“المحمودية”.. حفرها “محمد على” وردمها “السيسى”!

- ‎فيأخبار

لا حديث بين أبناء مدينة الإسكندرية سوى عن قرار سلطة الانقلاب العسكرى بردم “ترعة المحمودية” أقدم مجرى مائي صناعي للمياه العذبة في الإسكندرية، حيث استيقظ الشارع السكندري على إطلاق المحافظة إشارة البدء لردم وتغطية ترعة المحمودية، بزعم إنشاء محور مروري جديد، يوازي طريق كورنيش الإسكندرية.

المحور يحمل اسم “شريان الأمل”، ويعتبر أحد 3 مشروعات أعلنها قائد الانقلاب للتنفيذ بالثغر في ختام مؤتمر الشباب الرابع الذي استضافته مكتبة الإسكندرية الشهر الماضي.

250 ألف جنيه ضاعت في التطهير

ويثير قرار تغطية ترعة المحمودية تساؤلات عن قرار حكومة الانقلاب السابق بتخصيص 250 ألف جنيه لتطهير الترعة ورفع المخلفات والردم من الجانبين، بناءً على تعليمات إبراهيم محلب، رئيس مجلس وزراء الانقلاب السابق.
وعلى مدار الشهور الماضية، نفذ حي غرب الإسكندرية، المرحلة الأولى من أعمال تطوير الترعة بطول ٥٠٠ متر بدءًا من قسم شرطة مينا البصل وحتى كوبري كفر عشري، بتمويل من المجتمع المدني.

وسبق الإعلان عن تفاصيل المشروع، حيث أصدر محافظ الإسكندرية، قرارًا بوقف إصدار تراخيص البناء في نطاق مسطح ترعة المحمودية والمناطق المجاورة والمطلة عليها، فضلاً عن وقف التعامل على الأراضي أيضًا في نطاق مسطاح الترعة أيًا كانت جهة الولاية أو الملكية.

30 مليون جنيه كبارى جانبية

محمود البدرى، كبير مهندسى الإسكندرية، كشف فى تصريخات خاصة لـ”بوابة الحرية والعدالة“، إن محافظى الإسكندرية المتتابعين قد قاموا بإنشاء كبارى تربط بين ضفتى المحمودية لتسهيل التنقل من وإلى المنطقة، والتى تكلفت حسب آخر تقرير من “محلى المحافظة” قرابة 30 مليون جنيه، لكنها ضاعت بسبب قرار الردم.

سر الـ43 مليار جنيه

فى السياق ذاته، كشف مصدر بمحافظة الإسكندرية عن ربط المحور المروري الجديد بـ ٢٥ محورًا فرعيًا في نطاق الإسكندرية، لافتًا إلى أنه تم حصر الأراضي والمصانع والكيانات غير المستغلة على مسار المحمودية والتي تبلغ مساحتها ٢ مليون و١١٧ ألفًا و٢٣٩ متر مربع، بقيمة ٤٣ مليار جنيه!

رفض سكندرى

فى المقابل، طالب هيثم الحريري، عضو مجلس نواب العسكر، بضرورة الإبقاء على الشريان المائي لترعة المحمودية، وعدم ردمها وتنظيفها، وإزالة ما بها من مخالفات وقمامة وحيوانات نافقة.

وأضاف “الحريري” فى تصريحات صحفية: “يمكن إزالة كل التعديات على طريق المحمودية وتخطيط الطريق بشكل علمي مدروس يحافظ على أرواح المواطنين الذين يعبرون الطريق كل ثانية ويزيد السيولة المرورية”.

شريان رئيسى

كما وافقه الرأى، الدكتور هشام سعودي، عميد كلية الفنون الجميلة السابق وأبرز أساتذة التخطيط والعمارة بالمحافظة، مؤكدا أن المحمودية شريان مائي طبيعي ومتنفس وتاريخ لا يمكن ردمه، والأفضل الإبقاء عليه وتطويره بأفكار جديدة وبتقنيات عالمية دون ردم الترعة.

مضيفا أنه أجرى دراسة على جزء من الترعة أسفرت عن وجود 9 مشكلات تم وضع حلول لها بخطة بديلة للردم، وذلك عن طريق تهذيب الطريق الموازي للترعة وتثبيت عرض الحارات المرورية واستخدام إنشاء حارات خاصة لسير الدراجات وموقف انتظار للسيارات، وإنشاء كورنيش للمجرى المائي وتدبيش جسر الترعة لحمايتها من التآكل والنحر، وتوحيد عرض الأرصفة واستغلال الزوائد كمسطحات خضراء واستغلال فرق المنسوب بين جسر الترعة ومنسوب الطريق بإقامة متنزهات وأماكن جلوس وكافتيريات وأنشطة ترفيهية متنوعة.

تاريخ المحمودية

كانت ترعة المحمودية قد حفرت بأمر من محمد علي، عام 1807 وتبدأ من قرية بهيت بالبحيرة لتصل بمياه النيل إلى الإسكندرية، ولتكون ممرا مائيا للمراكب التجارية بين الإسكندرية ونهر النيل، وتم افتتاحها عام 1820 وسميت المحمودية باسم السلطان محمود الثاني سلطان الأستانة آنذاك.

ترعة المحمودية تبدأ من فرع رشيد وتمر بدمنهور وأبو حمص كفر الدوار وبتصب في الإسكندرية وتحديدا في البحر المتوسط عند مطقة الماكس.

المحمودية تغذي أكتر من 350 ألف فدان بمياه الري، خصوصا في منطقة خورشيد والزوايدة، إضافة لمحطات مياه الشرب اللي بتنتج 1,5 مليون كم مكعب من مياه الشرب.