“حد السيف” تُسقط قائد وحدة “سيرت متكال”.. انتصار جديد لـ”كتائب القسام”

- ‎فيعربي ودولي

كشفت “كتائب القسام” الذراع العسكري لحركة “حماس”، أن عملية اقتحام وحدة خاصة من جيش الاحتلال لقطاع غزة، والتي أطلق عليها اسم “حد السيف”، واصلت إسقاط قادة في جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وقال الناطق باسم الكتائب “أبو عبيدة” في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، اليوم الأربعاء: “أسقطت المقاومة وصمود شعبنا من ورائها ليبرمان (وزير جيش الاحتلال السابق)، وها هي اليوم تسقط قائد وحدة سيرت متكال كنتيجة مباشرة لعملية حد السيف”.

وأضاف: “الفشل الكبير للاحتلال، والذخر الأمني لدى المقاومة في عملية حد السيف، لا زالت أصداؤه تسقط رؤوسًا ذاقت طعم الخزي والفشل أمام المقاومة”.

وشدّد المتحدث باسم “كتائب القسام” على أن “غزة وشعبها ستظل قاهرة للغزاة وأيقونة للنصر والصمود”.

يشار الى ان “حد السيف”؛ هو الإسم الذي أطلقته “كتائب القسام” على العملية العسكرية والأمنية الكبيرة التي نفذتها منذ كشف الوحدة الإسرائيلية الخاصة التابعة لوحدة “سيرت متكال” في 11 نوفمبر 2018، والتي تسلّلت إلى خانيونس جنوبي قطاع غزة، لتنفيذ عملية أمنية سرية.

وتمكّن مقاتلو “كتائب القسام” من إفشال مخطط إسرائيلي للتسلّل إلى قطاع غزة والتجسّس على المقاومة الفلسطينية؛ باعتراضهم قوة إسرائيلية خاصة دخلت إلى شرق خانيونس واشتبكوا معها، إلى درجة تدخّل الطيران الحربي الإسرائيلي لإخراجها من القطاع بعد شن عشرات الغارات الجوية، ما أسفر عن استشهاد سبعة مقاومين ومقتل قائد القوة الإسرائيلية برتبة مقدم وإصابة آخر بجراح، بحسب اعتراف الجيش الإسرائيلي.

قائد “سيرت متكال”

كانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية، قد كشفت أمس الثلاثاء، أن قائد وحدة النخبة الأولى المميزة في الجيش الإسرائيلي “سيرت متكال” قرر إنهاء خدماته العسكرية بعد شهرين من الآن.

وقالت الصحيفة ، إن هذه هي المرة الأولى منذ 23 عامًا التي يقدم ضابط بهذا المستوى في هذه الوحدة تحديدًا على الاستقالة من منصبه بنفسه، بدلًا من انتظار إكمال الفترة المحددة له في الخدمة العسكرية والانطلاق نحو أعلى المناصب في الجيش.

وأشارت إلى أن قائد الوحدة، هو من أوائل الضباط فيها، وكان مسؤولًا عن تسيير عملية خانيونس السرية الأمنية التي نفذتها قوة إسرائيلية من “سيرت متكال”، بعد تنسيق مع جهاز المخابرات “الشاباك”، والتي افشلتها حماس وقتلت قائدها ثم نشرت صور اعضاء الوحدة السرية ما جعل كشفهم في أي دولة عربية أمرا يسيرا ومن ثم عطل عملها السري.

وقالت القناة السابعة الصهيونية، إن قائد وحدة “سيرت متكال” العقيد “منشيه ح” قرر الاستقالة من الجيش، بموعد مبكر، بعد توليه لقيادة الوحدة لمدة 3 سنوات متواصلة، وأن هذه هي المرة الأولى منذ 23 عامًا الذي يقدم ضابط بهذا المستوى في هذه الوحدة تحديدًا على الاستقالة من منصبه بنفسه، بدلًا من انتظار إكمال الفترة المحددة له في الخدمة العسكرية.

