“العربي المجنون”.. هل ينقل “أبي زيد” تجربة الصحوات إلى الرياض؟

- ‎فيتقارير

أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رشح الجنرال المتقاعد جون أبي زيد ذو الأصول العربية لتولي منصب سفير الولايات المتحدة لدى السعودية، وهو المنصب الذي بقي شاغراً منذ أن غادره جوزيف ويستفال في يناير عام 2017، وسيتسلم مهامه بشكل رسمي بعد موافقة مجلس الشيوخ.

وينحدر الجنرال أبي زيد (67 عاما) من أصول لبنانية، وهاجر أجداده إلى الولايات المتحدة من قرية مليخ في قضاء جزين في جنوب لبنان عام 1915، وهو أب لثلاثة أطفال ويتكلم العربية بطلاقة، وقد أمضى 34 عاما في صفوف جيش الاحتلال الأمريكي وكان قائدا للقيادة الأمريكية الوسطى، واضطلع بدور بارز في العدوان الأمريكي على العراق وتدمير أفغانستان.

مسيحي لبناني

ولد جون فيليب أبي زيد عام 1951، في أسرة لبنانية مسيحية، وهاجر أجداده من قرية مليخ بقضاء جزين في جنوب لبنان إلى كاليفورنيا في أواخر القرن التاسع عشر، واهتم والد أبي زيد الذي كان يعمل ميكانيكياً في البحرية الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية، بتربيته بعد أن توفيت والدته بالسرطان وهو طفل صغير.

المناصب السياسية والعسكرية التي شغلها، ليست بجديدة على أبي زيد، فقد كان الرجل الثاني في القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط أثناء غزو العراق عام 2003، تخرج من الأكاديمية العسكرية الأمريكية المرموقة في ويست بوينت في نيويورك، عام 1973، وحصل على ماجستير في دراسات الشرق الأوسط من جامعة هارفارد، كما درس في جامعة عمان في سبعينيات القرن الماضي، وتخرج منها وهو يتحدث العربية بطلاقة.

عُرف أبي زيد بين زملائه بـ “العربي المجنون” والخبير بشؤون الشرق الأوسط، وترك ترامب العديد من المناصب شاغرة في إدارته، لكن ارتدادات عدم وجود سفير للولايات المتحدة في الرياض برزت واضحة خلال الأزمة الدبلوماسية التي نشبت بين واشنطن وحليفتها التقليدية في الشرق الأوسط على خلفية جريمة قتل خاشقجي داخل قنصلية بلاده بإسطنبول في 2 أكتوبر الماضي، وتأتي هذه الخطوة في ظل ضغوط تتعرض لها الولايات المتحدة من النواب الأمريكيين بشأن موقفها من السعودية على خلفية قتل الصحفي جمال خاشقجي والحرب على اليمن.

وأشرف الجنرال جون فيليب أبي زيد على تصفية المقاومة السنية في العراق وتسليم المحافظات العراقية إلى صحوات شيعية، وربما دفع ترامب به إلى الرياض على ضوء مخاطر سقوط الأسرة المالكة في الحجاز والتي ظلت تحافظ على مصالح الغرب سواء أمريكا أو بريطانيا طوال عقود مضت، وأمام الانقسام الحاد داخل الأسرة الحاكمة في الرياض والضغط التركي لعدم صعود بن سلمان إلى سدة الحكم، لم يجد ترامب إلى مهندس الصحوات لإدارة الملف.

فشل كوشنر

وقالت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يسعى للكذب وبوقاحة بغية تجنب المساءلة في قضية مقتل جمال خاشقجي، وإن إدارة دونالد ترامب تساعده على ذلك، داعية الكونجرس للتمسك بالحقائق، وأضافت : “نعلم أن الرئيس دونالد ترامب دعم ولي العهد السعودي على الرغم من الاستنتاج الذي توصلت إليه وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي أي) بأن محمد بن سلمان هو في الواقع من طلب قتل خاشقجي”.

واشارت الى ان :”سي آي أي واثقة بشكل كبير بالتقييم الذي توصلت إليه، وأطلعت الرئيس على الوقائع التي في حوزتها، ومنها تسجيل صوتي لعملية القتل والاتصالات الهاتفية التي أجراها قائد فريق الاغتيال والسفير السعودي في واشنطن.ورغم ذلك -تتابع الصحيفة- رفض الرئيس ترامب تحميل بن سلمان المسؤولية، لأن ذلك قد يعني ربما اعترافا بأن رهان البيت الأبيض عليه كحليف إستراتيجي في المنطقة كان خاطئا”.

وأضافت الصحيفة أنه ينبغي على الكونجرس الأمريكي التحرك لكي تكون السياسة الخارجية الأمريكية مبنية على الحقائق لا على الأكاذيب، وذكّرت بدعم أعضاء ديمقراطيين وجمهوريين من الكونجرس تشريعا لفرض عقوبات خلال ثلاثين يوما على أي مسئول في الحكومة السعودية أو عضو من العائلة المالكة، تبيّن أدلة موثوق بها أنه على علاقة بمقتل خاشقجي.

وبالإضافة إلى قضية خاشقجي، فإن عدم قدرة جاريد كوشنر زوج ايفانكا وصهر ترامب على إدارة ملف العلاقات الأميركية السعودية بكفاءة، واحتمالية تورُّطه في السعي للحصول على مكاسب شخصية من خلال علاقته المقربة بوليّ العهد السعودي، زادتا من الضغوط على دونالد ترامب للتعجيل باتخاذ قرار تعيين سفير أمريكي إلى الرياض.

كان روبرت جوردن، سفير واشنطن في الرياض بين عامي 2001 و2003، قد ذكر خلال مقابلة أجراها الشهر الماضي مع إذاعة npr أن جاريد كوشنر لا يملك الخبرة الكافية لأداء مهام غاية في الأهمية والحساسية، وقالت واشنطن بوست إن البيت الأبيض إذا استمر في مساندة ولي العهد السعودي في أكاذيبه، فعندها ينبغي على الكونجرس أن يتحرك بسرعة وبشكل حاسم.