حريق نوتردام.. هل أيقظ إنسانية معدومة عند ديكتاتور قاتل مثل السيسي؟

- ‎فيأخبار

دبّت الإنسانية المعدومة فجأة في عروق جنرال إسرائيل السفيه السيسي، وأعرب عن تضامن عصابة الانقلاب مع فرنسا عقب حادث حريق كنيسة نوتردام، التي يشتري السلاح من مخازنها بمليارات الدولارات، بينما تدعم باريس إجرامه في المحافل الدولية وتحول بينه وبين العقوبات، وتموله بأجهزة التعذيب والقمع.

وكتب السفيه على موقع “تويتر” تغريدة، رصدتها “الحرية والعدالة”، حاول أن يسكب فيها جالونات السهوكة التي كان يدخرها للمصريين، وقال: “تلقيت بحزن بالغ نبأ حريق البرج التاريخي بكنيسة نوتردام.. فقدان ذلك الأثر الإنساني العظيم خسارة فادحة لكل البشرية.. أُعلن تضامني وتضامن الشعب المصري مع الأصدقاء فى دولة فرنسا.. متمنيًا تدارك آثار هذه اللحظة الإنسانية بالغة التأثير بأسرع ما يُمكن”.

ديكتاتور مخبول!

انفصام الشخصية ومعاقرة الكذب هو ما يقوم به السفيه السيسي، ولا يختلف عما يقوم به عادة الحكام المستبدون الفاشلون، حينما يواجهون مشكلات عويصة في بلادهم، ويعجزون عن تقديم الحلول لها؛ فالسفيه السيسي الذي يتميز بالعجز والفشل، والذي تحول إلى أضحوكة في البرامج التلفزيونية الساخرة في معظم أنحاء العالم، قرر التوجه بإنسانيته المعدومة إلى الخارج، سعيا للهروب من مشاكل الداخل الذي أصبح عاجزًا عن تقديم أي حلول أو إصلاحات لها.

ولأنه أصبح فاشيًّا في استبداده وظلمه، فلم يعد يهمه أن تذهب إنسانيته وسهوكته للدول التي تدعم انقلابه، مثل فرنسا، بينما يقتصر في جرائمه على المصريين، وقرر أن يواجه أي شعب عربي آخر يفكر في أن يستعيد حريته وكرامته، ولأنه دمر الجيش المصري وحوله إلى قتلة، حينما دفعهم إلى الخروج إلى الشوارع وملاحقة الشعب وقتله.

وحينما تتحول الجيوش إلى قتلة للشعوب، فإنها تكون قد خسرت مكانتها التي تقوم على حماية الشعب وليس قتله، هؤلاء الذي شاركوا في قتل المصريين، طوال السنوات الستة الماضية، انتقلوا الآن ليقتلوا الشعب الليبي والسوري والعراقي، ليصبحوا مجرمي حرب دوليين، وهذا يعني أن نهايتهم قد اقتربت وإن بقوا إلى حين.

تقول الكاتبة الصحفية نادية أبو المجد: “تغريدة السيسي عن حريق كاتدرائية نوتردامِ ذكر فيها كلمة “الإنسانية” مرتين.. فكرتني بمجزرة رابعة التي قتل فيها حوالي 1000 إنسان مصري خلال 12 ساعة، غير المجازر الأخرى والقتل خارج القانون.. ورده على الانتقادات الغربية لانتهاكات حقوق الإنسان في مصر (لن تعلمونا إنسانيتنا)”.

سهوكة نوتردام

أعلنت فرق الإطفاء في العاصمة الفرنسية، فجر الثلاثاء، عن أنّ الحريق الضخم الذي اندلع في كاتدرائية نوتردام في باريس، مساء الإثنين، ودمّر أجزاء كبيرة منها أصبح “تحت السيطرة” وتم “إخماده جزئيا”، وقال المتحدث باسم فرق الإطفاء “الليفتنانت”، كولونيل جابريل بلوس، لوكالة فرانس برس: إنه “تمت السيطرة بالكامل على الحريق. لقد أخمد جزئيًّا، وهناك بؤر لا تزال مشتعلة نعمل على إخمادها”.

وفي السياق ذاته، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدى تفقده الكنيسة، عن أنّ “الأسوأ تم تجنّبه في الحريق الضخم الذي اندلع مساء الإثنين في كاتدرائية نوتردام بوسط باريس، وأدّى إلى انهيار برجها وسقفها”، واعدًا بإعادة بناء المعلم التاريخي الذي سبّب احتراقه صدمة وحزنًا في العالم أجمع.

