الفرق بين خطف الجنود بعهد الرئيس مرسي وزمن المنقلب السيسي.. لن تصدق

- ‎فيتقارير

السودان يحرر جنودًا مصريين من الأسر في ليبيا، بينما جيش مصر مشغول بصناعة المكرونة وحليب الأطفال وتعليب الأسماك والجمبري، بتكليف من قائد الانقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي، وما بين خطف الجنود في ليبيا وتحريرهم في السودان وخطفهم في سيناء أيام الرئيس محمد مرسي، تفاصيل كثيرة وخطيرة.

أولها ما كشفته مراسلات مسربة من البريد الإلكتروني لوزيرة الخارجية الأمريكية في عهد أوباما، هيلاري كلينتون، عن أن هناك اعتقادات بأن الجيش هو منفذ حادث اختطاف الجنود المصريين في 12 أغسطس 2012، في سبيل سعي التشكيل الجديد للمجلس العسكري والذي كان السفيه عبد الفتاح السيسي فاعلا فيه، إلى الانخراط في السياسة الداخلية المصرية، وهي الرغبة التي لم يكن يريدها المجلس القديم بقيادة طنطاوي.

وأضافت المراسلات، أن ذلك الحادث كان عاملا حاسما في تدخله في كواليس السياسة المصرية، مضيفا أنهم- الحرس الجديد- لم يكونوا متيقنين من أن مرسي سيدعمهم، إلا أنه رغم ذلك كانت هناك بوادر انقلاب ستتم على الرئيس محمد مرسي، غير أنه لم يكن معروفا ما إذا كان الشعب سيبايع هذا الانقلاب أم لا، وهو ما أراد الجيش الحصول عليه، بالتأييد الشعبي للانقلاب العسكري القادم.

“مقرمش من برة”

واقعة تحرير الجنود المصريين الذين تم خطفهم في ليبيا، تزامنت مع تصريحات سفيرة الانقلاب في قبرص، والتي هددت بضرب تركيا عسكريا، في الوقت الذي تحرر فيه الخرطوم جنودا مصريين في ليبيا، فهل من حق المراقبين والنشطاء أن يصفوا نظام الانقلاب بأنه “مقرمش من برة وطري وعجوة من جوة”؟!.

ولعل القدر قد ساق حادث اختطاف الجنود الذي دبره السفيه السيسي وقتها، للرئيس مرسي ليبدأ حملة تطهير واسعة لمؤسسات الجيش والشرطة والمخابرات، حيث أعلنت رئاسة الجمهورية في الثامن من أغسطس 2012 عن إقالة عدد من المسئولين، على رأسهم اللواء مراد موافي، مدير المخابرات العامة، وتعيين اللواء رأفت شحاته بدلا منه.

وأصدر الرئيس مرسي قرارًا جمهوريا بتعيين السفير محمد فتحي رفاعة الطهطاوي رئيسا لديوان رئيس الجمهورية بدلا من اللواء عبد المؤمن فودة، أحد مساعدي زكريا عزمي رئيس ديوان مبارك، الذي عينه المشير طنطاوي قبل تسلم الرئيس مرسي السلطة بأسبوعين فقط.

وفي عصر الجمعة العاشر من أغسطس 2012، قام الرئيس مرسي بزيارته الثانية لسيناء، وتناول الإفطار مع الجنود والضباط في معسكرهم برفح؛ لتشجيعهم ورفع معنوياتهم، وكان برفقته وزير الدفاع، ورئيس الأركان، ووزير الداخلية، في الوقت الذي لم يهتم فيه السفيه السيسي بخطف الجنود في ليبيا وتحريرهم في السودان، وكان يعقد مؤتمره في جامعة القاهرة ويضحك على رقصة الـ”كيكي”!.

