رسالة من المعتقل عبدالرحمن شهيب تكشف الانتهاكات التي يتعرض لها

- ‎فيحريات

هذه رسالة استغاثة من المعتقل عبدالرحمن شهيب، تشكو من الانتهاكات التي يتعرض لها بمقر احتجازه، واضرابه عن الطعام، لوقف تلك الانتهاكات، وهذا نص الرسالة :

“لم أنس حتي الان منظر أمي من أمام قسم أول المنصورة وأثناء ترحيلي الي سجن ليمان ٤٤٠ وادي النطرون وهي تصرخ وتبكي وأنا بداخل عربية الترحيلات “سامحني يا ابني معدتش هعرف اشوفك تاني صحتي تعبانة مش هقدر أسافر” وذلك بعد ان حكم القضاء العسكري علي بالسجن المشدد ٧ سنوات بدون وجه حق..

تم ترحيلي الي ليمان ٤٤٠ وادي النطرون بتاريخ ٣-٩-٢٠١٥ وهناك قضيت اصعب ايام حياتي .. في البداية اثناء دخولي تم تجريدي من جميع متعلقاتي الشخصية وحلق شعري عنوة والتعدي علي بالسب والشتم والضرب المبرح وتم ادخالي بعدها الي غرفة الايراد ٦×٣.٥ متر بها ٤٢ شخص وحمام مغلق لا يدخله احد وفي أثناء وجودي في هذه الغرفة تم التحرش بأحد المعتقلين السياسين والذي تحرش به قائد الغرفة المعين من قبل ادارة السجن ولم أستطع الصمت عندما رأيت ذلك خاصة أني كنت قريب منه جدا وحدثت مشاجرة كبيرة وانتهت وفي أثناء نومي قام قائد الغرفة المعين من قبل المباحث بسكب الماء المغلي المخلوط بالزيت علي وجهي وكتفي وفخذي ودخلت المياه المغلية في عيني اليسري ولم تحرك ادارة السجن ساكنا بل قامت بمنعي من الزيارة وتسكيني في غرفة سرقة بالاكراه المكان المخصص لي فيها ٣٠.٥ سم ثم نقلي منها الي التاديب الانفرادي ثم نقلي اليها مرة اخري واستمر الوضع علي ذلك حتي تم ترحيلي الي سجن العقرب ٢ شديد الحراسة..

هناك بدأت معاناة جديدة من سوء المعاملة والتحقيقات المستمرة وعدم ادخال المتعلقات الشخصية في الزيارات ولا الادوية ولا الكتب الدراسية وتقديم اسوا انواع الطعام العيش الناشف والفول بالصراصير والبيض الفاسد رائحته كريهة واستمر هذا الوضع قرابة ٣ أشهر حتي تم ترحيلي الي سجن ملحق وادي النطرون..

وهناك بدأت المعاناة الأسوأ لا طعام ولا ماء ولا دواء ولا حياة تصادر معظم الزيارة واهانات امام اهلي في الزيارات وتفتيش مهين للنساء قبل الدخول وتفتيشات شبه يومية للزنازين تفسد المتعلقات وتصادر معظم الحاجات الشخصية من أنوار وكتب ودواء وملابس حتي تعيين السجن لاني مريض كيس لبن اجده فارغ وفي اخر زيارة لي التي استمرت ٢٠ دقيقة قام البلوك امين “طارق” بشدي من ملابسي امام اهلي والتعدي علي بالسب وعندما اشتكيت لرئيس المباحث كان رده “الامين طارق مريض نفسي وبيجيله حالات تشنج وانا مش هعرف اتكلم معاه” كما تم ارجاع معظم المتعلقات الخاصة بي وادخال عينات بسيطة من طعام الزيارة عبارة عن سمكة ومعلقتين ارز و٢ طماطم و٢ خيار وتفاحة و٢ ليمونة فقط.

وفي أحد الايام طلب مني البلوك امين إيهاب الخروج لمقابلة رئيس المباحث وفوجئت به يدخلني التأديب بدون أي وجه حق.

عامان لي في سجن الملحق لم أذق طعم الراحة الزنازين مكدسة والمكان المخصص لي ٤٥ سم ولا أستطيع النوم ولم أري أمي المريضة منذ قرابة الثلاثة أعوام.

4 أعوام قضيتها مرحلا ما بين قسم أول المنصورة وقسم ثان المنصورة ومركز المنصورة وقسم شرطة محلة دمنة وقسم شرطة ميت سلسيل وقسم شرطة منية النصر وقسم شرطة المنزلة وسجن المنصورة العمومي وسجن جمصة شديد الحراسة وسجن ليمان ٤٤٠ وادي النطرون وسجن طرة ٢ شديد الحراسة وسجن ملحق وادي النطرون .. لاقيت فيها ما لاقيت من أنواع العذاب البدني والنفسي وفي كل مرة قبل وصول اي فريق حقوقي يتم ترحيلي حتي لا أكشف ما يحدث من انتهاكات في كل مكان.

لذلك قررت الدخول في اضراب عن الطعام ومطلبي الوحيد هو الحرية لاني محبوس بدون اي وجه حق والله المستعان.

هذه حكايتي باختصار شديد ولا زالت تحمل في طياتها الكثير والكثير وحسبنا الله ونعم الوكيل

عبدالرحمن عبدالعظيم صبري شهيب

سجن ملحق وادي النطرون