وذكرت القناة السابعة، أن قائد الوحدة الذي يحظر كشف هويته، من الضباط المتميزين بالجيش الإسرائيلي، وأن استقالته تأتي في أعقاب الفشل بحادثة خانيونس، التي قتل فيها ضابطا من الوحدة برتبة مقدم.

وحدة عسكرية منتخبة

هي وحدة عسكرية منتخبة في “الجيش الإسرائيلي” وخاضعة مباشرة لهيئة الأركان العامة وتصنف مع دائرة المخابرات، وهدفها الأساسي والمركزي القيام بجمع معلومات استخبارية من عمق مواقع البلاد العربية، وفي الوقت ذاته القيام بتدريب أفرادها على كافة أنواع القتال البري، وخاصة ما تسميه إسرائيل “محاربة الإرهاب”.

وتأسست هذه الوحدة في العام 1957 بمبادرة من الرقيب ابراهام ارنان ودَمجت هذه الوحدة في صفوفها محاربين سابقين في سلاح المخابرات ومُسرّحي الوحدة 101 (الوحدة التي قادها ارئيل شارون)، ووحدة المظليين.

ولم تصادق الحكومة الصهيونية أو قيادة الجيش رسميا ونهائيا على هذه الوحدة إلا في نهاية الثمانينات من القرن الماضي، وخاصة في أعقاب انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الأولى.

أما خطط وفعاليات الوحدة فبقيت طي الكتمان حتى اليوم، وتتمحور نشاطاتها خلال فترات الهدوء في جمع معلومات استخبارية أو القيام بعمليات عسكرية محددة هدفها “مكافحة الإرهاب”، على حد ادعاء إسرائيل.

ونفذت الوحدة عمليات في عمق المواقع القتالية، كما حصل ويحصل في الأراضي الفلسطينية أو في لبنان (خلال حرب تموز 2006 -عملية بعلبك، حيث تم اختطاف عدد من المواطنين اللبنانيين وحين تبين أنهم ليسوا الهدف المنشود تم تحريرهم وأعلنت قيادة الجيش والحكومة الإسرائيلية عن فشل العملية، واختطاف ابن اخت أحمد جبريل من مطار طرابلس سنه 1983).

إيهود باراك

ومن بين الشخصيات العسكرية البارزة الذين قادوا هذه الوحدة وتخرجوا منها: ايهود باراك (قائد الوحدة ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش سابقا)، بنيامين نتنياهو (قائد فصيل سابق في الوحدة)، شاؤول موفاز (نائب قائد الوحدة ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش سابقا)، متان فلنائي (نائب قائد الوحدة سابقا)، موشي (بوغي) يعلون (رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الاسرائيلي سابقا).

ومن خريجي هذه الوحدة، أيضا، أفي ديختر رئيس جهاز “الشاباك” سابقا، وداني يتوم رئيس “الموساد” سابقا.

وما بين السنوات 1987-1989 كان قائد هذه الوحدة العقيد موشيه يعلون والذي أشرف بنفسه على عملية اغتيال خليل الوزير أبو جهاد في تونس، وكانت فترته من أكثر الفترات نشاطاً للوحدة.

ومن أبرز العمليات العسكرية التي قامت بها هذه الوحدة والتي أعلن عنها رسميا فيما بعد:

1. الهجوم على جزيرة غرين أثناء حرب الاستنزاف في العام 1969.

2. الانقضاض على طائرة “سابينا” المختطفة في مطار اللد في العام 1972.

3. اختطاف عدد من ضباط المخابرات السورية العاملين في جنوب لبنان في العام 1972 بهدف المساومة بهم لإطلاق سراح طيارين اسرائيليين في الأسر السوري.

4. عملية “ربيع الشباب” (هكذا سمتها قيادة هذه الوحدة) في لبنان في نيسان 1973 والتي قادها ايهود براك وتم خلالها اغتيال قياديين بارزين في منظمة التحرير الفلسطينية وهم: يوسف النجار وكمال ناصر وكمال عدوان.

