بـ”الغراب الأسود” تجسُّسها طال الحلفاء… هل خانت الإمارات العيش والدم؟

- ‎فيعربي ودولي

يردد الإعلام في دولة الإمارات، أو “الخمارات” كما يصفها الحقوقيون، أنها تواجه تهديدًا حقيقيًّا من الإرهاب، وأنها تتعاون مع الولايات المتحدة في جهود مكافحة الإرهاب، إلا أن هذا التبرير هو الوجه الخادع للحقيقة، فقد كشف تحقيق موسّع لوكالة رويترز، أمس الأربعاء، عن تورُّط الإمارات في تجنيد عملاء سابقين بوكالة الأمن القومي الأمريكي والاستخبارات الأمريكية، لأغراض التجسّس على أعدائها، وقرصنة هواتفهم وحواسبهم، من بينهم زعماء عرب!.

وبحسب رويترز، فإن المشروع الإماراتي السري أُطلق عليه اسم “رافين”، أو “الغراب الأسود”، وهو فريق سري يضم أكثر من 12 عميلاً من الاستخبارات الأمريكية، من أجل العمل على مراقبة الحكومات الأخرى، والمسلّحين، ونشطاء حقوق الإنسان الذين ينتقدون النظام.

اختراق الهواتف

لوري سترود، واحدة من أولئك الذين انضمّوا إلى المشروع، حيث قدمت استقالتها من وكالة الأمن القومي الأمريكي، وعملت مع فريقها من داخل أحد القصور في أبو ظبي؛ لمساعدة الإمارات على اختراق الهواتف وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بالأعداء، وتم تجنيد سترود من قِبل أحد متعهّدي الأمن السيبراني في ولاية ماريلاند، من أجل مساعدة الإمارات على إطلاق عمليات القرصنة، وهو المشروع الذي استمر حتى 2016.

ويزعم عملاء سابقون في “الغراب الأسود”، ومن أجل تضليل الحقيقة، أن المشروع ساعد نسبيًّا على تفكيك شبكة لـ”داعش” داخل الإمارات، عندما طعن أحد أفراد جماعة داعش أحد المعلمين بأبو ظبي في عام 2014. يقول العاملون إن “رافين” قاد جهود الإمارات لتقييم ما إذا كانت هجمات أخرى وشيكة، وسلطت تقارير مختلفةٌ الضوء على سباق التسلح الإلكتروني الجاري في الشرق الأوسط، حيث تحاول الإمارات أن تكتسح أسلحة التسلل والموظفين بشكل أسرع من منافسيها.

وتكشف تفاصيل قضيتين مرفوعتين بالتزامن في كل من المحاكم الصهيونية والقبرصية، عن تنسيق أمني إماراتي صهيوني عالي المستوى، يمكّن دولة الإمارات من التجسّس على المعارضين السياسيين والصحفيين والمثقفين، إضافة إلى قادة دول عدة أخرى، وأبرزهم أمير دولة قطر، تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، وقائد الحرس الوطني السعودي السابق، متعب بن عبد الله، والمفكّر العربي عزمي بشارة.

وتشير الوثائق التي تسربت إلى الإعلام، شراء أجهزة الأمن الإماراتية لمنظومة “بيغاسوس” للتجسّس على الهواتف المحمولة، والتي تصنعها شركة “إن أو إس” الإسرائيلية، وتقوم هذه التقنية باختراق أجهزة الهواتف المحمولة بطريقة سريّة، وتسمح لمستخدمي البرنامج بالتنصّت على المكالمات الهاتفية والتجسّس على البريد الإلكتروني، إضافة إلى الاطلاع على قائمة الأسماء الموجودة على الهاتف، بل واستخدامه كجهاز تنصّت على المحادثات الشخصية التي تتمّ بالقرب منه.

وتبع ذلك حصول اللجنة القطرية لحقوق الإنسان على رسائل ومستندات ومكاتبات بريدية عرضتها للفحص القانوني على المحامي علاء المحاجنة، وتثبت العلاقة المباشرة بين إسرائيل والإمارات، وتورّط الشركة الإسرائيلية في عمليات التجسّس، واستخدام الإمارات البرنامج لاختراق خصوصيات الآخرين.

سيرة الظالمين

وفي وقت سابق، أعد معهد مونتين في فرنسا سلسلة من السير لعدد من الشخصيات بالشرق الأوسط، ومن أطرف ما قام به أنه جمع بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد في سيرة واحدة، وكأنهما شخص واحد، لفرط التشابه بينهما كما يرى كاتب سيرتهما.

وعلل هذا الجمع غير الطبيعي بين سيرة “المحمدين”- كما سماهما- بأن مصير الرجلين مرتبط ارتباطًا وثيقًا، وأنهما يجسدان في عيون كثير من العرب “لحظة الخليج”، ولأن كليهما طرح مشروعًا “استبداديًّا جديدًا” محددًا على أنقاض القومية العربية والإسلام السياسي.

ويقول المستشار الخاص ميشيل دوكلو، الذي يحرر هذه السلسلة من السير، إنهم طلبوا من أحد الأكاديميين ذوي الخبرة بالشرق الأوسط رأيه في هذين الحاكمين، وهم ينشرونه تحت الاسم المستعار أحمد فتحي، وتنطلق السيرة من أول نقطة مشتركة بارزة بين بن زايد وبن سلمان، وهي أنهما يحكمان بلديهما على الرغم من كونهما وليي عهد فقط، مبرزة أن هناك أوجه تشابه أخرى تبرر أن يُجمعا في سيرة واحدة، منها ميولهما الاستبدادية وأحلامهما بالسلطة، وأخيرا الجشع والتسلط والتجسس.