“حفتر” يكرر جرائم “القذافي”.. الصحافة العالمية: جنرال أجير لعدوان خماسي على طرابلس

- ‎فيعربي ودولي

إلى الآن لم يظهر الجنرال الأجير الذى يقود الثورة المضادة وداعميها الدوليين خليفة بلقاسم حفتر أي علامات على التراجع، رغم أن قواته التي تهاجم طرابلس من الجنوب والغرب تباطأت في الأيام الأخيرة، بسبب مقاومة الميليشيات التي كانت في كثير من الأحيان على خلاف مع بعضها البعض لكنها اتحدت لمواجهة العدو المشترك.

إلى أين يصل هجوم حفتر؟

يجيب فيصل القاسم الإعلامي بالجزيرة، متسائلاً: “ألا يعمل هذا الجنرال أجيراً عند قوى دولية وعربية لإعادة البلاد إلى ما هو أسوأ من عهد القذافي؟”.

غير أن إعلام الجزيرة يواجه لدى البعض تصنيفا ما، مشيرا إلى أن الصحيفة الامريكية “وول ستريت جورنال” قالت إن من يدفعون للأجير تعهدوا بتمويل عملية استعادة مليشيات الكرامة برئاسة حفتر السيطرة على طرابلس.

سلمان ونجله

وكشفت “وول ستريت جورنال” في تقرير لها عن وعود قدمتها السعودية، لتقديم الدعم المالي للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، في حربه التي يشنها على العاصمة الليبية، وذلك أثناء زيارته للرياض، قبل أيام من انطلاق العملية.

وأضافت أن عصابة حفتر التي قتلت أسرى قوة حماية طرابلس الليبيين، تلقى قائدها حفتر دعما جويا من الإمارات ومصر استنادا إلى لجنة تابعة للأمم المتحدة مهمتها مراقبة حظر الأسلحة في ليبيا.

ونقلت “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين سعوديين تأكيدهم أن “السعودية عرضت على حفتر قبل أيام من شن قواته حملة ضد طرابلس عشرات الملايين من الدولارات لتمويلها وقبل العرض خلال زيارته للسعودية ٢٧ مارس الماضي.

من جانبها استنكرت هيئة علماء السعودية –معارضون خارج المملكة- مساندةَ نظامٍ الملك سلمان ووليِّ عهده لـ خليفة حفتر الخارج على النظام الشرعي في ليبيا.

الشريك الإماراتي

من جانبها، تواصل الإمارات اللعب بدماء الشعب الليبي، وتقلع مقاتلاتها من مطاراتها لضرب الشعب الليبي، أو ترسل أسلحة إلى العميل حفتر لتظل ليبيا ساحة حرب.

ورصد خبراء جويون من خلال موقع رادار، طائرتين قادمتين من أبوظبي تهبطان في مطار بنينة ببنغازي تحملان ضباطا إماراتيين مختصين في تسيير طائرات دون طيار.

كما كشفت قوات حماية طرابلس عن لقطات فيديو ومصورة لقوات حفتر التي تم أسر البعض منها وتسليم آخرين أسلحتهم لقوة حماية طرابلس وفي صفوفها عشرات العربات المصفحة والتي قدمتها الإمارات لحفتر لغزو طرابلس، كما توصلت صحيفة الجارديان البريطانية إلى أن الإمارات قامت بتحديث قاعدة الخادم في بلدة المرج التي يعمل منها حفتر بدعم مالي من الإمارات.

ونسبت الجارديان إلى أبحاث وزارة الخارجية البريطانية وتحقيق لجنة في الأمم المتحدة إن الإمارات هي أكبر داعم لخليفة حفتر على أمل تقديمه قيادة معادية للجهاديين.

ونشرت الحكومة البريطانية في 2018، تقييمها حول ما حدث خطأ في ليبيا وتوصلت إلى أن “أكبر رصيد لحفتر هو الدعم العسكري والمالي والسياسي الذي حظي به من أبوظبي والقاهرة والذي فاق أي دعم لقيه أي من اللاعبين على الساحة الليبية.

ووجدت تقارير أممية للجنة حظر تصدير السلاح إلى ليبيا أن الإمارات مصر قدمتا السلاح لحفتر وبدرجة أقل زودت كل من قطر وتركيا حكومة الوفاق الوطني الليبية التي تدعمها الأمم المتحدة بالسلاح وفرض حظر تصدير السلاح إلى ليبيا عام 2011 ثم شدد في عام 2014.

 

غطاء روسي فرنسي

ولا تخف روسيا دعمها المباشر لخليفة حفتر بعكس الدعم غير المعلن من فرنسا التي رصد الثوار مشاركتها في غرفة عمليات الهجوم على طرابلس.

وكشفت تقارير أن السعودية مولت حفتر بملايين الدولارات للاستعانة بمرتزقة روس وتشاديين وأفارقة عموما، رغم أن بعض الخبراء الروس يرون أن الدعم الأهم لحفتر من روسيا هو الدعم الدبلوماسي الذي لن تتخلى عنه حتى لا تميل الكفة العسكرية ضده أو خرج منهزما من المعركة.

وقالت صحيفة “نيزافيسيمايا جازيتا” إنه في حالة النجاح العسكري، سيبسط حفتر، على سبيل المكافأة، السيطرة على كامل البلاد تقريباً وسينال لقب الديكتاتور. وفي حال فشله، قد يخسر كل شيء، ويبقى بلا حيز من الوقت لاستعادة مواقعه”.

وترى الصحيفة أن حفتر ارتكب خطأين، أولهما سوء تقديره لمواقف حلفائه، مثل فرنسا ومصر والإمارات، الذين لا يرغبون في إفساد العلاقات مع الآخرين من أجله، وثانيهما المبالغة في تقييم إمكاناته العسكرية التي لن تكفي لإلحاق هزيمة مرة واحدة بالعدو، فما بال بسط السيطرة الدائمة على أراضٍ واسعة.

غير أن موقع “العربي الجديد” نقل عن صحيفة “جازيتا رو” الروسية الإلكترونية تحذيرها من أن تؤدي الصراعات الليبية الداخلية إلى “مواجهة لا تقل نطاقاً عن الحرب في سورية”، في ظل وقوف مختلف القوى الإقليمية والدولية وراء أطراف النزاع.

وتشير الصحيفة إلى أن روسيا لم تخفِ يوما تعاطفها السياسي مع حفتر، مذكّرة بأن كبار المسئولين الروس، بمن فيهم وزير الدفاع سيرغي شويغو، عقدوا محادثات معه مرارا.

طرابلس الرافضة

في مجمل الأخبار التي تأتي من طرابلس يحمل معظمها نواحي إيجابية بتفوق على الأرض لقوات حماية طرابلس المؤلفة من تجمع فصائل ثورية وعسكرية تنضوي تحت راية ثوار فبراير يساندهم الجماهير في الغرب الليبي عموما أمام حفتر الذي يقتل أطفال ليبيا أسوة بما فعل القذافي في 2011.

وتجمع اليوم الجمعة مئات المحتشدين في ساحات التظاهرات بميدان الشهداء بوسط طرابلس وأخرى من أكبر ميادين مصراتة، يرفعون شعارات “نعم للانتخابات .. نعم لمدنية الدولة”، و”لا للانقلابات العسكرية … لا للعميل حفتر وعصابات النّظام السّابق”، كما حملوا لافتات تندد بداعمي حفتر في حربه على العاصمة روسيا وفرنسا والامارات والسعودية ومصر.

حفتر يقتل أطفال ليبيا