5. عملية “يونتان” أو عملية عنتيبي في اوغندا، وسميت على إسم يونتان نتنياهو (شقيق بنيامين نتنياهو) قائد الوحدة الذي قادها بهدف إطلاق سراح مختطفي طائرة “اير فرانس” في مطار اوغندا، وقتل خلالها.

ذهول من كشف صور ضباط الوحدة الخاصة

كتائب القسام

ونشرت كتائب القسام صورا لأفراد الخلية الصهيونية عبر حساباتها على مواقع التواصل، قالت انها حول عملية حد السيف التي أفشلت مخططاً صهيونياً خطيراً

وقال المحلل الفلسطيني الدكتور صالح النعامي أن هناك ذهول في إسرائيل من نجاح “كتائب القسام”، من الكشف عن صور ضباط الوحدة الخاصة التي تسللت الأسبوع الماضي إلى قطاع غزة لأنه يدلل على تمكن “الكتائب” من تتبع خط سير تحركات الوحدة أثناء تواجدها في القطاع.

وأضاف أن هذا يعني أن المعلومات التي لدى الكتائب تتجاوز بكثير تلك المتعلقة بظروف الاشتباك، وهذا ما سيمكن الكتائب من كشف طبيعة المهام التي حاولت الوحدة تنفيذها، إلى جانب طرائق العمل المتعلقة بها،

ووصف “النعامي” هذا الكشف بأنه “سدد ضربة للجهد الاستخباري والعسكري، على اعتبار أن أعضاء الوحدة عادة ما ينفذون عمليات سرية في العديد من الدول ..وهذا يعني أن قدرة هذه الوحدة على تنفيذ مهام في هذه الدول سيكون محفوف بالمخاطر على اعتبار أنه سيسهل الكشف عنهم”.

وتابع: “سؤال المليار دولار بالنسبة لإسرائيل هو كيف تمكنت “الكتائب” من الحصول على هذه الصور، سيما وأن بعض الصور، على ما يبدو التقطت خارج إطار العمل، وبالتالي لا يمكن الحصول عليها من خلال كاميرات المراقبة”.

تقنيات تكنولوجية

وعلق “ألون بن ديفيد” المحلل العسكري الصهيوني على كشف القسام صور الوحدة الإسرائيلية بقوله: “يبدو أن حماس تمتلك تقنيات تكنولوجية عالية جدا تمكنها من الحصول على هذه المعلومات السرية والحساسة جداً”.

دلالات الفشل الصهيوني

وكانت “كتائب القسام” الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، قالت في بيانها حول العملية “إفشالها مخططا اسرائيلي عدوانيٍ كبير استهدف خلط الأوراق ومباغتة المقاومة وتسجيل إنجازٍ نوعي”، ووصفت العملية بأنها “عملية من العيار الثقيل كانت تهدف إلى توجيه ضربةٍ قاسيةٍ للمقاومة داخل قطاع غزة”.

فالقوة الاسرائيلية المتسللة “اكتشفتها قوةٌ أمنية تابعة لكتائب القسام وقامت بتثبيت المركبة والتحقق منها، وحضر إلى المكان القائد الميداني نور الدين بركة للوقوف على الحدث”، ما يعني انها لم تنجح في خداع حماس.

وحاولت هذه القوة الانسحاب بعد الاشتباك مع قوة القسام، وقتلها اثنين منهم وهي تهرب، وهو ما يفسر القصف الجوي العنيف للتغطية على انسحابهم وتحليق الطيران الحربي على علو منخفض جداً بشكل غير مسبوق مما أسفر عن قتل 5 أخرين من المقاومين، واعتراف الجيش الصهيوني أن القوة الإسرائيلية الخاصة “كانت في عملية طويلة … وتمكنوا من الفرار إلى إسرائيل بعملية معقدة”.

والحديث عن مقتل قائد الوحدة الصهيونية واصابة أخر عمق من فشل العملية وما خطط له الاحتلال، ما اوقع الاحتلال في ورطة، بدل أن يعتبر العملية نجاحا اسطوريا لجيش الاحتلال وللقادة الصهاينة يتغنون بها قبل تنفيذ اتفاق التهدئة مع غزة.

