“المواطنون الشرفاء”.. إجرام المخلوع الذي ورثه السيسي

- ‎فيغير مصنف

عاد البلطجية الذين يطلق عليهم “المواطنون الشرفاء” إلى الواجهة بعد اعتدائهم على المستشار هشام جنينة، وهم البلطجية الذين اعتاد المصريون رؤيتهم منذ سنوات خلال الاعتداء على المظاهرات المعارضة أو الذين يفكرون في الاحتجاج على قرارات للنظام. ودائما ما يكون هؤلاء في حماية الضباط والجنود.

ويعلق الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أحمد حسن الشرقاوي في تصريحات صحفية، أن ما حدث مع جنينة هو “قرصة دون” وتهديد لكل من يقترب من الملف الذي اتخذ قرارا بغلقه واعتقال سامي عنان ذاته، وهو يعبر عن نفاد صبر “النظام الحالي” من إصرار المعارضين والرافضين له سواء كانقلاب أو كنظام قمعي علي مواجهته حتي اللحظة الأخيرة رغم اتخاذه تدابير تحط من إجراءاته ومنها الدفع بمرشح كومبارس أمامه في الانتخابات في طريقة فضحته أاكثر، مشددا علي أن السيسي يتحمل بشكل مباشر مثل هذه الجرائم التي ترتكب بحق خصومه سواء أصدرت أجهزته قرارات بها أو أهملت في التصدي لها خاصة ان هناك شخصيات أقل من المستشار هشام جنينة يتواجد معها حراسات خاصة.

ميراث المخلوع

واستعاد نظام الانقلاب العسكري، تشكيلاته العصابية التي تنفذ عمليات بلطجة واعتداء على رافضيه ومعارضيه على السواء، من خلال “المواطنين الشرفاء” تحت رعاية ميليشيات الانقلاب، وهو السلوك الذي لا يتورع نظام الانقلاب عن اللجوء إليه لتصفية خصومه والاعتداء عليهم في الشوارع وأقسام الشرطة، في استنساخ لممارسات الرئيس المخلوع حسني مبارك في التعامل مع معارضيه، إلا أن نظام السيسي قام بتطوير هذه الممارسات بشكل أكثر فجورا، حتى أنه أصبح بمثابة تشكيل عصابي يطيح بكل الرقاب.

وخلال عهد مبارك تعرض الكاتب الصحفي عبد الحليم قنديل الذي كان أحد أبرز معارضي توريث مبارك الحكم لابنه، لاعتداء من قبل مجهولين موالين للجهاز الأمني في وزارة الداخلية.

وقالت مصادر قضائية وقتها إن قنديل اتهم وزير الداخلية حبيب العادلي بتدبير الاعتداء عليه بسبب انتقاده في مقال أخير لأداء الوزارة بعد تفجيرات سيناء التي وقعت في السابع من أكتوبر 2004 وأسفرت عن مقتل 32 شخصا من بينهم عدد كبير من الإسرائيليين.

وكان النائب العام ماهر عبد الواحد أمر بفتح تحقيق فوري في الحادث بعد أن اصطحب نقيب الصحفيين جلال عارف وأعضاء مجلس النقابة قنديل أثناء تقديمه بلاغا رسميا في الواقعة.

وروى قنديل تفاصيل ما حدث قائلا: إنه أثناء عودته إلى المنزل بعد السحور في الساعة الثالثة صباحا تقريبا بالطريق المعتاد لبيته بمنطقة الهرم، وبينما كان يقترب من منزله فوجئ بسيارة مسرعة خرج منها أربعة رجال “أجسامهم ضخمة جدا” وأدخلوه داخل السيارة ثم عصبوا عينيه وكمموه.

وتابع أنه كان أول ما قالوه له إنه يجب أن يكف عن الحديث عن “الكبار” ثم أخذوا كل ما كان يحمله بما في ذلك النظارة والهاتف المحمول، ووضعوا سكينين على رقبته وانهالوا عليه ضربا ثم جردوه من كل ثيابه وألقوا به في منطقة صحراوية خارج القاهرة، وقال قنديل إنه أصيب بنزف داخلي في عينه اليمنى وخدوش وكدمات في الكتف اليسرى والذراع اليمنى والرقبة وكدمات في الوجه.

بعد الثورة

نفس الحادث الهمجي تكرر مؤخرا بعد الثورة مع الدكتور ياسر علي المتحدث السابق باسم الرئاسة المصرية في عهد الدكتور محمد مرسي اول رئيس مدني منتخب للبلاد.

عصابة الانقلاب

ولعل جرائم نظام الانقلاب في هذه الممارسات الوحشية تجاه معارضيه عديدة، ولعل أبرزها صورا أظهرت تعرض الدكتورهشام قنديل رئيس الوزراء في عهد الرئيس محمد مرسي للتعذيب بعد اعتقاله خلال الانقلاب، واقتياده لمكان مجهول.

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا سربتها وزارة الداخلية للدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء في عهد الرئيس محمد مرسي،تكشف تعرضه للتعذيب والاعتداء عليه عقب القبض عليه.

وأظهرت الصور وجود كدمات واضحة على وجه قنديل، كما ظهر في الصور المعاملة السيئة التي تلقاها حيث ظهر معصوب العينين ومقيد اليدين بالمخالفة للقانون، رغم تواجده داخل أحد المقرات الأمنية حيث يجلس بجواره رجل شرطة بزي مدني.

كما تجددت العديد من الانتهاكات التي حدثت في الفترة الأخيرة ضد المحامين، وكانت أشهرها في نهاية العام قبل الماضي، في مجمع محاكم السويس على إثر مشادة كلامية سب فيها أمين وضابط شرطة بعض المحامين، كما تعدى نائب مأمور مركز شرطة فارسكور في محافظة دمياط على أحد المحامين، أثناء تحرير محضر داخل المركز بالضرب بالحذاء، حبس بعدها نائب مأمور 4 أيام على ذمة التحقيقات.

ضد المتظاهرين

تعرض المتظاهرون ضد الانقلاب لآلاف الاعتداءات من جانب البلطجية في شوارع مصر وميادينها، ومن هؤلا المعتصمين الذين لجؤوا إلى مسجد الفتح عقب الظاهرة الكبيرة التي شهدها ميدان رمسيس عقب فض رابعة، وامتد إجرام هؤلاء لمئات السيدات والفتيات اللاتي قام بلطجية السيسي بالاعتداء عليهن خلال المظاهرات الرافضة للانقلاب، ومن أبرزهن البرلمانية الشهيدة سهام الجمل، والشهيدة هالة أبو شعيشع، وهما من أبناء محافظة الدقهلية.

مع المعتقلين

ولم يتوقف الأمر على رافضي الانقلاب؛ بل امتد إلى كافة الاتجاهات السياسية، حيث أعلنت الناشطة السياسية والحقوقية المصرية، منى سيف، أن الناشطين السياسيين المعتقلين محمد عواد ومصطفى أحمد، تم الاعتداء عليهما يوم 10 سبتمبر2016، عقب خروجهما من النيابة للتوقيع على طلب الاستئناف.

في السياق ذاته، أعلنت منار الطنطاوي، زوجة الباحث والصحفي المعتقل، هشام جعفر، تعرضه للاعتداء عقب آخر جلسة حضرها.