ويقول الكاتب الصحفي المعارض سليم عزوز: “السيسي يتألم لحريق كنيسة نوتردام.. دع لنا نحن هذه الطلعة، فعدد المتألمين المصريين أكثر من عدد مؤيدي التعديلات الدستورية! ماذا فعلت للحفاظ على الآثار المصرية، والتي هي أقدم من كنيسة نوتردام، والتي كانت قبلك تهرب بالقطعة فصارت في عهدك يجري تهريبها بالُشحنة.. لا تهرب بعيدا!”.

وتقول الناشطة السياسية زهرة عبد الله: “السيسي يغرد تضامنًا مع فرنسا في حريق نوتردام.. هو السيسي لما محطة مصر ولعت ومات فيها 57 بني آدم.. كتب تغريدة ونعى فيها أهل الضحايا؟ أصل أنا ناسية”.

أحرقك الله يا سيسي

ورد الداعية السعودي سعيد بن ناصر الغامدي، على تغريدة السفيه السيسي المتضامنة مع حريق كاتدرائية نوتردام، قائلا: “وماذا يا سيسي عن قتلك وحرقك للمعتصمين في رابعة والنهضة؟ تتباكى على احتراق كنيسة! وتنسى الجثث المتفحمة لمسلمين مسالمين قتلتهم وشويتهم بالنار، وأحرقت قلوب أهاليهم وآلاف المسلمين الذين يدعون عليك أن: أحرقك الله وأحرق كل من أعانك أو دافع عنك”.

ويقول الناشط السياسي صاحب حساب قلم حر: “السيسي عن حريق كنيسة نوتردام: خسارة فادحة لكل البشرية؟ طيب والمسجد اللي ضربته الطيارات الغربية في سوريا وقُتل فيه أكثر من 200 شهيد مش خسارة فادحة، وضرب مسجد رابعة وحرقه مش خسارة فادحة للبشرية؟ ملعون أبو أم البشرية المقصورة على غير المسلمين”.

ولم يكتف السفيه السيسي بجرائمه التي يرتكبها ضد المصريين، منذ أن أطاح بانقلاب عسكري في 3 يوليو 2013، بأول رئيس مدني منتخب انتخابًا حرًا بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، حيث استباح دماء المصريين وأموالهم وأعراضهم، وإنما تحول جنرال إسرائيل الذي ينتقل من فشل إلى فشل، إلى مجرم حرب دولي، يوزع جرائمه على الشعوب العربية الأخرى التي حاولت أن تنتفض ضد الطغيان والظلم والاستبداد.

لا إنسانية للعرب!

وفي حواره الذي أجراه خلال زيارته للبرتغال، نوفمبر 2016، دعا جنرال إسرائيل السفيه السيسي بشكل علني ومباشر إلى دعم ما أسماها الجيوش الوطنية في كل من سوريا وليبيا والعراق، وهذا يعني باختصار دعم نظام الأسد الذي يقتل الشعب في سوريا ودعم نظام الميليشيات الذي يقتل ويهجر ويصفي سنة العراق، ودعم جيش حفتر الذي يمارس جرائم الحرب ضد الشعب الليبي.

ونشرت وقتها صحيفة “السفير” اللبنانية، الموالية للسفاح بشار، أن السفيه السيسي أرسل ثمانية عشر طيارًا مصريًّا وعددًا من كبار ضباط الأركان إلى سوريا للمساهمة في دعم نظام الأسد وقصف المدنيين وتدمير ما تبقى من سوريا، وكانت معلومات صحفية غربية أشارت عدة مرات من قبل إلى الدعم الكبير الذي يقدمه السفيه السيسي لجيش حفتر الانقلابي الذي يدمر ليبيا ويمارس بها جرائم حرب بشع.

وفي خضم أزمة سابقة مع الرياض، نشرت تقارير عديدة أن السفيه السيسي، قدم دعما عسكريا لنظام الميليشيات الشيعي الذي يحكم العراق، ويبيد السنة مقابل مفاوضات تجرى بينه وبين هذا النظام، من أجل إمداده بالنفط، بعدما أوقفت السعودية الدعم الذي كانت تقدمه له، مما أدى وقتها إلى تضاعف سعر مشتقات البترول في مصر وتفشي موجة غلاء هائلة.