“القرموطي” عاطلًا.. الانقلاب لا يراعي “اللقمة الحرام”!

- ‎فيلن ننسى

“4 شهور قاعد في البيت من غير شغل بلغت من العمر 53 سنة ومش لاقي شغل، هذه صرخة مكتومة مني، أنا الذي أفنيت عمري من أجل هذا البلد، وفي الآخر يقول لي أحد المسئولين الكبار: يا قرموطي أنت كنت مرحلة وعدت”.. بهذه الكلمات لخص الإعلامى والصحفى جابر القرموطي، أحد أذرع سلطة الانقلاب الإعلامية، فى مقالته الأخيرة حالته بعدما تسبب العسكر فى جلوسه قهرًا وجبرًا بمنزله؛ من أجل تجديد دماء الشاشة الإعلامية الانقلابية لتتناسب مع مدخلات عبد الفتاح السيسى القادمة فى التطبيل والنفاق والاستغباء.

لم يكن بخلد أحد المتشائمين ما يحدث فى المشهد الإعلامى فى دولة العسكر، بعدما شوهد السفاح عبد الفتاح السيسي، وهو يقوم بتسريح الإعلاميين المؤيدين له واحدا تلو الآخر؛ لإعادة تدوير النفايات مرة أخرى على طريقة العسكر الجديدة “اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس”.

“القرموطى” لم يكن الأول الذى يجلس فى المنزل، بل طال غيره نفس المصير، عقب تسريح العشرات من الإعلاميين والصحفيين والمذيعين، ومن تلك الشخصيات التي كانت تنافق المنقلب السيسى ليل نهار: محمد الغيطى ولميس الحديدي وإبراهيم عيسى وخيري رمضان وتامر أمين وتامر عبد المنعم وعزمي مجاهد ومعتز بالله عبد الفتاح، وقبلهم إبعاد محمود سعد ومنى الشاذلي عن السياسة لباب الخلق والفن والكوميديا.

لم ينفعه التطبيل

وبرغم ما تكفل به “القرموطى” من بجاحات ونفاق مستمر طوال فترات عمله بالقنوات، إلا أنه لاقى مثل ما لاقى من منع للظهور الإعلامى فى القنوات، حتى وجد ضالته فى كتابة مقال،  هو الأول له على موقع المصرى اليوم، لتسليط ضوء العسكر عليه مرة أخرى، وكأنه يقول “خلاص أنا تبت وجاهز لأى حاجة منكم”.

وبعد مقاله المستعطف للمخابرات، حاول القرموطى تبرير الأمر- على ما يبدو- بعد “قرصة ودن” من العسكر “إيه اللى انت كاتبه ده”.. خرج مغردًا “أنا مش عاطل يا جدعان، فكتب يقول: “عندما تسترجع الذاكرة مع زملاء.. تتأكد أن نجيب ساويرس راجل جدع، أنا مش عاطل أنا أتحدث عن حالة عامة”!.

وأضاف: “ما أود التأكيد عليه أنني لست عاطلا.. أنا رصدت في المقال الخميس الماضي حالة يعيشها بعض المذيعين في البلد.. وعايشتها بنفسي.. لكن الأمور الحمد لله مستورة.. لا أستجدي عملا”.

الناقد الفنى طارق الشناوى، رد على مقال القرموطى بآخر تحت عنوان “إلا قليلا”، كاشفًا عن أنه قرأ عمود جابر القرموطى، الذى يبحث فيه عن وظيفة. وأكد “الشناوى” أن المنظومة الإعلامية برمتها فيها حاجة غلط، وفيها أيضا أن “أوراق الكوتشينة يعيدون تفنيطها بين الحين والآخر، ثم يعيدون مجددا تفنيط المتفنط، لن تحل المشكلة بعودة زيد أو عبيد، ولكن بإعادة النظر فى كل القوى الفاعلة داخل الإعلام. مبررا جلوس القرموطى بأنه ليس ضحية موقف سياسى، كما أكد أنه سيعود مجددا للشاشة ومعه أيضا آخرون إلا قليلا!.

مقال القرموطى

https://www.almasryalyoum.com/news/details/1350804

مرآة الانقلاب

الخبراء وصفوا ما يجري في إعلام مصر بأنه انعكاس لطبيعة المرحلة التي يتطلبها نظام السيسي حتى 2022، وهى نهاية فترة السيسى الثانية قبل إحداث ثغرات قانونية لبقائه أطول فترة.

هشام قاسم، أحد خبراء الإعلام، قال إن الإجراءات الأخيرة تجاه الإعلام المصري سواء من خلال سلسلة التشريعات المقيدة للإعلام والصحافة، أو عمليات الدمج والاستحواذ على القنوات الفضائية المختلفة، تهدف إلى سيطرة الأجهزة الأمنية على كل مفاصل الإعلام، وليس تنظيمه كما يدعي المسئولون المصريون.

وأكد قاسم، فى تصريح له، أن الهدف من هذه السيطرة هو إعادة إنتاج إعلام عبد الناصر الذي تغني به السيسي أكثر من مرة، إلا أن الأوضاع في عام 2018 تختلف كلية عن الأوضاع في ستينيات القرن الماضي.

