العثور على أجزاء من جثة “خاشقجي”.. “فرقة النمر” سلاح ابن سلمان لتصفية المعارضين

- ‎فيعربي ودولي

قال السياسي التركي دوجو برينجيك: إن قوات الأمن التركي عثَرت على أجزاء من جثة الصحفي السعودي جمال خاشقجي في البئر الموجودة داخل حديقة القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية.

جاء ذلك خلال مشاركة برينجيك في برنامج على قناة “أولوصال” التركية، اليوم، تعليقًا على الجريمة التي ارتُكبت بحق خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول في الثاني من أكتوبر الجاري.

برينجيك، وهو رئيس حزب الوطن المعارض ومرشح سابق للرئاسة التركية، كشف خلال البرنامج: “عناصر أمن الدولة التركية انتشلوا بعض أجزاء جثة خاشقجي من البئر الموجودة داخل حديقة القنصلية خلال عمليات البحث”.

فرقة الاغتيالات

في الشأن ذاته أكد مصدر سعودي مقرب من أجهزة الاستخبارات في بلاده لموقع “ميديل إيست آى” البريطاني بشأن فرقة اغتيالات تعمل تحت توجيه وإشراف محمد بن سلمان ولي عهد السعودية.

وقال: إن “فرقة النمر” هي فرقةٌ معروفةٌ جيدا لدى أجهزة استخبارات الولايات المتحدة. تَشَكَّلت الفرقة قبل أكثر من عامٍ مضى، وتتألف من 50 عنصرا من أمهر العملاء الاستخباراتيين والعسكريين في المملكة.. اختير أعضاء الفرقة من مختلف أفرع الأجهزة الأمنية السعودية، ليشملوا العديد من مجالات الخبرة، ويمتاز أعضاؤها بولاءٍ لا يتزعزع لولي عهد الرياض الشاب محمد بن سلمان.

وكشف الموقع البريطانى عن تفاصيل حصريةٍ بخصوص فرقة النمر، بعد الحديث مع مصدرٍ مطلع على المسألة، ووصف لنا المصدر تشكيل الفرقة وأهدافها وأعمالها وعملاءها تفصيليا، ورغم أنَّ الموقع لم يتمكن من تأكيد المعلومات التي كُشِفَ عنها، جرى التحقق من المصدر بشكلٍ مستقل.

وفقاً للمصدر، تنص مهمة فرقة النمر على اغتيال المعارضين السعوديين خفيةً، داخل المملكة وعلى الأراضي الأجنبية، بطريقةٍ لا تلاحظها وسائل الإعلام أو المجتمع الدولي أو السياسيون.

وأضاف المصدر: هم (القيادة السعودية) يعتقدون أنَّ القبض على المعارضين يزيد من الضغوطات عليهم، لذا بدأوا في اغتيالهم بهدوء.

في بعض الأحيان تتسخ أيديهم، كما حدث مع خاشقجي الذي عُذِّب وقُتِل وقُطِّعَت أوصاله على يد فرقة النمر داخل القنصلية السعودية في إسطنبول يوم 2 أكتوبر. لكن أحيانا، وفقا للمصدر، تخطط الفرقة أيضا لعمليات اغتيال الضحايا عن بعد ليبدو الأمر وكأنَّه حادث، مثل حوادث السيارات وحرائق المنازل، ووصل الأمر بفرقة النمر أن حقنت مُعارضا بفيروسٍ مميتٍ أثناء زيارته للمستشفى من أجل إجراء فحصٍ روتيني.

محمد بن سلمان

أنكر المصدر معرفته بهوية الشخص الذي يُصدر الأوامر لفرقة النمر، لكنَّه أفاد بأنَّ عسيري، وسعود القحطاني، وهو واحدٌ من أقرب مساعدي محمد بن سلمان وأُقيل أيضا الأسبوع الماضي، هُما جزءٌ من هيكل القيادة. واختار ولي العهد الشاب 5 من أكثر العناصر الموثوقة ولاءً له ضمن الفريق الأمني الخاص به ليخدموا في فرقة النمر، كما أورد المصدر.

وجميعهم كانوا ضمن الرجال الخمسة عشر الذين أُرسلوا لقتل خاشقجي، ومنهم ماهر عبد العزيز مطرب ومحمد الزهراني وذعار الحربي، كما أفاد المصدر.

ماهر مطرب

مطرب هو ضابط سعودي شوهد أثناء سفره مع محمد بن سلمان في وقتٍ مبكرٍ من هذا العام خلال جولةٍ شملت بوسطن وهيوستن والأمم المتحدة في نيويورك. ووصفه المصدر بأنَّه “العمود الفقري لفرقة النمر”. إذ اختاره محمد بن سلمان بنفسه، ويعتمد عليه وهو مُقَرَّبٌ منه. وتابع المصدر: اختار ولي العهد حرسه الشخصي المقرب ليكونوا جزءا من الفرقة، كي يظل على اتصالٍ دائماً بها ويُشرف على الاغتيالات.

وأضاف المصدر لموقع ميدل إيست آى، أنَّ تركيا اعترضت 14 مكالمةً هاتفيةً لمترب في 2 أكتوبر، يوم مصرع خاشقجي.. 7 من تلك المكالمات كانت لمكتب ولي العهد. ولم يوضح المصدر ما إذا كانت مكالمات مترب متعلقةً بمقتل خاشقجي، لكنَّه أضاف أنَّ تلك “ستفجر مفاجأةً” في حال الكشف عنها.

اغتيال أمراء

كانت واحدةٌ من أوائل العمليات التي نفذتها فرقة النمر داخل الحدود السعودية هي اغتيال الأمير منصور بن مقرن، نائب أمير منطقة عسير ونجل ولي العهد الأسبق، في نوفمبر من العام الماضي. والذي كان خصما معروفا لمحمد بن سلمان، لقيّ مصرعه عندما تحطمت مروحيته قرب الحدود السعودية مع اليمن.

وأفاد موقع “ميدل إيست أى” آنذاك بأنَّ الأمير كان يحاول الفرار من البلاد، وتُوفي بعد ساعاتٍ قليلةٍ من عملية التطهير الكاسحة للرتب العليا في المملكة التي انطلقت يوم 4 نوفمبر من العام الماضي.

كما كانت هناك عمليةٌ سريةٌ داخليةٌ أخرى أدارتها فرقة النمر، وهي اغتيال رئيس المحكمة العامة بمكة القاضي والشيخ سليمان بن عبد الرحمن الثنيان داخل مستشفى بالرياض يوم 1 أكتوبر.

وقال المصدر: أعتقد أنَّه قُتِل بواسطة فيروسٍ مُميتٍ حُقِنَ به جسده خلال فحصٍ طبيٍ عادي. كانت الفرقة تعرف أنَّ لديه موعدا في ذلك المستشفى، وجعلوا الأمر يبدو وكأنَّها ميتةٌ طبيعية. إذ أرسل القاضي (الثنيان) خطابا إلى محمد بن سلمان يعترض فيه على رؤيته الاقتصادية 2030.