جينا هاسبل.. ماذا ينتظر العرب على يد امرأة سيئة السمعة؟

- ‎فيتقارير

بعد إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تعيين جينا هاسبل على رأس جهاز الاستخبارات “CIA” خلفًا لـ”مايك بومبيو”، تداول نشطاء صورة بالخطأ للمجندة الأمريكية “ليندي انجلاند” كانت تخدم في العراق واتهمت بالتعذيب في سجن أبو غريب، على أنها صورة لـ”هاسبل”، فهل تاريخ رئيسة المخابرات الأمريكية يختلف عن إجرام مجندة أبو غريب؟

منصب “مديرة سي آي إيه”، اعتادت الآذان أن تستمع إسناده إلى الرجال نظرا لطبيعة عمله شديدة الصعوبة والقسوة، ولكنه من الواضح أن الماضي الأسود للضابطة الاستخباراتية “جينا هاسبل” جعلها جديرة بتولي الجهاز كأول امرأة في التاريخي الأمريكي وفق قرار أصدره ترامب أمس، وعرف عن جينا هاسبل سمعتها السيئة في مجال التعذيب واستخدامها لأساليب مميتة في حق المعتقلين.

انضمت هاسبل لوكالة المخابرات المركزية عام 1985 واختيرت في فبراير عام 2017م لمنصب نائبة مدير وكالة الاستخبارات المركزية من قبل الرئيس دونالد ترامب، لتعتبر أول أنثى تشغل منصب ضابط في وكالة الاستخبارات المركزية، فيما رجحت بعض وسائل الإعلام الأمريكية أنها الثانية وليست الأولى.

تولت هاسبل داخل وكالة الاستخبارات المركزية منصب نائب مدير الخدمة السرية الوطنية، والخدمة السرية الوطنية للاستخبارات الأجنبية والعمل السري، كما تولت إدارة “عين القطة” السجن السري في تايلاند.

أبو غريب

أما المجندة الأمريكية “ليندي انجلاند”، كانت تخدم في العراق وأدينت بالتعذيب في سجن أبو غريب، وكان سجن أبو غريب شاهد نحس على عهد صدام حسين، وكانت وسائل الإعلام الأمريكية تتحدث عنه باستمرار باعتباره رمزا لعهد ولى إلى غير رجعة، وشاهدا على الديمقراطية والتحرر في العراق الجديد.

وقد شطرت قوات الاحتلال السجن إلى شطرين: الأول حولته إلى متحف تذكاري يشهد على فظائع صدام وزمرته، والثاني اتخذته معتقلا للأحرار من العراقيين الرافضين للاحتلال، ثم طلعت وسائل الإعلام الأمريكية يوم 20 يونيو 2003 بصورة نائب وزير الدفاع الأمريكي بول ولفويتز وهو يتبختر عند مدخل السجن، ليري العالم أنه حرر الشعب العراقي من ويلات ذلك السجن سيئ الصيت.

وأخذت العقيدة الأمريكية كاربينسكي -التي كانت المشرفة على السجن- مجموعة من الصحفيين في سبتمبر الماضي لتريهم “غرفة الإعدام” في سجن أبو غريب، حيث كان صدام يقتل خصومه السياسيين بدم بارد، وتقدم لهم مقارنة بين حاضر الاحتلال المشرق وماضي صدام المظلم.

لكن ما لم يتمكن الصحفيون من رؤيته هو الشق الأمريكي من السجن، الذي كانت تدور داخل زنازينه صنوف من التعذيب والإجرام يندى لها جبين التاريخ، وأن القادة الأمريكيين كانوا على علم وإحاطة تامة بها، لكنهم آثروا التستر على الجرم، ويكفي السجناء العراقيين شرفا أنهم كشفوا سوءة الاحتلال أمام بصر العالم كله، وما عليهم سوى أن يقدموا الشكر الجزيل لجلاديهم على ما أسدوه من خدمة جليلة حررت الأعين من سراب الأوهام، فرأى الجميع قسمات وجه المحرر القادم من وراء البحار، في وضح النهار.

من “أبو غريب” لـ”عين القطة”

يعرف عن “هاسبل” تورطها في الاتهامات الموجهة إلى “سي آي إيه” بتعذيب السجناء ضمن تقرير مجلس الشيوخ عن الاستخبارات حيث انها كانت تدير السجن التايلاندي سالف الذكر عام 2000 والذي تعرض المعتقلون به إلى عمليات الإيهام بالغرق وأساليب غير إنسانية للاستجواب.

أشرفت المديرة الجديدة للاستخبارات الأمريكية على التحقيقات الوحشية للمعتقلين أبو زبيدة وعبد الرحيم الناشري المتهمين بالتورط في الإرهاب في سجن تايلاند، كما كانت تصدر أوامر بتدمير شرائط الفيديو الخاصة بانتهاكات سي آي إيه داخل السجون والمعتقلات.

تعجبت وسائل الإعلام الأمريكية من الحماس غير المفهوم لهاسبل بشأن منصبها الجديد، متوجسة خيفة من نيتها استكمال أعمالها الوحشية في منصب أعلى كقائدة لـ “سي آي إيه”.

وقالت هاسبل في بيان رسمي: “بعد 30 عاما من العمل كضابط في وكالة المخابرات المركزية، كان لي شرف العمل كنائب للمدير إلى جانب مايك بومبيو خلال العام الماضي، أنا ممتن للرئيس ترامب على هذه الفرصة، ومتواضعة من ثقته بي، ليتم ترشيحي مديرا لوكالة المخابرات المركزية”،.

وبات السؤال الآن: ماذا ينتظر العرب على يد تلك السيدة التي كافآها ترامب على إجرامها وولاها جهاز الاستخبارات “CIA”؟