السيطرة على الشاشة

وكشف تقرير صحفي عن أن نظام الانقلاب العسكري بقيادة عبد الفتاح السيسي، بدأ في اتخاذ الخطوات النهائية لإحكام سيطرته على الإعلام المرئي في البلاد، من خلال “شركة إعلام المصريين”، التابعة للأجهزة الأمنية، التي تتوسع في شراء الشبكات التلفزيونية، بعد أن تأسست قبل ثورة 25 يناير 2011، وامتد نشاطها بعدها.

الكاتب الصحفي محمد أمين، كتب سلسلة مقالات عن أزمة الإعلام، تحت عنوان «جناة على الإعلام»، وقال: «أصبح الإعلاميون في حالة اكتئاب، وتغيرت الملكيات في عدة شهور أكثر من مرة من شركة إلى أخرى، كما تغير المحتوى سلبيا وتراجع التأثير، بالإضافة إلى التحكم في الإعلام ممَن لا يفهم فيه»، متسائلاً: «ألا يضر ذلك مصر؟».

وفي مقال تحت عنوان «البحث عن الجناة»، قال أمين: إن «مصر ليس فيها إعلام بمعنى الكلمة»، مضيفا: «نعيش سقوط دولة الإعلام، والاستحواذ على القنوات وبيعها، ونلعب بالهواة… من يحفظ لمصر قوتها الناعمة من الفوضى؟»، وفق حديثه.

“إعلام المصريين”

وإذا أردت البحث عما يدور فلا تتعب نفسك كثيرا، فقط قل “إعلام المصريين” فستجد نفسك أمام “مغارة علي بابا والأربعين قناة “، بعدما سيطرت الشركة واشترت قناة “سي بي سي”، بالإضافة إلى شراء قنوات “الحياة”، المملوكة لرئيس حزب الوفد السابق، السيد البدوي.

وأعلن تامر مرسي، رئيس مجلس إدارة شركة “إعلام المصريين”، عن التعاقد مع توفيق عكاشة لتقديم برنامج على قناة “الحياة” لمدة 3 سنوات، كما تعاقد مرسي مع الإعلامية لبنى عسل، لتقديم برنامج التوك شو الرئيسي للقناة. وبعد شراء قنوات الحياة و«سي بي سي»، بلغ عدد الصحف والمواقع والقنوات التي تمتلكها الشركة 20 موقعًا وقناة وشركة، تعمل في مجال الإعلام.

وأثار شراء مجموعة “إعلام المصريين”، التابعة للمخابرات، العديد من التساؤلات حول مستقبل الإعلام فى مصر، ووفقًا للمتداول من استحواذ “إعلام المصريين” فقد تضمن الاستحواذ على قائمة المواقع والصحف والشركات التي تمتلكها الشركة، وهى صحيفة وموقع «اليوم السابع»، الذي تأسس عام 2008، وقنوات “CBC”.

كما كشفت مصادر من داخل CBC، في تصريحات صحفية، عن أن “إعلام المصريين” كانت تمتلك 30% من هذه القنوات، وأنها اشترت كامل أسهم الشركة، ومن المقرر أن يتم الإعلان عن الصفقة في وقت قريب، مشيرين إلى أن شراء “إعلام المصريين” لـCBC قطع الطريق تمامًا أمام عودة لميس الحديدي إلى الشاشة مرة أخرى.

واستحواذ المخابرات على قنوات “سي بي سي” لم يكن الأول من نوعه، بل سبقه استحواذها على قنوات “دي إم سي” وشبكة تلفزيون “الحياة”، حيث أعلنت شركة إعلام المصريين عن استحواذها على شبكة تلفزيون الحياة. وقال تامر مرسي، رئيس مجلس إدارة الشركة: إن “إعلام المصريين” ستقوم بضخ محتوى جديد مع طاقة إنتاجية كبيرة؛ حتى تعود قنوات الحياة لسابق عهدها.

وتضم مجموعة إعلام المصريين في مجال الفضائيات شبكة قنوات ON، والتي تضم قنوات ON E وON Live وON Sport، وON Drama، أما فى مجال الصحافة الإلكترونية فتضم موقع اليوم السابع والمواقع التابعة له، وموقع انفراد، وموقع دوت مصر، ودوت مصر TV، وموقع صوت الأمة، وموقع عين المشاهير، وفى مجال الصحافة المطبوعة تضم صحف صوت الأمة، وعين، ومجلتي إيجيبت توداي وبيزنس توداي.

وداعًا للحذاء المستعمل

فى المقابل، علق رواد مواقع التواصل على مقالة “القرموطى”، معتبرين الأمر “قرصة جوع” من الإعلامى على ما هو عليه. يقول سامى حنا ساخرا: “هو مفيش شغل ولا للي فوق الخمسين ولا للي تحت الخمسين حضرتك”.

أما حساب باسم” منى الشاذلى” فكتب على “تويتر”: “جابر القرموطي: 4 شهور قاعد في البيت من غير شغل بلغت من العمر 53 سنة ومش لاقي شغل.. هذه صرخة مكتومة مني أنا الذي أفنيت عمري لهذا البلد”. وتابعت: معلش يا قرمط ولا بيصونو اللقمة الحرام ولا بيقدرون كمية التعريض الرهيبة اللي قمت بها في أخطر مرحلة مرت بها مصر يا حبيبتي يا مصر”.