الشارع السياسي: “السيسي” أقال “فوزي” لارتباطه بـ”عنان” ودعم إقليمي

- ‎فيتقارير

توقعت ورقة بحثية نشرتها صفحة “الشارع السياسي” على “فيس بوك” أن يكون إقالة اللواء خالد فوزي رئيس المخابرات العامة مرتبطا بشكل وثيق باعتقال “المرشح المحتمل” الفريق سامي عنان رئيس أركان الجيش الأسبق لهزلية الانتخابات المقبلة في مارس المقبل.

وربط الإعلامي والناشط الحقوقي هيثم أبوخليل بين معلومتين من مصدرين قائلا: “جاء لي من مصدرين مختلفين أن الفريق سامي عنان محتجز الآن بالسجن الحربي بالهاكستب.. وأن اللواء خالد فوزي مدير المخابرات العامة السابق معتقل أيضا” داخل نفس السجن!! ولم يتسنَّ لي التأكد من صحة هذه المعلومات!”.

فيما قالت مصادر مصرية ومواقع إخبارية إن رئيس جهاز المخابرات العامة المقال خالد فوزي قيد الإقامة الجبرية، منذ عزله من منصبه، الأسبوع الماضي.

وتساءل الناشط في 30 يونيو ياسر الهواري: “إذا كانت إقالة رئيس جهاز المخابرات اللواء خالد فوزي تمت بسبب وعكة صحية فلماذا لم تتم إقالة رئيس الوزراء شريف إسماعيل؟”.

تكليف عباس

وقالت ورقة “الشارع السياسي” إن قرار تكليف السيسي مدير مكتبه السابق اللواء عباس كامل بتسيير أعمال جهاز المخابرات العامة بعد إقالة اللواء خالد فوزي إلى أن يتم تعيين مدير جديد للمخابرات العامة؛ وتتزامن الإقالة مع التسريبات التى حصلت عليها صحيفة “نيويورك تايمز” وأذاعتها “قناة مكملين”، والتي أظهرت هجوم ضابط المخابرات الحربية على المخابرات العامة، وهو ما أكد من وجود صراع قوى بين المخابرات الحربية والعامة، وعليه تحاول هذه الورقة التعرف على أسباب الإقالة (فى حال صحة هذه الشائعات)، وتداعيات ذلك على النظام.

تقصير فوزي

واتهمت صحف الانقلاب التى تناولت خبر إقالة خالد فوزي “مدير المخابرات العامة” إلى تقصيره في ملفين، الأول يتعلق بالإعلام، حيث وصلت تقارير للسيسى عن مبالغ طائلة يصرفها جهاز “المخابرات” على وسائل إعلام محلية أكثر من المسموح به، مقابل مردود غير مناسب في الرأي العام، ومن أمثلة وسائل الإعلام التى يمتلكها جهاز المخابرات العامة صحيفة اليوم السابع، ومجموعة قنوات “أون تي ف”.

والملف الثاني، متعلق بقطاع غزة والمصالحة الفلسطينية، فقد أكد خالد فوزي للسيسي أن من نتائج المصالحة إنشاء منطقة تبادل تجاري حرة بين القطاع وشبه جزيرة سيناء، سوف تعود على الدولة بنحو 3-4 مليارات دولار سنوياً.

لكن رغم توقيع المصالحة الفلسطينية بإشراف من “المخابرات العامة” لم يستطع فوزي تحقيق تقدم كبير، ناسبًا العرقلة إلى السلطة في رام الله، ثم إلى الإجراءات الأمريكية الأخيرة في الملف الفلسطيني.

ويرجع السبب الرئيسى فى الإقالة إلى زيادة حدة الخلاف بين المخابرات العامة والحربية، والتى بدأت تطفو على السطح فى الأيام الأخيرة، خاصة مع التسريبات التى أذاعتها قناة مكملين، والتى تظهر هجوم ضابط المخابرات الحربية على المخابرات العامة، كما كشفت هذه التسريبات عن وجود دعم من قبل قيادات داخل المخابرات العامة لشفيق.

سيطرة أسرية

وتوقعت الصفحة أن يسعى السيسى من خلال الإقالة إلى إحكام سيطرته على المخابرات العامة، بتولية وتصعيد قيادات داعمة له، بعد أن تأكد السيسى من وجود قيادات داخل الجهاز ترفض توجهات النظام الحالى، خاصة فيما يتعلق بالوضع فى سيناء، والعلاقات مع حماس وإسرائيل، والتنازل عن جزيرتى تيران وصنافير.

ورأت أن الشهوة السياساوية في السيطرة دفعت قيادات داخل الجهاز إلى تسريب المكالمات التى تمت بين ضابط المخابرات والإعلاميين المصريين، وهو يقوم بتوجيههم فى بعض القضايا مثل قضية شفيق وكيفية تناول قضية القدس والضغط على الكويت حتى تتراجع عن موقفها من قطر، بما يؤثر بالسلب على صورة النظام الحالى.

عنان وفوزي

وربطت الورقة بين إعلان سامي عنان عن ترشحه بعد إعلان شفيق إنسحابه من الإنتخابات، يشير إلى حصول سامي عنان على تأييد من داخل أجهزة النظام (المخابرات العامة)، والتى رأت توجيه تأييدها لعنان بعد تراجع شفيق، بل ربما تكون تلك الجهات هى من دفعت عنان للترشح.

ورأت أن صراعًا قويًا بين أجنحة النظام، ومن أبرزها الصراع بين المخابرات الحربية والعامة، والتى بدأت تطفو على السطح بصورة كبيرة فى الأيام الأخيرة؛ ومع إقتراب الإنتخابات الرئاسية، والتى قد تجد فيها القوى الرافضة لإستمرار السيسى الفرصة فى التخلص منه، مع الإتيان بشخصية من داخل النظام ومتفهمة لمصالح هذه القوى، والحديث هنا عن القوى الإقليمية (السعودية والكويت) والقوى الداخلية متمثلة فى (المخابرات العامة) لدعم سامي عنان في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

دعم إقليمي

وبالنظر إلى الموقف الإقليمى، أشارت الورقة إلى وجود دعم لمرشح بديل للسيسى، بعدما كان “الجريدة الكويتية” أول من نشر خبر إقالة رئيس جهاز المخابرات، وهو ما يشير برأيها إلى وجود خلافات قوية بين مصر والكويت، خاصة بعد موقف الكويت الداعم لقطر “وفقًا لوجهة النظر المصرية، التى ظهرت فى التسريبات الأخيرة”؛ والأهم من ذلك هو أن ذلك يشير إلى وجود اتصالات بين المخابرات العامة والكويت، وهو ما ظهر فى تمرير أخبار إقالة فوزي من داخل الجهاز إلي الكويت.

كما قام السيسى بتغيير السفير المصرى فى السعودية قبل ساعات من إعلان سامي عنان ترشحه للرئاسة، فعنان يحظى بدعم قوى داخل الدوائر السعودية، وسبق أن تردد في 2014 أن الدوائر السعودية تدفع باتجاه ترشح الفريق عنان للرئاسة على أن يبقى الفريق السيسي على رأس الجيش.