دراسة صهيونية تحذر من انهيار نظام السيسي وتؤكد: بقاؤه مصلحة عليا لإسرائيل

- ‎فيتقارير

حذرت دراسة صهيونية، أعدها معهد القدس للأبحاث والدراسات الاستراتيجية، من تفكك نظام الجنرال زعيم الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، أو صعود قوة معادية للكيان الصهيوني إلى سدة الحكم في مصر، مشددة على أن مصلحة “إسرائيل” تعتمد على حماية نظام الجنرال عبد الفتاح السيسي وتقديم جميع أشكال الدعم والمساعدة لبقائه واستمراره، وتعزيز العلاقات بين البلدين في عهده.

الدراسة التي أعدها عيران ليرمان، وهو جنرال سابق بالجيش الصهيوني ويعمل حاليًا مساعدًا لرئيس معهد القدس، اعتبرت دعم الكيان الصهيوني لنظام العسكر في مصر دعمًا لاستقرار المنطقة والعالم، ويمثل مصلحة مركزية لإسرائيل.

وأشاد ليرمان بمواقف “إسرائيل ولاعبين إقليميين آخرين شرق البحر المتوسط، يحسنون صنعًا أن أسهموا باستقرار مصر، وجعلوه نصب أعينهم، في حين أن مصر من جهتها بإمكانها الاستفادة من المساعدات التي يقدمها لها هؤلاء الحلفاء في مجالات إدارة مصادر المياه، الاقتصاد الحر، حماية أمن سيناء، والأهم التحكم والسيطرة على أجهزة الأمن”.

دعم صهيوني

وأكد ليرمان، الذي يشغل أيضا مساعد رئيس قسم السياسات الدولية بمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، وتولى مسئوليات عسكرية في الجيش الإسرائيلي طيلة 20 عاما، أن “هذه الإجراءات تسهل على إسرائيل تقديم المساعدة لمصر في البيت الأبيض. وشدد على أنه لهذه الأسباب يتوجب أن «تركز إسرائيل بسياستها الخارجية وحواراتها الاستراتيجية مع حلفائها الإقليميين في المنطقة والولايات المتحدة وأوروبا على عنصر أساسي ومركزي، وهو تقوية استقرار النظام في مصر، فيما تقوم إسرائيل بانتهاج سياسات وإجراءات تحافظ على علاقات وثيقة مع القيادة المصرية الحاكمة في القاهرة».

ورحبت الدراسة بالوساطة التي يقوم بها النظام المصري مع حماس في قطاع غزة، مطالبا تل أبيبب بتعزيز هذه الوضعية، وزيادة التعاون الثنائي في المجالين الأمني والعسكري، وتقديم ما تقدر عليه إسرائيل في المساعدات الاقتصادية كتوسيع المناطق الصناعية المشتركة مع مصر، وتعميق التعاون البيني في مجال الطاقة، كما أن الخبرات الكبيرة التي تحوزها إسرائيل في مجال تكنولوجيا المياه كفيلة بمساعدة مصر بمواجهة تبعات إقامة سد النهضة الإثيوبي”.

اللوبي مع الانقلاب

الدراسة الإسرائيلية كشفت “عن زيارات سرية قام بها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى القاهرة، آخرها في مايو، وترى مصر أن الدعم الإسرائيلي لها ذو تأثير كبير في جبهتين مهمتين: الحرب ضد تنظيم الدولة في سيناء، وتوفير الدعم المطلوب لمصر في مقر الإدارة الأمريكية بواشنطن، حيث يبدي السيسي استعدادا دائما لتوجيه الشكر للجهود الإسرائيلية في هذين الملفين عبر لقاءاته الودودة مع زعماء اليهود الأمريكيين”.

وفي وضوح شديد أكدت الدراسة أن “إسرائيل مهتمة بتعزيز استمرار دعم الكونجرس لمصر، ومساعدتها بمحاربة العنف بسيناء، والهادفة لتقوية القيادة المصرية لتحقيق إنجازات هناك، كالقيام بقرابة مائة عملية إسرائيلية جوية في سيناء من خلال طائرات مسيرة بدون طيار ضد أهداف مجموعات مسلحة فيها خلال السنوات الأخيرة بموافقة كاملة من مصر، كما صرح زعماء إسرائيليون كُثر بأن التعاون الأمني مع مصر وصل إلى مراحل غير مسبوقة”.

وشددت على أن “زعماء إسرائيل مطالبون اليوم بفتح حوارات مباشرة مع نظرائهم المصريين، لمحاولة إجراء تغيير في النقاش الشعبي المصري حيال إسرائيل، واقتصاره على النظرة المعادية إليها، بجانب العمل على إنجاح جهود مصر في غزة حول التهدئة الأمنية، كي تظهر أنها قادرة على النجاح في ملفات مهمة وساخنة يهتم بها المجتمع الدولي، وإشراك مصر في المساعي الإسرائيلية الإقليمية مع اليونان وقبرص”.

وأوضح الجنرال، الذي ترأس دائرة إسرائيل والشرق الأوسط في اللجنة اليهودية الأمريكية، وتركز كتاباته على أمن البحر المتوسط والبيئة الاستراتيجية المحيطة به، أن “إسرائيل معنية بأن تحصل على دعم أمريكي أوروبي للاستراتيجية المصرية السائدة حاليا في ليبيا، وفي حين شهدت العلاقات المصرية مع إسرائيل تحسنا ملحوظا تحت قادة السيسي، فإنها عاشت جانبا معاكسا من العلاقات المصرية السيئة مع حماس وحليفاتها في المنطقة”.

سيناريو مستبعد

وتنتهي الدراسة بالتحذير من تفكك نظام السيسي وانهياره، وطالبت قادة الكيان الصهيوني بالاستعداد لسيناريو مستبعد، لكنه يبقى قائما وخطيرا، يتمثل بتفكك نظام السيسي، أو دخول مصر في حالة من الفوضى، أو أن يعلو السلطة نظام معادٍ لإسرائيل”.

وختمت بالقول إنه “نتيجة لذلك، قد يتم إلغاء اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر الموقع عام 1979، وفي هذه الحالة ستكون هناك تبعات ونتائج بعيدة المدى على أمن إسرائيل ووضعها الإقليمي، مما يتطلب من إسرائيل بذل كل جهد مستطاع لدعم استقرار نظام السيسي القريب من الغرب، وفي الوقت ذاته الاستعداد لساعة الصفر”.