دموع التماسيح… والطعن في شعيرة الأضحية!

- ‎فيمقالات

دأب في الآونة الآخيرة، عدد من الكتاب الليبراليين، بالطعن في شعائر الإسلام، وثوابته ورموزه، بمزاعم وحجج أوهى من خيوط العنكبوت، مثل الرحمة والرأفة والشفقة الكاذبة للإعتراض على شعائر الله والإستخفاف بها، ومن هؤلاء الروائي الجزائري، المدعو”أمين الزاوي”، الذى نشر مقالًا تهكميًا، في إحدى الصحف الناطقة بالفرنسية، انتقد فيه شعيرة الأضحية، واعتبرها “سلوكًا رجعيًا”، بعنوان ” البدوية الإسلامية… الجزائر العاصمة وكباشها “، من فضلكم أوقفوا هذا البدو الإسلامي الذي يهدد مدننا، واصفًا:الجزائريين بأنهم أسوأ أعداء التمدن.

وأن أغنام العيد التي تغزو شوارع العاصمة الجزائرية، على مقربة من عيد الأضحى المبارك، استيطان إسلامي رجعي، شوه شكل المدن ذات الطراز الفرنسي. وأن بلاده لم تنجح طوال فترة الاستقلال، في بناء مدينة واحدة، شبيهة بمدن فرنسا، واعتبرأن العرب مدمرون للحضارة.

وفى مصر الأزهر، وصفت المارقة “فاطمة ناعوت” الأضحية بـ”المهزلة البشعة”فقد كتبت تقول: كل مذبحة وأنتم بخير، بعد قليل تُساق ملايين من الكائنات للمذبحة التاريخية التي يرتكبها الإنسان منذ أزيد من عشرة قرون، ويتوالى تكرارها كل عام وهو سعيد بذلك. إن هذه “المذبحة السنوية” تتكرّر بسبب كابوس جاء لأحد الصالحين، وأنه على الرغم من مرور كذلك الكابوس بسلام، إلّا أن دماء الكائنات الحية لا زال ترُاق سنوياً بدون ذنب، وأن ما يدفع الإنسان لذلك هو شهوة الذبح ورائحة الشواء، التى تجعله يلبس قدسية النص القرآني ما لم يقل، على اعتبار أنه لم يذكر على وجه التحديد كينونة الأضحية، حسب تعبيرها.

افرحوا بذبحكم أيها الجسورون الذين لا تبالوا بمنظر الدماء، ولا تنتظرونى معكم فهنيئاً لكم الشواء والثريد، أما أنا فسأكتفي بطبق من السلطة وقطع الخبز وزيت الزيتون، وأعطي المال لمن يوّد أن يتناول لحم الضأن، وكل مذبحة وأنتم طيبين وسكاكينكم حادة وقوية”.

وعندما أرادت أن تدافع عن نفسها كشفت عن مكنونها فقالت: أنها مسلمة وتحفظ من القرآن، إلا أنها تنتقي من الفلسفات الأخرى ما يناسب تركيبتها النفسية، لذلك فهي تحاكي البوذيين والزرادشتيين في الامتناع نهائياً عن إزهاق أي روح، لأنها لم تخلقها لتميتها، ولم تمنحها الروحَ لتسلبها منها.

هذه المارقة، التي أيّدت وهتفت لمذابح العسكر التي ارتكبها بحق المعتصمين السلميين، في رابعة والنهضة وغيرهما، اليوم تتباكى لتدافع عن حق الخراف في الحياة، وتعتبر رؤيا خليل الرحمن عليه السلام كابوساً!!

وفى الكويت أيضاً، سخر الكاتب “أنورالرشيد” من شعيرة الأضحية وقام بلمز خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام، حيث صور شعيرة الأضحية، “بالمغثة” وعيد الحزن واستهزأ برؤية النبي إبراهيم عليه السلام.

وأخيراً انضم لهذا الركب المارق، “علاء الأسوانى” الذى قال بوقاحته المعهودة: منظر الدماء والذبح للحيوانات بهذة الهمجية يتنافس مع معايير الاخلاق والسمو والإنسانية وكفانا جهل!! مشهد ذبح الأضحية يتنافى مع كل القيم الإنسانية السمحاء!!
هل يغضب المتحدثون باسم الدين اذا قلنا ان هذا المشهد يتنافى مع أبسط قواعد الإنسانية التى يلزمنا بها الدين. لماذا لا يتم التضحية بالحيوان في مجزرآلى بطريقة حضارية بدلا من هذه المذبحة؟
وهذا الأسوانى الذى يؤذيه منظر دم الأضاحى، ويتباكى عليها، رحمة وشفقة، ويذرف من أجلها دموع التماسيح مع ناعوت وأضرابها، هو نفسه الذى نادى واستعجل فض اعتصام رابعة بقوله: أن كل من تسبب فى تأخير فض اعتصامات الإخوان المسلحة، يكون مشتركًا، ولو بحسن نية، فى إهدار ما أنجزته ثورة 30 يونيو، وأن الدولة يجب أن تطبق القانون فورًا.

اعتصامات مسلحة تم تعذيب وقتل الأبرياء فيها بناء على تقارير دولية، اعتصامات تخرج منها مسيرات مسلحة تطلق النارعشوائيا، يجب على أى دولة فضها.

ومع ذلك لم يؤذ هذا المارق، حرق الشباب في رابعة والنهضة، وخنقهم وشوائهم في سيارة الترحيلات على يد أحد الضباط المجرمين! لكن على مايبدو، أن حرق المتظاهرين في رابعة يتوافق مع القيم الإنسانية التي يؤمن بها هذا الرويبضة المارق!! كما أن التصفيات الجسدية التي تتم بطريقة شبه يومية في الشوارع والبيوت خارج نطاق القانون لم تؤذ الكاتب الليبرالى ؟!!

ومع ذلك لم نر أحد من هؤلاء الرويبضات، الذين يلبسون مسوح الضأن، وقلوبهم قلوب الذئاب، يتحدث عن مجزرة عيد الشكر التي يلتهم فيها الأمريكان أكثر من 11مليون ديك رومى، وألاف الأطنان من لحوم البقر والغنم، لكنهم يهاجون شعائر الإسلام كما هو دأبهم، وإلى الله المشتكى!!

المقالات لا تعبر عن رأي بوابة الحرية والعدالة وإنما تعبر فقط عن آراء كاتبيها