“الطلعة الأمريكاني” التي أسعدت الجميع!

- ‎فيتقارير

أثارت الضربة الأمريكية البهلوانية على سوريا ضد أهداف لنظام بشار الأسد على خلفية الهجوم الكيميائي في دوما الأسبوع الماضي، ردود أفعال ساخرة تجاه آثار تلك الضربة التي وجهتها واشنطن بالاشتراك مع بريطانيا وفرنسا.

وعلى عكس التوقعات؛ لم تستهدف الضربة أيا من المطارات العسكرية السورية، والتي بحسب شهود عيان سبق وأخلاها النظام عندما بدأ الحديث عن احتمالية الضربة، لتقتصر الضربة المحدودة على مركز البحوث العلمية في برزة بدمشق، ومقراً من مقرات الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، شقيق السفاح بشار الأسد، إضافة إلى إحدى الضربات التي نالت من مستودعات عسكرية في حمص.

بشار سعيد بالضربة

ولعل التقارير الصحفية الأجنبية التي علقت على الضربة، تحدثت عن سعادة الجميع بهذه الضربة، حتى أن بشار الأسد نفسه قد يكون سعيداً نسبياً بهذه النتيجة، وربما يكون التأثير الواقع عليه أقل من الغارة الأمريكية في العام الماضي، خاصة وأن الضربة لم يكن لها أي أثر على القواعد العسكرية الروسية ولا الميليشيات الإيرانية، كما لم يصب أي أحد من نظام بشار بأي أذى، ما يعني أن عنوان هذه الضربة هو “الضربة التي أسعدت الجميع”. لدرجة أنه خرج بعد الضربة بساعات في مظهر مستبشر علق عليه أحد النشطاء بأن “صحته جات على الضربة”!

الألعاب نارية فشنك

وفي هذا الإطار، يقول الإعلامي أحمد منصور: “انتهى حفل الألعاب النارية ضد نظام الأسد الذى قامت به أمريكا وفرنسا وبريطانيا بالاتفاق مع روسيا التى شاركت إيران وحزب الله ونظام الأسد البهجة بانتهاء الحفل دون أى خسائر حقيقية وليواصل الجميع جرائمهم بحق الشعب السورى بكل الأسلحة وإلى فصل جديد من فضائح ترامب وكل عام وانتم بخير”.

وعلق الكاتب الصحفي عامر عبد المنعم الباحث في الشأن العربي: “ضربة “فشنك” لا تؤلم ولا توجع متفق عليها مع الروس.. كل الدول التي تحتل سوريا مع بشار ضد الشعب السوري”.

وقال الكاتب الصحفي وائل قنديل: “قل: طلعة أمريكاني .. ولا تقل: ضربات أمريكية. هوليوود تقصف بشار”.

في حين قال الناشط السياسي محمد عادل: “بعيدا عن أن الضربة فنكوش وليس لها تأثير كما أكد خبراء عسكرييين أمريكيين فى تقارير صحفية ..السعودية تمول وقطر تعلن رسميا تأييدها للضربة والإمارات شريك رئيسى فيما يحدث فى سوريا والبحرين تستقبل أول قاعدة عسكرية بريطانية على أرضها ومصر تصمت حفاظا على حليفيها الروس والأمريكان.. والخونة كلهم عاملين بكرا قمة عربية فى ضيافة الغلام الصهيونى نجل سلمان”.

في حين علق الصحفي فتحي مجدي بعنوان من إحدى الصحف الاجنبية: ” رئيسة وزراء بريطانيا: هدفنا من الضربات ليس تغيير نظام بشار الأسد”.

ما الهدف؟

ويتمثل هدف الولايات المتحدة في سوريا، كما أشار دونالد ترامب قبل هجوم دوما، في مغادرة سوريا بمجرد أن تهزم الولايات المتحدة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). ولم يُغير الهجوم اليوم من الأمر شيئاً، إذ لم يكن محاولةً لتغيير النظام. فقصر الأسد الرئاسي المكشوف على تلٍ مرتفع فوق دمشق لم يكن على قائمة الأهداف.

وأعلن الجيش الروسي السبت 14 أبريل 2018 أن تحالف الدول الغربية الثلاث أطلق 103 صواريخ “كروز” بعضها من طراز “توماهوك” على سوريا، لكن أنظمة الدفاع الجوي التابعة لدمشق نجحت في اعتراض 71 منها.

وقال الضابط الرفيع في الجيش الروسي سيرجي رودسكوي “بالمجموع، تم استخدام 103 صواريخ كروز”، مضيفاً أنه “تم اعتراض “71 منها”.

وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا فجر السبت 14 أبريل2018 ضربات عسكرية على أهداف للنظام سوريا رداً على هجوم كيميائي اتهمت دمشق بتنفيذه في دوما قرب دمشق.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطاب توجه به إلى الأمة من البيت الأبيض “تجري عملية عسكرية مشتركة مع فرنسا وبريطانيا”، مضيفاً “أمرت القوات الأميركية المسلحة بتنفيذ ضربات محددة على قدرات الدكتاتور السوري بشار الأسد في مجال الأسلحة الكيميائية”.

وأعلن الإعلام الرسمي السوري بعد وقت قصير أن “الدفاعات الجوية السورية تتصدى للعدوان الأميركي البريطاني الفرنسي على سوريا”. فيما أفاد شهود أن سحباً من الدخان تصاعدت في شمال شرق دمشق، وسمع صوت تحليق الطائرات.