بعد بيع النادي الأسيوطي لتركي آل الشيخ … الرياضة المصرية تحت وصاية آل سعود

- ‎فيتقارير

نفى محمود الأسيوطي رئيس نادي الأسيوطي سبورت، البيان الذي صدر عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي، حول الوصول لاتفاق نهائي لبيع الفريق؛ وادعى أن أحد الأشخاص نجح في اختراق حسابه وأن ما نقل عبر حسابه عار من الصحة، معلناً عدم مسئوليته عن البيان الذي صدر على حسابه.

البيان الذي نفاه الأسيوطي يتعلق بتوصل مجلس إدارة الأسيوطى سبورت برئاسة محمود الاسيوطى، لاتفاق نهائى مع الشركة التى تقدمت بطلب لشراء فريق الاسيوطى المشارك فى الدورى الممتاز وتغيير اسمه من الاسيوطى سبورت الى الأهرام لكرة القدم والبيع يخص الفريق دون المساس بمنتجع الأسيوطى بكل ما يحتويه من ملاعب وفنادق ومنشأت فهى تابعة لإدارة الأسيوطى.

لكن هذا النفي يتعارض مع كل من ينشر ويتردد من اكتمال الصفقة والاتفاق النهائي بشأنها ولم يتبق سوى الإعلان عن تفاصيلها وهو ما سيتم يوم 28 يونيو الجاري.

وكشف موقع مصراوي أن تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية ومستشار محمد بن سلمان، أنهي إجراءات تملك النادي الأسيوطي، بصفة رسمية مساء أمس الثلاثاء، وقام بتغيير اسمه إلى نادي “بيراميدز إف سي” وقرر آل الشيخ، تعيين حسام البدري، رئيساً للنادي، على أن يتم إسناد الإدارة الفنية للفريق، لمدير فني عالمي. وعقد آل الشيخ جلسة مع البدري، إتفق معه على شراء أربعة لاعبين عالميين لضمهم للنادي، بالإضافة لترشيح مجموعة من أسماء اللاعبين، الذي سيتم تدعيم الفريق بهم في الموسم الجديد. وكان البدري قد رحل عن النادي الأهلي، مايو الماضي، بعد خسارة الجولة الثانية من دور المجموعات بدوري أبطال إفريقيا على يد كامبالا سيتي بطل أوغندا.

أهدف الصفقة

وبحسب مراقبين فإن الصفقة تؤكد توجهات النظام السعودي نحو بسط نفوذه وهيمنته على الرياضة المصرية بعد أن فرضت المملكة وصايتها على نظام الحكم بدعم انقلاب الجنرال عبدالفتاح السيسي منتصف 2013، حتى باتت قرارته رهينة بالرضا السعودي الإماراتي الإسرائيلي.

وتأتي هذه التطورات بعد انتهاء علاقة آل الشيخ بالنادي الأهلي المصري، وإصداره بيانا تنازل فيه عن رئاسته الشرفية للنادي بعد الأزمة الأخيرة، التي كشف فيها عن تدخله في الانتخابات التي جرت قبل أشهر على رئاسة أحد أهم أندية مصر، من خلال دعم محمود الخطيب رئيس النادي الحالي بـ 6 ملايين جنيه، وحديثه عن تعامل الأهلي معه باعتباره أشبه بـ «كيس الأرز».

ويهدف آل الشيخ بشراء نادي الأسيوطي، الانتقام من ناديي الأهلي والزمالك بعد الرفض الشعبي لجمهور الفريقين الكبيرين للتدخلات السافرة لرجل محمد بن سلمان على مجمل الأوضاع المصرية وخصوصا في الرياضة والإعلام. حيث يهدف آل الشيخ إلى التحكم في سوق الاحتراف المصري وانتقال اللاعبين بين الأندية من خلال ضخ أموال لشراء لاعبين لا تستطيع الأندية المصرية الشعبية دفعها».

وكان تركي أل الشيخ أثار غضب المصريين أكثر من مرة، الأولى عندما تدخل في شؤون النادي الأهلي المصري، وكذلك عندما عبر عن تمنياته بألا يشارك لاعب مصر الدولي وليفربول الإنكليزي محمد صلاح في مباريات كأس العالم.

ولم يقتصر تدخل آل شيخ على المجال الرياضي، بل امتد للإعلام، حيث أثارت الطريقة التي ظهر فيها تعامله مع عمرو أديب في المقطع المصور الذي نشره خلال توقيع أديب لقناة «إم بي سي»، غضب المصريين، حيث تحدث رئيس الهيئة الرياضية السعودية بشكل ساخر عن أن أديب بات صاحب أغلى عقد في تاريخ الإعلام العربي، وضحك ساخرا قائلاُ: «اللي بعده»، في إشارة إلى تدخله في مجالين الإعلام والرياضة المصريين.

نفوذ واسع في مصر

وفي دراسة للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، عن سيطرة المملكة العربية السعودية على الإعلام في مصر، بعنوان “إعلام الأمراء، كيف سيطر الإعلام السعودي؟” كشفت شهادت توثق قيام وزارة الإعلام السعودية للحج كل عام باستضافة العشرات من رؤساء تحرير وكتاب ومقدمي برامج تلفزيونية استضافة كاملة، تتضمن تذاكر السفر والإقامة والتنقلات، عبر دعوات يوجهها السفير السعودي في القاهرة للإعلاميين أصدقاء المملكة. وأغلب المؤسسات الصحافية سواء القومية أو المستقلة تحصل على عدد من التأشيرات، وبعض الجرائد تُجري قرعة بين الزملاء والبعض الأخر يحتكر رؤساء التحرير وعائلاتهم رحلات الحج”.

ولفتت الدراسة الصادرة في 70 صفحة، إلى وثائق ويكليكس التي تسربت في يونيو 2015، ما وصف بأنه ربما يكون تفاصيل عن طلبات تمويل مقدمة من الصحافي مصطفى بكري والداعية عمرو خالد.

واستنتجت الدراسة أن “القنوات الترفيهية مثل (MBC2) أضحت في خدمة السياسة السعودية، كما خصصت المجموعة قناة خاصة بمصر هي (MBC مصر)، كما تتهم الدراسة حكام السعودية بالوقوف وراء قرار حجب عدد كبير من المواقع الإخبارية المصرية”.