن تخوفه من أن الوضع الحالي -دون دراسات جديدة لم تقبلها اثيوبيا أو الاعتماد علي دراسة “موضوعية” محايدة كمقترح الإنقلاب بتدخل البنك الدولي– سيحمل مصر اضرارا لا تستطيع استيعابها أو تحملها من قبل ملء خزان السد وتشغيله فيما بعد، بحسب “شكري” نفسه.