بالأرقام.. هكذا تنهار السياحة في مصر وتهرب القطط!

- ‎فيأخبار

كتب- سيد توكل:

 

تقارير الخراب الاقتصادي أصبحت وجبة المصريين رغم أنوفهم، تلك الوجبة المنوعة التي يقدمها منيو الانقلاب وشيف العسكر عبد الفتاح السيسي، ومنها تراجع إيرادات السياحة بنسبة 49% مقارنة بالعام الماضي فقط، وليس بعهد ما قبل انقلاب 2013، تزامن ذلك مع زيادة مدفوعات المصريين للطفشان للخارج إلى 4 مليار دولار؛ لتتخطى إيرادات السياحة بـ325 مليون دولار.

 

وبحسب تقارير غربية أضحت الحياة في مصر جحيماً لا يطاق، وأصبح الأكل والشرب من أصعب الأمور التي يواجهها الجميع خلال الفترة الأخيرة، ولاسيما بسبب الأزمات العديدة التي تسببت فيها سياسة الانقلاب مؤخرًا. 

 

وحاول العديد من المواطنين الهجرة بشكل شرعي وآخر غير شرعي، ومنهم من حاول الهروب، بطرق غريبة أثارت جدلًا كبيرًا، منها طفل يبلغ 14 عامًا حاول الهروب عن طريق مطار القاهرة، عن طريق التسلل لصالة السفر بالمبنى رقم 1 للهروب على إحدى الطائرات خارج البلاد!.

 

وقد تسبب الانهيار الاقتصادى والسياحى لدولة العسكر، إلى خسائر وصلت لـ70 مليار دولار، ذهبت إلى دول أخرى ديمقراطية بعيداً عن الحصار الأمنى وغياب الرقابة والقتل للسياح، ما دفع سعيد حساسين، نائب ببرلمان العسكر وأحد أذرع الانقلاب الإعلامية، إلى التذلل للرئيس الروسى فلاديمير بوتين ،بإنه لا يوجد سبب لتأخير عودة السياحة الروسية لمصر، مضيفًا: "كفاية بقا ياعم بوتين رجع السياحة.. ده إحنا عملنالك عجين الفلاحة".

 

حتى الأطفال طفشوا

 

وبعد ضبط الطفل تم استدعاء أسرته وتسليمه بعد اتخاذ الإجراءات القانوني، وتبين هروب الطفل منذ 3 أيام من أسرته التي تقيم بالجيزة.

 

ليس هذا الطفل الوحيد الذي حاول الطفشان من وجه الانقلاب، بل سبقته مئات الحالات منها الطفل أحمد من محافظة كفر الشيخ والذي قام بهجرة غير شرعية إلى إيطاليا في 13 من أغسطس 2016، كان على متنها 49 شخصًا من جنسيات مصرية وسورية وشباب من محافظتي البحيرة وبرج مغيزل، وتم تدبير 15 ألف جنيه من العائلة إلى الطفل وتمت عملية الهجرة فجر يوم الثالث عشر من شهر أغسطس من مدينة رشيد بمحافظة البحيرة المطلة على البحر المتوسط والقريبة من عدد من الجزر الإيطالية.

 

واستمرت رحلة الهجرة 48 ساعة في عرض البحر عبر مركب صيد حتى وصلت إلى أقرب جزيرة تابعة لدولة إيطاليا فى عرض البحر المتوسط، وعندما وصلت الرحلة تم إلقاء القبض عليهم، ولكن أحمد كان قد تعلم عدد من الكلمات الإيطالية تحدث بها مع القوات الإيطالية، وعرض عليهم روشتات شقيقه، حيث توصل إلى القصة أحد الصحفيين الذي أجرى مقابلة مع المهاجرين وبالخصوص أحمد ومن خلالها وصلت القصة إلى الصحافة الإيطالية، وتبين انه تحمل المخاطرة لعلاج شقيقه المصاب بالسرطان.

 

حتى القطط طفشت

 

ومع انهيار قطاع السياحة بعد انقلاب 30 يونيو 2013، زاد الخناق على قطاع كبير من البيوت والأسر والشباب والشركات الذين كانوا يجدون الطعام والشراب من هذه المهنة، ولم يحرق الجوع والغلاء البشر وحدهم، بل وفي قصة غريبة تمكنت قطة من الهروب من مصر، في هجرة غير شرعية، حيث تمكنت من قطع رحلة تجاوزت 33 آلاف ميلًا من مصر لبريطانيا داخل إحدى حاويات الشحن.

 

وبدأت رحلة القطة التي قررت الطفشان من  وجه الانقلاب من ميناء الإسكندرية في الثامن من مارس 2016، حين تسللت القطة إلى متن شاحنة متجهة إلى الميناء لتفريغ شحنة، لتنتقل بعدها القطة إلى عبارة جالت بها عرض البحر المتوسط، قبل أن تنتقل منها إلى رحلة برية أخرى في وسط أوروبا، ليبلغ إجمالي أيام السفر الذي قطعته القطة 17 يومًا.

 

فشل بأوامر من السيسي!

 

وبعد مرحلة من الطناش والإهمال المتعمد لقطاع السياحة ورفض تعويمه في أزماته المتلاحقة منذ انقلاب السيسي في 2013 على الرئيس محمد مرسي، رغم شكاوى أصحاب الفنادق والمشروعات السياحية، وتسريح العمالة الماهرة وهروبها لأعمال أخرى غير السياحة والفندقة، ما اضطر أصحاب المشروعات السياحية لبيعها أو إغلاقها، وهو ما يستهدفه شياطين الجيش، بالاستيلاء على كافة مقدرات مصر، وتجلى في حركة شراء واسعة لعدد من المنتجعات السياحية بشرم الشيخ والغردقة من قبل لواءات جيش.

 

وتجلت السيطرة العسكرية على القطاع الذي يعاني من خسائر تصل إلى 90% من إمكاناته وعوائده، بعد تفجير طائرة الركاب الروسية، في أكتوبر 2014.

 

كما أعلن مؤخرا عن دخول الجيش في حلبة المنافسة في إقامة شركات تيسير الحج والعمرة، بعد سلسلة من الأزمات التي وضعتها حكومة السيسي أمام الشركات العاملة في القطاع السياحي، مؤخرا، وصلت لوقف رحلات العمرة لأكثر من 6 شهور ماضية، بدعوى توفير الدولار، فيما الهدف الحقيقي تصفية الشركات لصالح إمبراطورية الجيش التي لا تدفغ رسوما ولا ضرائب لخزينة الدولة.

 

وفي السياق ذاته، أقيم مؤتمر صحفي في القاهرة، للإعلان عن تدشين أضخم مشروع سياحي بالإسكندرية، تحت عنوان “الإسكندرية تستعيد مجدها“، حضره اللواء أركان حرب نبيل سلامة، مدير إدارة نوادي وفنادق القوات المسلحة المالكة للمشروع، وعدد من قيادات الجيش والشخصيات العامة.

 

وأثار هذا المشروع المخاوف من سعي الجيش لابتلاع قطاع السياحة بالكامل، ليضمه إلى إمبراطوريته الاقتصادية الهائلة، حسب مراقبين.

 

ويشتكي مستثمرون ورجال أعمال من المنافسة غير العادلة مع مشروعات الجيش، التي تتمتع بمميزات وحوافز اقتصادية لا تتوفر لسواها، من بينها الإعفاءات من الضرائب والجمارك، والعمالة شبه المجانية المعتمدة على المجندين الذين لا يتقاضون أجرا نظير عملهم في المشروعات المختلفة، فضلا عن إقامة المشروعات على أراض مجانية مملوكة للدولة.