جامعة “ليفربول” تتراجع عن إنشاء فرع لها في مصر .. ما علاقة “ريجيني” بالموضوع؟   

- ‎فيتقارير

كشفت صحيفة الجارديان البريطانية أن جامعة ليفربول  تراجعت عن خطط لها بفتح فرع في مصر، بعد تعرضها لانتقادات حادة من أكاديميين وطلاب بسبب الانتهاكات الحقوقية في مصر.

وقال متحدث باسم الجامعة: ” قامت جامعة ليفربول بعمل مسح لتقييم إمكانية شراكة تعليمية في مصر، بعد دراسة متأنية لهذه المعلومات، قررت الجامعة عدم مواصلة هذا المشروع”.

هذا القرار لاقى ترحيبا من معظم الأكاديميين بالجامعة حيث علَّق ليون روشا، وهو محاضر في التاريخ في جامعة ليفربول، وأحد الموقعين على خطاب معارضة إنشاء فرع لها في مصر، مرحبا بهذا الإعلان عن التراجع عن المشروع.مضيفا أن “الضغط من موظفي الجامعة والانتقادات في وسائل الإعلام يبدو أنه أعطاهم وقفة للتفكير”.

أسباب التراجع

وتعزو صحيفة الجارديان أسباب تراجع جامعة ليفربول إلى عدة عوامل: أولا أن هذه الخطوة تأتي في سياق اتهامات لاحقت جامعات بريطانية رائدة بالتغاضي عن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر، سعيا وراء فتح أفرع لها في بلاد تسيطر عليها نظم سلطوية.

ومن الأسباب التي دعت جامعة ليفربول إلى التراجع ما تم من تسريبه من وثائق مؤرخة في 26 سبتمبر الماضي  لكبار المسئولين التنفيذيين بالجامعة، تحذر من مواجهة مخاطر محتملة؛ منها التعرض لأضرار تمس السمعة بسبب هذا المشروع”.

أما العامل الثالث فيتعلق  بأن هذه الوثائق تشير إلى أن “البيئة السياسية والتشغيلية” في مصر كانت “مليئة بالتحديات”. بخلاف أن إنشاء فرع للجامعة البرطانية سوف يستوجب التعامل مع حكومة العسكر في مصر،  ما قد يجلب أضرارا محتملة على جامعة ليفربول.

 ريجيني جديد

كانت صحيفة الجارديان  قد نشرت مسبقًا رسالة وجهها 200 أكاديمي بارز، وآخرون يعارضون التعاون مع  حكومة العسكر في مصر على خلفية أسئلة غير مجاب عنها حول اختطاف وقتل طالب الدكتوراه الإيطالي بجامعة كامبريدج جوليو ريجيني، بشكل غامض.

الرسالة التي بعث بها الأكاديميون لـ “الجارديان” جاء فيها أن “الحكومة البريطانية وبعض الجامعات تروج لإبرام شراكات بين مؤسسات التعليم العالي البريطاني ونظيرتها المصرية”. ذلك يتيح للجامعات البريطانية فتح فروع لها بالإضافة إلى أشكال أخرى من التعاون والبحث العلمي.

معارضو هذا التوجه انتقدوا قيام بعثة بريطانية –مدعومة حكوميًا- قوامها 11 أستاذا جامعيا بزيارة العاصمة المصرية القاهرة في 11 يوليو الماضي.

وتساءل الأساتذة في رسالتهم “ما الحكمة من التعاون مع نظام استبدادي يهاجم بشكل منهجي الأبحاث والتعليم والحرية الأكاديمية”؟

كانت جامعة ليفربول من بين المؤسسات المتهمة بالتعاون مع النظام المصري، ووقعت شراكة تتضمن التعاون والبحث العلمي و”تبادل الكوادر الأكاديمية، والطلاب.. مع إمكانية فتح فروع جامعية في مصر مستقبلا”. لكن معارضي التعاون الأكاديمي مع مصر شككوا في إمكان ضمان الأمن للكوادر التعليمية البريطانية أو طلبة الجامعات ضمن برامج تبادل الطلبة المتجهين لمصر، خاصة أن الطالب ريجيني -الذي تعرض للتعذيب- لقي مصرعه أثناء قيامه بأعمال تتعلق بالبحث الأكاديمي في القاهرة.

بالإضافة إلى تسليط الضوء على حالة جوليو ريجيني ، تحدث أولئك الذين شنوا حملة ضد خطط جامعة ليفربول أيضًا عن مخاوف أوسع نطاقًا بشأن الحرية الأكاديمية، ورفاهية الموظفين، والاتجاه نحو ما يقولون إنه تسويق التعليم العالي.