وأثارت العملية تساؤلات وألغاز، فقد حاول الفريق الصهيوني التغلغل داخل غزة بسيارة قيل إن أحد العملاء وفرها لهم، وقصفها الاحتلال بالطائرات عقب العملية ليمحو أي اثار للفريق والعميل، وقيل إنهم كانوا يرتدون ملابس النساء للتغطية على تسللهم، ورغم هذا فوجئوا بواقع مختلفة، بحسب ما قاله قادتهم لتبرير فشل تحقيق الهدف الأصلي من العملية، وتصدي لهم القيادي محمد بركه بنفسه بسلاحه وربما يكون هو من قتل بالمقابل القائد الصهيوني واستشهد لاحقا.

ورغم التعتيم على تفاصيل الوحدة الصهيونية التي قامت بالعملية، تحدثت مصادر إعلامية فلسطينية وإسرائيلية أن وحدة “سيرت مكال” الخاصة التابعة لجيش الاحتلال هي من نفذت عملية غزة والاشتباك مع عناصر كتائب القسام شرق خانيونس الليلة الماضية.

أهداف العملية الصهيونية

ويمكن تلخيص الاهداف المحتملة للعملية الصهيونية على النحو التالي:

1- اختطاف قيادي حمساوي سياسي أو عسكري كبير للمقايضة عليه مع المقاومة خلال عملية التفاوض القادمة، دون أن يضطر الاحتلال لإطلاق سراح مئات الاسري المسجونين، ويخسر سياسيا ومعنويا، كما حدث في صفقات التبادل السابقة.

2- القيام بعملية زرع أجهزة تجسس وتصنت عالية الدقة تستخدم في جمع معلومات عن تحركات المقاومة وربما تحديد أماكن عناصر كبيرة في المقاومة لاستهدافها بالقصف الجوي.

3- قال المحرر العسكري لصحيفة “هآرتس” عاموس هرئيل أن الهدف ربما يكون “عملية لجمع المعلومات، مرتبطة بالبنية العسكرية لحماس – الانفاق، تطوير السلام”، وربما تتعلق بمعلومات مرتبطة بمشكلة مقلقة اخرى لإسرائيل في قطاع غزة وهي الأسرى والمفقودين، وأنها ليست عملية تصفية، لأن “نتنياهو غارق جدا في جهود التسوية مع حماس الى درجة لا تسمح له بالقيام بخطوة كهذه”.

4- اعلان كتائب القسام أن هدف العملية “خلط الأوراق ومباغتة المقاومة وتسجيل إنجازٍ نوعي”، يؤشر لأن الهدف ربما تنفيذ عمليات اغتيال كبيرة ولصقها في أحد اجنحة المقاومة بغرض جلب صراع داخلي في غزة و”خلق الأوراق”، أو تسجيل انجاز نوعي دعائي لنتنياهو وليبرمان قبل بدء اتفاق التهدئة مع غزة بوساطة مصرية بحيث يخرج الاحتلال من التهدئة كأنه فائز.

(الخلاصة)

أن ما حدث يؤكد بشكل عام، أن المقاومة يقظة وأياديها على الزناد ولا تأمن مكر أو غدر الاحتلال، وأنها تُحكم قبضتها على قطاع غزة، بدليل اكتشافهم تسلل الوحدة الصهيونية وحصارها والاشتباك معها وقتل قائدها واستمرارها في مطاردة الوحدة الصهيونية حتى السلك الشائك، بل واستهداف الطائرة المروحية التي اعادت الفريق الصهيوني دون اصابتها.

وأنه رغم الفارق الكبير في توازن القوي بين المقاومة وامكانيات غزة الهزيلة مقارنة بالاحتلال وخزائن أسلحته الفتاكة، إلا أن الاحتلال لم ينجح في الدخول والخروج دون اكتشافه، وجري التعامل معه وقتل أحد كبار ضباطه، ما يؤكد أن غزة والمقاومة في تطور مستمر في الاستعداد القتالي.