خلطة فوزية.. إرهاب في سيناء وطوارئ في القاهرة وبيادة تحكم!

- ‎فيتقارير

لا يختلف فيلم “خلطة فوزية” عما يدور في عقل قائد الانقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي، إذا كان له عقل من الأساس، فحتى تستمر سنوات بقاء الديكتاتور على عرش مصر، يجب أن تستمر عدة أشياء معاً، أهمها الإرهاب والغلاء والقمع، أما “فوزية” في الفيلم فلديها هى الأخرى خلطة سحرية – ليست دموية- تعينها على مواجهة الحياة، يبدأ الفيلم بداية سريعة جدا مثيرة وساخرة تستعرض خلطة فوزية ثم فجأة يقع الإيقاع ، تقريبا لا أحداث وإنما متابعة لحياة فوزية، وهذا ما تعيشه مصر مع خلطة السيسي!.

وجاء الهجوم العنيف الذي تعرض له الجيش، أمس السبت في سيناء وأسفر عن مقتل وإصابة 26 عسكريا، بالتزامن مع أول أيام إعلان المد الرابع بقرار السفيه السيسي لحالة الطوارئ، والتي أعلنت في أبريل 2017 إثر تفجيرين كبيرين شمالي البلاد، أسفرا عن مقتل وإصابة العشرات وتبناهما تنظيم “داعش”، واتضح فيما بعد أن أصابع الداخلية والمخابرات الحربية خلفه.

وقالت مصادر قبلية في سيناء اليوم الأحد، إن :”هجوما مسلحا تخلله تفجير سيارة مفخخة تعرض له أحد الارتكازات الأمنية التابعة لقوات الجيش في منطقة نخل وسط سيناء، ما أدى لمقتل وإصابة جميع من كان في المكان”، وأفادت مصادر طبية أن عدد القتلى بلغ 19 عسكريا بينهم ضباط برتب رفيعة، وإصابة 7 آخرين بجروح متفاوتة.

وأضافت المصادر أن :”سيارات الإسعاف بقيت تنقل الجثث والجرحى حتى ساعات الظهر»، مشيرة إلى أن «قوات الجيش فرضت طوقا عسكريا واسعا في المنطقة، ومنعت الشاحنات والسيارات من التحرك في الطرق المؤدية إلى مكان الهجوم”.

قمع متواصل

وجاء هذا الهجوم العنيف الأول من نوعه منذ بداية حرب التهجير القسري التي تشنها سلطات الانقلاب ضد السيناويين، على وقع الإعلان عن تجديد حالة الطوارئ ودخولها عامها الثاني، ما يشكل دليلا يواجه به السفيه السيسي منْ يعارض تجديد حالة الطوارئ، سواء داخل مصر او خارجها، بادعاء تعرضه لإرهاب كبير في سيناء، وأنه ما زال في حالة تستدعي فرض الطوارئ في كل أرجاء البلاد.

وقالت مصادر إن :”الجيش أوقف الحملات العسكرية التي كانت تستهدف قرى وأحياء مدينتي رفح والشيخ زويد منذ عشرة أيام على الأقل، في ظل المخاوف المتنامية من هجوم مباغت لتنظيم ولاية سيناء، وعلى إثر الخسائر البشرية والمادية التي تعرض لها الجيش المصري منذ بداية شهر مارس الماضي”.

ويبدو أن التنظيم “الشبح” الذي أوقف نشاطه أثناء مسرحية الانتخابات ، التي انتهت الشهر الماضي، أراد أن يرسل رسالة صاغتها المخابرات الحربية مفادها أن حالة الطوارئ هي الحل، وأنه سيواصل الهجمات رغم كل القمع ضد المدنيين في سيناء وبقية محافظات مصر، دعمًا لبقاء السفيه السيسي في الحكم الذي اغتصبه في انقلاب 30 يونيو 2013.

ومن اللافت أن الجيش لم يفرد بيانا لأي هجوم عسكري تعرض له منذ بدء عملياته كما جرى في الهجوم الأخير، وتم التركيز أن التفجير جاء بأحزمة ناسفة، فهي رسالة واضحة لكل العالم أن السفيه السيسي يواجه إرهابا لا يختلف عما تواجهه التحالفات الدولية في العراق وسوريا.. وتلك هى الرسالة التي يرغب العسكر في تسويقها دولياً.

تهجير قسري

وقبيل إعلان الجيش عن الهجوم الأخير، كان قد أعلن عن تصفية وقتل 27 مدنياً زعم العسكر أنهم مسلحون، وتوقيف 114 آخرين، في اليوم الخامس والستين لعملية التهجير القسري لأهالي سيناء، جاء ذلك في بيان عسكري (رقم 19) متلفز، تضمن نتائج مبدئية لخطة عسكرية تمهد الأرض لما بات يسمى بـ”اتفاق القرن”، والتي انطلقت في 9 فبراير الماضي تحت عنوان “سيناء 2018″.

وأعلن البيان الذي نقله المتحدث باسم الجيش أن :”العمليات أسفرت خلال الأيام الماضية عن نتائج منها مقتل 27 تكفيريا في 3 وقائع، أحدها استهداف لوكر أسفر عن مقتل 9 والثاني أدى لمقتل 9 والثالث بمدينة العريش وأسفر عن مقتل 12 خلال تبادل إطلاق نار مع الشرطة، دون تفاصيل أكثر”.

وأوضح البيان أنه “تم القبض على 114 شخصا آخرين من المشتبه بهم ومنهم 21 مطلوبين جنائيًا بشمال ووسط سيناء”، واستنادا إلى البيانات العسكرية السابقة، يرتفع عدد القتلى إلى 194 مسلحا، بخلاف 24 عسكريًا، وعدد الموقوفين إلى 4056 شخصا منذ بدء العملية الشاملة.

إنفوجرافك داعش

ويأتي الهجوم الأخير بعد يوم من نشر تنظيم “داعش” – الذي تدير فرعه في سيناء المخابرات الحربية المصرية- إحصائيةً لعملياته العسكرية ضد قوات الجيش منذ بدئه عملية تهجير المدنيين في 9 فبراير الماضي، وبحسب الإنفوجرافيك الذي نشره داعش فإنه تم تفجير 72 عبوة ناسفة، بالإضافة إلى تنفيذ 35 عملية قنص، في مناطق الشيخ زويد ورفح والعريش وبئر العبد.

وبحسب البيان، تمت خلال شهرين 19 عملية اشتباك، و3 سيارات مفخخة، وتم إطلاق 3 قذائف وعمل كمينين لقوات الشرطة في سيناء، ونتج عنها بحسب التنظيم مقتل وإصابة 164 من الجيش، وتدمير 70 آلية؛ منها 14 دبابة، و17 جرافة، 9 مجنزات، 8 همر، 7 كوجار، 15 آلية متنوعة.