تونس تعلن تفاصيل جديدة حول اغتيال “الزواري”.. وحماس تشيد

- ‎فيعربي ودولي

كشفت وزارة الداخلية التونسية، اليوم الثلاثاء، عن تفاصيل جديدة في جريمة اغتيال الشهيد محمد الزواري، أحد عناصر كتائب القسام، مشيرة إلى توجيه مذكرات قضائية للسلطات البوسنية والنمساوية والمصرية واللبنانية والكرواتية لتسليم متهمين في عملية اغتيال الزواري.

وقال مدير الوحدة الوطنية التونسية للبحث في الجرائم الإرهابية، بالقرجاني عبد القادر فرحات، إنّ الوحدة تعهدت بإنابة قضائية من قاضي التحقيق بقضية اغتيال الشهيد محمد الزواري، مشيرا الي أن الجناة هما آلان كندي وأورفير سالاك، وإلى أن أحد منفذي اغتيال الزواري نمساوي يدعى كرستوفر، وقدم نفسه على أنه مهتم باختراعاته خاصة التحكم بالغواصة عن بعد”. مؤكدا امتلاك حقائق مثبتة مبنية على جملة من الأدلة الرقمية بخصوص القضية.

وأضاف فرحات أنهما تحولا لمدينة المنستير، وأقاما في نزل في الجهة يوم 9 ديسمبر، وتعرفا على تونسي يدعى “عبد القادر” قصد التنقل لزيارة مصانع بهدف الاستثمار، وبالأبحاث تبين أنهما حاولا التغطية على وجودهما في تونس عبر الادعاء بالاستثمار، مشيرا إلى أنه يوم 10 ديسمبر تحولا في جولة سياحية في الجنوب، ويوم 11 حضرا إلى تطاوين، صحبة دليل سياحي، ثم عادا للمنستير يوم 12 ديسمبر واستعملا تطبيق الـ GPS في تنقلاتهما.

وأضاف فرحات: “يوم 13 ديسمبر تولى شخص يدعى سليم بوزيد تكليف امرأة اسمها مهى بن محمود بتوفير سيارتين والإبقاء عليهما جانب مقهى في صفاقس، ويوم 14 ديسمبر تم رصد السيارة على مستوى القصاب في صفاقس، نزل منها أحد البوسنيين وتوجه للمأوى المحاذي، وتلقيا مكالمات هاتفية متواترة من رقم أجنبي”، مشيرا إلى أن الجناة تعقبا سيارة الشهيد الزواري قبل يوم من الاغتيال، “بمعنى أن يوم 14 ديسمبر كان بمثابة العملية البيضاء لمعرفة المسالك والتعقب”.

وأشار إلى أنّ الجناة استعملا السيارتين اللتين وفرتهما المرأة التونسية في تحركاتهما. وقبل يوم من عملية الاغتيال غادرا للقيروان ثم يوم 15 ديسمبر تحولا لعقارب بتعلة شراء زيت الزيتون، لافتا الي أن سيارتين توجهتا بعد ذلك إلى منزل الشهيد، وتم ركن سيارة من نوع ‘بيكانتو’ قرب منزله و’رونو ترافيك’ امتطاها الشخصان، وفي حدود الواحدة غادر الشهيد مقر إقامته إلى مركز تحاليل طبية ولا وجود لتعقب ميداني أثناء تحرك الشهيد، لأنهما لمحا مروره وواصلا بقاءهما في المقهى، ليغادراها قبل مرور سيارة الشهيد وهي عائدة قبل دقيقتين.

ورجح وجود ‘فرضية تعقب الشهيد من طرف أشخاص آخرين، كما رجح اختراق هاتف الشهيد ، لأن آلان كندي كان يتحرك دائما قبل الشهيد”، مشيرا الي أنه بعد تنفيذ عملية الاغتيال تنقلا عبر رونو ترافيك التي تم حجز وسيلة الجريمة داخلها ثم ركناها ليصعدا سيارة كيا وتوجها إلى سيارة الميتشي بيتشي التي حاول الجانيان عدم ظهورها في مسرح الجريمة”.

وأضاف أنه تم حجز هواتف جوالة في السيارة الـ’كيا’، مشيرا الي أن منفذي الجريمة على درجة عالية من الحرفية؛ لأنهما تركا أدلة لتوجيه الوحدات الأمنية في عمليات البحث نحو فرضية أخرى غير صحيحة، حيث تم توجيه الأمن في اتجاه الوسط والجنوب في حين أنهما كانا في تونس العاصمة لإضاعة الوقت وتأمين انسحابهما”.

من جانبها، ثمنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” جهود السلطات التونسية في متابعة ملف اغتيال المهندس محمد الزواري، وقال المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم في تصريح نشره عبر “تويتر” تعقيبا على مؤتمر وزارة الداخلية التونسية الذي كشف فيه عن تفاصيل عملية الاغتيال: “نثمن جهود السلطات التونسية في متابعة ملف اغتيال المهندس الزواري وكشفهم عن المجرمين المتورطين في هذه الجريمة”.

وأضاف برهوم: “المطلوب ضرورة ملاحقة هؤلاء المجرمين ومحاكمتهم وتقديمهم للعدالة، والعمل على فضح الاحتلال الإسرائيلي المسؤول الرئيس عن هذه الجريمة”.