حكايات من المعتقل.. احضنيلى ماما يا فاطمة

- ‎فيحريات

تداول نشطاء فيسبوك، واقعة مؤثرة حدثت بالفعل أمام سجن العقرب، تكشف مدى القهر الذى يعيشه المعتقلون داخل السجون وخارجها، ومعاناة الأهالى والأسر فى لقاء ذويهم ومنع الزيارات عنهم.

من تلك القصص، ما كتبته إحدى الحرائر خلال زيارة شقيقها المعتقل بسجن “طره”، حيث كتبت فاطمة: “أمام باب سجن طره، زوجات وأخوات وأمهات كتير واقفين مستنيين ذويهم يخرجوا من العقرب، لأن ممنوع عنهم الزيارة. مستنيين عشان بس يسمعوا صوت بعض”.

وقالت: “مع إن أخى ليس ممنوعا من الزيارة، لكنى وجدت نفسي أخرج من الطابور، وأقف بتأهب معهم. حيث خرجت عربية (سيارة الترحيلات) وأخرى وثالثة، كان فيها شاب صوته مقهور ومشتاق. ظل ينادي يا فاطمة يا فاطمة بحرقة”.

وأضافت “لقتني أرد عليه بنفس الحرقة، بقوله أيوه سمعاك. صوت القهر سابقه، وحشتوني يا فاطمة، قلتله وإنت كمان ربنا يحفظك ويثبتك.. نصر الله قريب”.

وتابعت: “فقال لي (أحضنيلي ماما يا فاطمة.. احضنيلي ماما يا فاطمة).. كرر العبارة كتير، وأنا أجري خلف العربية لغاية ما سبقتني”.

وأكملت “وفى حرقة، جلست على حجر منهارة من العياط حتى سمع الأسر والأهالى “بكائي” بصوت عال”. وتكمل: “اللي يعرفني في الطابور كان مستغرب وعارفين إن إخواتي مش ممنوعين من الزيارة.. طيب بأكلم مين كده. واللي ميعرفونيش قالولي يقربلك إيه بقيت أقولهم “معرفوش معرفوش”!.

وتضيف: “أنا معرفش رديت عليه ليه ومعرفش هو بقاله (أد إيه) ما شفش النور، واتكلم مع حد من أهله. معرفش لو مكنش سمع إن حد من أهله كان بره هيحس بإيه”. مردفة “صوته كان شبه صوت (محمود) أخويا.. حسيت وقتها مينفعش أسيبه ينادي ومحدش يرد”.

وتستكمل حديثها: “شوية، وجدت سيدة وابنتها جايين يجروا وبيعيطوا وبيقولوا (الترحيلة) خرجت، وسمعت الأم تقول كان نفسي أسمع صوت “محمود” ابني”.

فاطمة تواصل القصة: “طلع اسمه “محمود” برضه، بصيت للبنت قلتلها إنت فاطمة قالتلي أيوه هو نده عليا؟.. قمت حضنت مامتها وفضلت أعيط بصوت أنا وهي كتير، وأخبرتها “محمود” بعت لك الحضن ده يا أمي قالي (أحضنيلي ماما). وقلت لأخته أنا فاطمة برضه، وأخويا معتقل واسمه “محمود”، وأنا اللي رديت عليه، قعدت تحضن فيا كتير”.

تواصل المفاجأة “طلعوا جايين من المنيا عشان بس يسمعوا صوت ابنهم، يعني كان لازم أرد على “محمود” وأعرفه إني أهله، إننا كلنا أهلكم والله”.