بزنس “أمان” والقوافل الطبية.. هل تغسل دماء المصريين من على يد داخلية الانقلاب؟

- ‎فيتقارير

خطوة جديدة من حلقات الإستخفاف بالمصريين الذين ذاقوا الأمرّين منهم عبر سنوات طوال وزادت أشدها من خلال ست سنوات من حكم العسكر، وارتدى إبليس ملابس ملاك الرحمة وتاجر السعادة، فقرر النزول لتخفيف آلام المواطنين ببيع السلع الاستهلاكية بسعر الجملة والكشف المجاني عبر القوافل الطبية.

وفي آن واحد روجّ إعلام العسكر بدور داخلية الانقلاب والتي قامت وفق مزاعمهم بجهود كبيرة للحفاظ على أمن واستقرار البلاد، ففي ظل التضحيات الكبيرة التي يقدمها رجال الشرطة في محاربة الإرهاب وضبط العناصر الإجرامية والقضاء على البؤر الخطرة، لم تغفل وزارة الداخلية بحكومة الانقلاب بمحاربة ارتفاع أسعار السلع الغذائية والمنتجات، وظهور بعض التجار الذين قاموا باحتكار بعض السلع من أجل رفع أسعارها، بتوفير تلك السلع للمواطنين من خلال منافذ “أمان” بأسعار مخفضه وشن حملات تموينية مكبرة على مخازن التجار لضبط المتلاعبين بالأسواق.

غسيل القاذورات

بدوره، قال الناشط السياسي أحمد عبد اللطيف: إن ما تقوم به وزارة الداخلية بحكومة الانقلاب يندرج تحت بند “غسل القاذروات” عبر بوابات رسمية تمس المواطن الفقير.

وأضاف “عبد اللطيف” تاريخ الشرطة معروف ومسجل إما بمقاطع الفيديو أو الوثائق ولن يمحو هذا الأمر صور تكريم المسنين أوإقامة أسواق شعبية للأغذية أو حتى بالقوافل الطبية للمهمشين.

مش “كلنا واحد”

ويبدو أن حملة “اطمئن انت مش لوحدك” قد أثارت حفيظة الانقلابيين، فقرروا النزول بفيلم مضاد، حيث انتشرت حملة “كلنا واحد” من خلال عدد من القوافل الطبية للمحافظات، وخاصة للقرى الأكثر احتياجًا، وقامت تلك القوافل بالكشف وصرف العلاج اللازم للمواطنين بالمجان، مدعين أن القوافل الطبية تكشف على 10 آلاف مواطن خلال شهر!

وبحسب أذرع الانقلاب، فقد زعموا أن قوافل سلخانات الداخلية قد قامت بالكشف الطبى على 402 حالة، وصرف الأدوية اللازمة لهم، وبمنطقة غرب المدينة التابعة لقسم شرطة أول أسيوط تم توقيع الكشف الطبى على 705 حالات من أهالي القرية وصرف الأدوية اللازمة لهم.

وانطلقت الأربعاء الماضي، الموجة الثانية من حملة “اطمن انت مش لوحدك”، بعد أن حققت ثمارها وبات العسكر يرتعش من “طرق الأواني” ومن “الصافرات” التي تطلق من أعلى المنازل وأسطح العقارات والسيارات والشوارع.

وكتب الكاتب الصحفي سليم عزوز عن الحملة بقول أنها نجحت بشكل مدهش، ولنجاحها دلالته الذي لا تخطئه عين!

ذاكرة السمك

وعلى مدار السنوات الماضية، أطعم العسكر المصريون الذل عبر توزيع “كراتين غذائية” بطريقة مهينة لهم، كما كشف الصور عن إذلال الشعب من خلال إلقاء المغلفات لهم بطريقة همجية لا تكشف إلا عن سواد الداخلية والعسكر ضد الغلابة.

ونشر ناشطون عددًا من الصور التى تكشف مدى إهانة جيش السيسي للمواطنين وإذلالهم من أجل حقوقهم المشروعة من توفير السلع التموينية التي احتكرها العسكر وقام برفع أسعارها، وشهدت تزاحم المواطنين على السيارات لنيل كرتونة مواد غذائية.

“أمان” تكشف بيزنس الداخلية

وكشفت سلاسل “أمان” عن “البيزنس” الدائر في المحافظات عبر تلك السلاسل والتي تزيد من الفروع بمحافظة الإسكندرية لأكثر من 45 منفذًا، وذلك في الوقت الذي وصل فيه عدد منافذ “أمان” بمختلف محافظات الجمهورية إلى 700 منفذ.

وعلى الرغم من تبرير المسئولين في الداخلية لإنشاء تلك المنافذ بالمساهمة في محاربة الغلاء، إلا أن خبراء في مجال الاقتصاد رأوا ضرورة أن يقتصر دور الداخلية في هذا الشأن على مساعدة وزارة التموين في ضبط المحتكرين والتجار الذين لا يلتزمون بالتسعيرة الحقيقية.