“جاتوه جمعة”.. السيسي يستعين بـ”تامر حسني” لمواجهة ارتفاع الأسعار!

- ‎فيتقارير

خرج علي جمعة، مفتي العسكر السابق، على شاشة سي بي سي، داعيًا المصريين إلى تناول بدائل “البروتين” وخاصة الدواجن واللحوم، وخرج المفتي السابق، بحوار مليء بالسخرية من الشعب المصري الذي يعاني من ارتفاع في الأسعار وخاصة اللحوم، وإذ به يقول في برنامج “والله أعلم”: سمعت واحدة بتقول إنكم بتقولوا بلاش لحمة، أمال حناكل إيه ..لامش كدة ربنا خلقنى وأن الإنسان محتاج 3200 سعر فى جسمه، ثم أردف: حتة الجاتوه 900 سعر حراري، يعنى لو أكلت حتتين مش حتعشي، ولا حافطر، ولا حتعمل حاجة، ثم استشهد بقول الله تعالى “لئن شكرتم لازيدنكم”.

واستدعى العسكر أذرعهم في الغناء للمساعدة في تهدئة الشعب ومنحه جرعة مخدر، وعلى منوال “جاتوه جمعة” حقق كليب أغنية “عيش بشوقك” للمطرب المؤيد للانقلاب تامر حسني، ما يقرب من مليون مشاهدة على “يوتيوب” بعد ساعات قليلة من طرحه، وباتت خيارات حكومة الانقلاب في التعامل مع أي رد فعل شعبي تحسبا لحدوث أي انفجار؛ نتيجة رفع الدعم عن الطاقة الوقود والمياه محدودة، بعد أن عجزت عن الوفاء بوعودها في تحسين معيشة المواطنين، أو توفير حلول اقتصادية واجتماعية جذرية تحميهم من فخ الغلاء والفقر، إلا من خيار واحد.

الغناء أو الاعتقال!

وقال خبراء سياسيون واقتصاديون إن التعامل الأمني أصبح هو الخيار الوحيد للعسكر حتى لا يخرج التذمر الشعبي عن السيطرة، أو يترجم إلى غضب في مظاهرات أو وقفات أو حتى اعتصامات أو إضرابات، ويدعو تامر حسنى خلال الألبوم الجديد لعلاج الفقر والجوع وغلاء الأسعار باللامبالاة والضحك، بمعنى لو صرخ طفلك طالبا الحليب او الطعام أو الدواء، فكل ما عليك أن تتجاهل بكاءه وتدير أغنية تامر التي تقول كلماتها: “لو الدنيا مغلباك ووخداك غسيل ومكوة البس لها الوش الفرايحي.. وإن كنت مفلس خالص مثل ع الدنيا فى عز الفقر أنك سعادة البيه .ومتخليش حد يقولك شايل طاجن ستك ليه .وبشوقك عيش بشوقك .ودماغك املاها على ذوقك .وبشوقك عيش بشوقك وساعتها هيمشى سوقك”.. وربما ساعتها تنسى زوجتك غلاء الخضار واللحوم والملابس وفواتير الكهرباء والغاز، وتقوم هى الأخرى لترقص معك على أنغام تامر حسني.

وعلى أنغام أغنية “عيش بشوقك” تساءل مراقبون: ألم يدهس السفيه عبد الفتاح السيسي جماهير انقلاب الثلاثين من يونيو – أيضاً- تحت جنزير الغلاء والفقر والعوز كما دهس خصومه تحت جنزير الدبابات؟

ألم يتسع نطاق الفقر في مصر بينما امتلأت جيوب الجنرالات بخمسة عشر زيادة في الرواتب وآلاف المشروعات التي استندت إليهم بالأمر المباشر؟

أين ذهبت عشرات المليارات من الدولارات التي حصل عليها السفيه السيسي من الخليج ولماذا لم يرى المواطن المصري منها شيئا؟

 

ولماذا انخفضت إيرادات قناة السويس؟

ألم يحول السفيه السيسي مصر إلى سجن كبير؟

وأثارت موجات غلاء الأسعار المتتالية في مصر، غضب الكثير من المصريين من الجانبين المؤيد للانقلاب والمعارض له، الذين لم تُبقي لهم سياسيات حكومة الانقلاب أي منفذ لعدم التذمر أو الامتناع عن رفض خوفًا من التبعات القضائية، وقامت حكومة الانقلاب الجديدة التي عينها السفيه السيسي، برفع أسعار الوقود بشكل مفاجئ، بنسب تتراوح بين 17.5% و 50.6% في مسلسل طويل من رفع الأسعار وإزالة الدعم عن المنتجات الأساسية بحجة الالتزامات أما صندوق النقد الدولي.

دماغ العسكر

وهذه هي المرة الرابعة التي ترفع بها سلطات الانقلاب أسعار الوقود منذ استيلاء السفيه السيسي على الحكم عام 2014، وفي الثالث من يوليو 2013 انقلب وزير الدفاع في ذلك الوقت السفيه السيسي على أول رئيس مصري مدني منتخب في تاريخ مصر محمد مرسي، واحتجزه في مكان غير معلوم، وعطّل العمل بالدستور، وصدرت أوامر باعتقال المئات من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين أحيلوا لاحقا إلى المحاكمة، وصدرت أحكام بإعدام العديد منهم.

وتجدر الإشارة إلى أن سلطات الانقلاب رفعت أسعار الكثير من المواد الاستهلاكية الأساسية في المدّة الأخيرة، كالكهرباء وأسعار وسائل التنقل المتنوعة والماء وغيرها بحجة “سداد” الديون المتراكمة على العسكر، وشكك خبراء اقتصاديون في قدرة برنامج حكومة الانقلاب على تحقيق توزان بين رغبة الدولة في التخلص من أعباء الدعم الذي يعتمد عليه محدودو الدخل، وبين وعودها في القضاء على الفقر الذي اتسعت رقعته؛ بعد سلسلة الإجراءات الاقتصادية القاسية.

وزعم رئيس حكومة الانقلاب مصطفى مدبولي، خلال عرض برنامج حكومته أمام برلمان الدم، أن هناك توسعا في برامج الحماية الاجتماعية، وتوفير مظلة تأمينية للمصريين في الخارج، وتطوير منظومة الخدمات التموينية، الأمر الذي قابله محللون بتشكيك وتفنيد، وقال رئيس اللجنة المالية والاقتصادية، بمجلس الشورى السابق، محمد الفقي، إلى وجود خيارين، أحدهما خاص بنظام شرعي منتخب، والآخر بنظام انقلابي عسكري، قائلا: “أي نظام سوي منتخب لم يكن ليقدم على تلك الخطوات؛ لأنه يعلم أن هناك برلمانا سوف يحاسبه، وأنه يجب أن يفي بوعده للشعب الذي انتخبه، وأن يقدم تعويضا عينيا أو ماديا للفقراء من خلال قاعدة بيانات كاملة”.