الصحافة الأمريكية والكونجرس.. الحفر مستمر في علاقة “كوشنر” و”ابن سلمان”

- ‎فيعربي ودولي

واصلت الصحف الأمريكية، اليوم، ما بدأته “نيويورك تايمز” قبل يومين، بتفنيدها معلومات مؤكدة عن العلاقة الخاصة بين جاريد كوشنر وصديقه الحميم ولي العهد السعودي، فقالت صحيفة “واشنطن بوست”، إن لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب ستجري مراجعة شاملة لسياسة إدارة ترامب تجاه السعودية، وستشمل المراجعة المرتقبة في مجلس النواب بما في ذلك المصالح المالية لصهر ترامب “جاريد كوشنر” مع السعودية.

ونبهت الصحيفة إلى أن المراجعة تشمل دور “كوشنر” في السياسة الخارجية الأمريكية رغم تأثير حكومات أجنبية عليه، كما دعت “واشنطن بوست” إلى أنه يجب التحقيق في علاقة “جاريد ومحمد”.

وقال الكونجرس الأمريكي، إن المراجعة ستشمل أيضا طريقة تعامل إدارة ترامب مع مقتل الصحفي السعودي الإصلاحي جمال خاشقجي.

وبخطوط عريضة كتبت الصحيفة الأمريكية الأبرز، أن “محمد بن سلمان يقود السعودية إلى كارثة”، وأن “ابن سلمان ليس ليبراليا بل استبداديا”، وأن “السعودية غير قادرة على الدفاع عن نفسها رغم الإنفاق الجنوني على التسليح”، وتلقّف النائب الجمهوري الأبرز مهاجمةً لولي العهد السعودي، ليندسي جراهام، فقال إنه “لولا الولايات المتحدة لتحدثت السعودية بالفارسية في أسبوع”. مضيفا أن “التعاون مع ولي العهد السعودي ونظامه المجرم يضر الولايات المتحدة”، وهذا على الرغم من أن “جراهام” مُقرَّب من ترامب، وكان من أبرز المدافعين عن ابن سلمان قبل جريمة قتل خاشقجي.

استجابة الكونجرس

وعززت الصحافة الأمريكية مثل “نيويورك تايمز” و”واشنطن بوست”، من مواقفها بعدما استجاب الكونجرس، عبر نوابه، لدعواتها لقيادات الحزب الديمقراطي الأمريكي للتحقيق في العلاقة بين جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي وصهره، مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وأن الأغلبية الديمقراطية القادمة بمجلس النواب الأمريكي، يجب أن تحقق في طبيعة هذه العلاقة.

جاء ذلك على خلفية تقارير صحفية أمريكية أفادت بأن كوشنر وابن سلمان، تواصلا “بشكل غير رسمي وعلى نحو مستمر” منذ أزمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي.

مقال “و.بوست”

وقالت الواشنطن بوست، إنه لم يعد الأمر سرا أن “جاريد ومحمد” كانا على تواصل دائم منذ بداية إدارة ترامب، معتبرة أنه في الوقت الذي انقلب الكثيرون من داخل الحكومة الأمريكية وخارجها على ولي العهد (السعودي) منذ مقتل خاشقجي، ظل صهر الرئيس (الأمريكي) يتشبث بصداقته (مع ابن سلمان).

وألمحت إلى ما تردد من أن كوشنر قدم النصيحة لابن سلمان، حول كيفية تهدئة العاصفة منذ اندلاع أزمة خاشقجي، وحثه على حل صراعاته حول المنطقة، وتفادي المزيد من الحرج.

وكانت صحيفة “نيويورك تايمز”، نقلت هذا الأسبوع عن مصادر لم تكشف عنها، أنه كان هناك تواصل مستمر بين ابن سلمان وكوشنر، منذ مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول، في الثاني من أكتوبر الماضي.

قدم النصيحة

وأكدت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، في تحقيق لها، أن “جاريد كوشنر” قدم النصيحة لولي العهد حول كيفية التعامل مع الأزمة.

وأضافت أن الاتصالات بين كوشنر وولي العهد السعودي كانت متبادلة ومتشعبة بين الرسائل النصية والمكالمات الهاتفية بالأسماء الأولى، رغم أن كبير موظفي البيت الأبيض فرض إجراءات طويلة الأمد تحتم مشاركة أعضاء مجلس الأمن القومي في جميع الاتصالات مع القادة الأجانب.

وأوضحت أن كثيرا من مراسلات كوشنر مع ابن سلمان تتم خارج إطار البروتوكولات المعتمدة من الإدارة الأمريكية، واتصالاتهما في أغلبها شخصية وليست رسمية. ويعتمدان “الواتساب” وسيلة للتواصل.

وقالت إن اعتراضات كثيرة من المؤسسات الأمريكية على اتصالات كوشنر مع ابن سلمان؛ لأنها لا تلتزم بقواعد الاتصالات الرسمية.

ونقلت نيويورك تايمز عن مسئول سابق في البيت الأبيض، أن المستشار السابق للأمن القومي، هيربرت ماكماستر، طلب من كوشنر الاتصال بولي العهد السعودي، لتخفيف قيود التحالف السعودي الإماراتي عن ميناء الحديدة اليمني.

صهيونية كوشنر

وأوضحت “نيويورك تايمز” أن سبب اقتناع كوشنر بالتعامل مع ابن سلمان، اعتقاده بإمكانية قبول حل القضية الفلسطينية حسب الرؤية “الإسرائيلية”.

ولفتت إلى أن “الإسرائيليين” بنوا آمالا كبيرة على مواقف ولي العهد السعودي وتقاربه معهم بسبب عدائه لإيران.

ما نقلته نيويورك تايمز ليس مجرد مقال، بل هو عبارة عن تحقيق صحفي اعتمد على عدة مصادر، أهمها وثيقة أعدها فريق سعودي التقى كوشنر قبل تنصيب ترامب رسميا؛ بهدف التعرف على كوشنر وتوجهاته، والاتفاق على بعض الخطوات لدعم الرئيس المنتخب.

وكشف الصحفي الأمريكي كلايتون سويشر معالم العلاقة بقوله: “نحن نعلم أن ابن سلمان يستخدم برنامج “بيغاسوس” الإسرائيلي للتنصت على الهواتف. وهذا يطرح سؤالاً: ما هي محادثات البيت الأبيض الأخرى التي استمع إليها ابن سلمان عبر هاتف #كوشنر؟ خرق أمني حقيقي لوكالة الاتصال التابعة للبيت الأبيض”. وطالب “الصحفي” الاستخبارات المركزية (FBI) بالتحقيق.