ارحل يا كيكي

يقول الناشط سامح الجندي: “فاكرين لما د.مرسي راح جاب الجنود وقلب الدنيا.. ساعتها الإعلام المصري نصب السيرك واتفرج بقا يا مؤمن عاللي اتقال.. لكن حد يقدر يجيب سيرة دلوقتي عن الجنود بتوع السودان؟ لالالا نتكلم في #القرنية ونلهي الشعب أحسن يفتكر.. خليهم يخافوا عشان مايفتكروش إنهم بني آدمين”.

في حادثة اختطاف الجنود في سيناء أيام الرئيس مرسي، اصطف سياسيون وإعلاميون ونشطاء- بعضهم أطلق على نفسه أبناء مبارك- ضد الرئيس محمد مرسي، محملين الرئاسة والحكومة المسئولية عن الخطف، وكان الهجوم شرسا على الرئيس المنتخب، وكان الهدف واضحا وهو إرسال رسالة سلبية للشعب بأن اختياركم للرئيس مرسي وجماعة الإخوان خطأ كبير، وأن الرئيس المنتخب غير قادر على حل مشكلة بسيطة مثل تحرير الجنود المختطفين.

أما في واقعة اختطاف الجنود في سيناء فالتعتيم سيد الموقف، وطوال الأيام الماضية التي كان فيها الجنود بحوزة الخاطفين في ليبيا، لم يتحدث إعلام الانقلاب ببنت شفة ولم تخرج معلومة واحدة للشعب، وربما هناك حالات خطف كثيرة تم منع الإعلام من تناولها، ولولا أن الإعلام السوداني هو من أذاع خبر تحرير الجنود المصريين، لظل الأمر مخفيا عن الشعب، بل ربما ضحى السفيه السيسي بالجنود حفاظا على سمعته كما يفعل في سيناء.

في وقائع كثيرة متعلقة بخطف الجنود المصريين أو الهجوم عليهم، ظهر معدن الرئيس المنتخب محمد مرسي، تحدث بلسان الشعب وقال “إنه لا تراجع عن القصاص لدماء شهداء الواجب الوطني من أبناء مصر على الحدود بسيناء”، وأضاف أثناء تناوله الإفطار مع الجنود في نقطة تفتيش تعرضت لهجوم غادر برفح، وربما تورط السفيه السيسي في هذا الهجوم وقتها، أن “الاعتداء على جنودنا لن يمر دون الأخذ بثأرهم، والدولة المصرية مصرة على القصاص لدماء شهداء الوطن”.

السفيه الصهيوني

وعلى عكس السفيه السيسي الذي يحرق الجنود وكأنهم أعواد ثقاب لصالح اتفاق القرن، الذي يجرد مصر من مساحة كبيرة من سيناء، لإقامة وطن فلسطيني لصالح إسرائيل، يقول مرسي: “حق أبناء سيناء في تملك أراضيهم وحقهم فى العيش في سلام وأمن، وأن ينعموا بالاستقرار على أرضهم، شأنهم في ذلك شأن أي مواطن مصري فى كل محافظات الجمهورية”، مشيرًا إلى “دورهم البطولي مع القوات المسلحة، وأنهم حموا حدود مصر الدولية وحافظوا على الأرض طوال سنوات الاحتلال، وأنه آن الأوان لكى ينعموا بثروات سيناء، وأن يتم تسخير موارد الدولة لتنمية وتعمير سيناء وتحقيق العدالة لأهلها”.

وفي الوقت الذي يتناول السفيه السيسي الغداء مع وفود صهيونية لا تنقطع عن زيارة القاهرة، وترتيب الأوراق مع السفيه وعصابة الانقلاب، تناول الرئيس مرسي الإفطار في مقر الحاجز الأمني الذي استشهد فيه الجنود المصريون، برفقته الخائن طنطاوي، وزير الدفاع آنذاك، والخائن سامي عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة آنذاك، وكان على مائدة الرئيس مرسي عدد من شيوخ القبائل وبعض الأهالي والقيادات، وقال شهود العيان: إن “اللقاء كان بسيطًا وغير متكلف”.