السيسي يذبح رابعة ويبكي على الأرمن

- ‎فيتقارير

كتب: أسامة حمدان

ما زالت أجواء الصدمة والقهر تسيطر على نظام السيسي الانقلابي وأعوانه من فشل محاولة الانقلاب في تركيا، وهي المحاولة الانقلابية، التي قوبلت باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، لمساندة الرئيس رجب طيب أردوغان.

وأصيب مؤيدو الانقلاب بالإحباط الشديد، لفشل الإطاحة بأردوغان، إلا أنهم ما زالوا يبحثون عن طرق جديدة للانتقام من أردوغان، بسبب مواقفه الرافضة للانقلاب العسكري الذي قاده السيسي ضد الرئيس الشرعي محمد مرسي.

وفي هذا الإطار، صرح الصحفي مصطفى بكري، وعضو مجلس نواب الانقلاب والمقرب من النظام، بأنه تقدم هو وعدد من البرلمانيين بطلب إلى رئيس مجلس النواب، للاعتراف -بما أطلق عليه- "مذابح الآرمن"، التي قام بها أتراك الدولة العثمانية ضد الأرمن إبان الحرب العالمية الأولى.

وقال بكري، خلال مداخلة هاتفية، في برنامج "انفراد"، المذاع عبر قناة "العاصمة": "هذه المذبحة جريمة إبادة جماعية، واعترف بها البرلمان الألماني وهي لا تسقط بالتقادم"، على حد تعبيره، وأضاف أن الدولة العثمانية هي التي ارتكبت هذه الجريمة ضد الآرمن، وراح ضحيتها حوالي مليون ونصف، وأن تركيا تنكر هذه "الجريمة الشنعاء"، متهمًا أردوغان بأنه سيرتكب مذابح جديدة داخلها.

وكعادة مؤيدي الانقلاب في قلب الحقائق، راح بكري يسرد الفظائع التي ارتكبت في حق الأرمن، منذ أكثر من سبعين عام، وتناسى مذبحة رابعة العدوية التي قام بها النظام الانقلابي – الذي يسانده –  والتي وثقت أسوأ حادث قتل جماعي في تاريخ مصر الحديث كما وصفتها بذلك منظمة هيومن رايتس ووتش.

وماذا عن مذبحة رابعة العدوية؟
سيظل يوم الرابع عشر من شهر أغسطس سنة 2013، وصمة عار على جبين كل من شارك فيه بكلمة أو مباركته أو السكوت على ما حصل فيه، حتى وإن تناساه النظام الانقلابي وأعوانه مثل مصطفى بكري، الذي ينشغل بمذابح الأرمن.

والذي قامت فيه قوات مشتركة من الجيش والأمن المصري بالتحرك قرب ميداني رابعة العدوية و النهضة في القاهرة بعد اعتصام لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي دام أكثر من أربعين يومًا إثر الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو لعام 2013.

وقامت الدبابات والمدرعات والسيارات والقناصين وأحدث الأسلحة المتطورة وآلاف من المسلحين مرفوقين بجرافات لتجريف مايعترضها من حواجز و خيام ولو كان بها معتصمون، وانتهى الفض بآلاف الجثث المتفحمة والمخترقة بالرصاص بالميدانين.

وتضاربت الأرقام حول عدد الشهداء، وأعلن تحالف دعم الشرعية في بيان له إن "اجمالي الوفيات في فض رابعة العدوية وحدها بلغ 2600 شخص، ليرتفع الرقم بعد ذلك إلى 3000 قتيل"، وذلك على لسان عدد من قيادات التحالف بينهم محمد البلتاجي وعصام العريان، ولكنها تبقى جريمة بشعة كتب فصولها قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي مستعينًا بجيش عرمرم وقوات من الشرطة العاشقة للدماء التي ماشبعت من امتصاصها في ثورة ال25 من يناير سنة 2011.

تضامن أردوغان مع الشرعية
عقب مذبحة رابعة العدوية، ألقى أردوغان كلمة أكد فيها أن ميدان "رابعة العدوية" أضحى رمزًا لكل لرافض للانقلاب الذي أطاح بمحمد مرسي، واصفًا إياه بأول رئيس مصري منتخب في تاريخ البلاد.

وعقب صدور حكم بالإعدام ضد الرئيس محمد مرسي،في مايو 2015، قال أردوغان: "إن الرئيس المصري الذي انتخبه الشعب بنسبة 52% من الأصوات، حكم عليه للأسف بالموت، والغرب لا يريد أن يظهر موقفا ضد السيسي قائد الانقلاب، وفي الوقت الذي تقوم فيه الدول الغربية بإلغاء عقوبة الإعدام، فهم يشاهدونها في مصر بصمت كامل".

ووصف أردغان صدور حكم بإعدام محمد مرسي، بأنه يعني عودة مصر لسابق عهدها، قبل ثورة 25 يناير، وهو ماجعل نظام عبد الفتاح السيسي الانقلابي يناصبه العداء، وهو أيضًا ماجعلهم لا يخفون فرحتهم في بداية محاولة الانقلاب الفاشل ضد أردوغان.

وكالعادة سقط إعلام الانقلاب سقطة مهنية فادحة، حين أصرّت الصحف على الاحتفاء بـ"الإطاحة بنظام أردوغان" رغم فشل الانقلاب.

مسخرة.. صحف الانقلاب: أرودغان يقود انقلابا على الديمقراطية