ذكرى استشهاد “سيد قطب”.. أصحاب المبادئ أحياء تحت التراب

- ‎فيأخبار

تحل غدًا الأربعاء 29 أغسطس 2018، ذكرى استشهاد “سيد قطب” الذي ارتقى شهيدًا بالإعدام على يد عصابة عبد الناصر، فجر يوم الإثنين 29 أغسطس 1966، دون أن يستطيعوا النيل من عزيمته وثباته على الحق.

ولد “شهيد الظلال” سيد قطب يوم 9 أكتوبر 1906م في قرية موشا، إحدى قرى محافظة أسيوط، وتلقى بها تعليمه الأساسي، وحفظ القرآن الكريم، ثم التحق بمدرسة المعلمين الأولية بالقاهرة ونال شهادتها، والتحق بدار العلوم وتخرج عام 1933م، ثم عمل بوزارة المعارف بوظائف تربوية وإدارية، وابتعثته الوزارة إلى أمريكا لمدة عامين وعاد عام 1950 م، ومر “قطب” بمراحل فكرية عديدة خلال حياته.

وكان “قطب” يمتلك موهبة أدبية وإصرارا قويا على تنميتها بالبحث الدائم والتحصيل المستمر، حتى مكنته من التعبير عن ذاته ومبادئه، قائلا: «إن السر العجيب في قوة التعبير وحيويته ليس في بريق الكلمات وموسيقى العبارات، وإنما هو كامن في قوة الإيمان بمدلول الكلمات وما وراء المدلول، وإن في ذلك التصميم الحاسم على تحويل الكلمة المكتوبة إلى حركة حية المعنى المفهوم إلى واقع ملموس».

ولم يُفتن “قطب” بالحضارة الغربية، بل منحته فرصة ليقارن بينها وبين حضارة الفكر الإسلامي، واستطاع بكلمته الصادقة أن يؤثر في كثير من الناس الذين التفوا حوله رغم كل العقبات والأخطار التي أحاطت بهم، وأصبح من الأدباء القلائل الذين قدموا حياتهم في سبيل الدعوة.

واعتقل “قطب” بعد “تمثيلية المنشية” عام 1954م، حيث لفق جمال عبد الناصر لجماعة الإخوان مسرحية محاولة اغتياله، وشن على إثرها حملات اعتقال شرسة شملت مئات الإخوان، وسلط زبانيته عليهم ليذيقهم شتى أنواع التعذيب، ثم اعتقل ثانية عام 1965 وحكم عليه مع عدد من الإخوان بالإعدام، ورفض “قطب” كافة محاولات عصابة العسكر آنذاك لتقديم اعتذار عن كتاباته ومواقفه، إلا أنه ظل ثابتًا على مبادئه، وكان من ضمن ما نُقل عنه قوله: “إن السبابة التي ترتفع لهامات السماء موحدة بالله عز وجل، لتأبى أن تكتب برقية تأييد لطاغية”.

ومن ضمن مؤلفات سيد قطب: “معالم في الطريق، هذا الدين، المستقبل لهذا الدين، في ظلال القرآن، العدالة الاجتماعية، الإسلام والسلام العالمي، خصائص التصور الإسلامي ومقوماته، معركة الإسلام والرأسمالية، الإسلام ومشكلات الحضارة، التصوير الفني في القرآن، مشاهد القيامة في القرآن، وغيرها من الكتب والمقالات”.