رصدت «6» عوامل.. صحيفة فرنسية تتوقع انفجارًا شعبيًا مدويًا ضد نظام السيسي

- ‎فيتقارير

توقّعت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية أن تفضي حالة القمع واللامبالاة التي يتعامل بها نظام الانقلاب في مصر، برئاسة عبد الفتاح السيسي، مع مطالب الشعب على الرغم من الوضع الاجتماعي المتدهور، إلى طوفان شعبي وانتفاضة ثورية جديدة في أي لحظة ضد نظام العسكر الذي وصفته بالهش.

جاء ذلك في حوار أجرته الصحيفة مع الباحث والمحلل السياسي الفرنسي ستيفان لاكروا، المتخصص في الشأن المصري، وهو أستاذ في معهد الدراسات السياسية بباريس؛  حيث انتقد الباحث الفرنسي ممارسات وسياسات نظام السيسي في عدة تحفظات:

أولا: انتقد بيع نظام السيسي الوهم للشعب، عبر الإلحاح بأدواته الإعلامية على فكرة الاستقرار وتوفير الأمن لتجنب الفوضى التي تعيشها سوريا والعراق، في الوقت الذي يسوق فيه النظام العسكري للعالم الغربي سياسة الاستبداد التي يُخضع بها شعبه على أنها حصن ضد الإرهاب، ويرى الباحث الفرنسي أن هذا الخطاب لا يتوافق مع الواقع، خصوصًا أن البلاد تواجه تحديات كبيرة تفضح حدود المنهج الأمني.

ثانيا: فيما يتعلق بالتحديات التي تواجه مصر، ذكر “لاكروا” أن المسألة الأبرز تتمثل في الوضع بصحراء سيناء، حيث فشل الجيش منذ سنوات في وضع حد للجماعات المتطرفة التي تواصل بسط سيطرتها على كامل جيوب هذه المنطقة، كما تحظى هذه الجماعات بدعم من أهالي العشائر القبلية في سيناء. وبحسب “لاكروا” فإن أهالي العشائر القبلية في سيناء دعّموا الجماعات المسلحة بعد أن فقدوا العديد من ذويهم؛ نتيجة القصف الذي شنه الجيش كعقاب جماعي لمن يتهمهم بالإرهاب. ويؤكد هذا الموقف ــ بحسب لاكروا ــ أن أهالي سيناء فقدوا ثقتهم تجاه الدولة، خصوصا أنها لم تطلق أي سياسة تنموية بالتزامن مع مطاردتها للمسلحين.

ثالثا: ينتهي الباحث الفرنسي إلى أن سياسات النظام الأمنية، ومنها العملية الشاملة، حوَّلت سيناء إلى مصنع حقيقي للمتطرفين، وأن الصحراء الغربية المشرفة على الحدود الليبية مرت بدورها في وضع مشابه، مما يعكس أولى سلبيات السياسة الأمنية للنظام.

رابعا: بالإضافة إلى الإرهاب، أشار الباحث الفرنسي إلى تحديات أخرى تهدد استقرار النظام في مصر، فالسياق السياسي والاجتماعي الحالي ملائم جدا لانفجار الوضع، وما زالت الظروف الموضوعية التي تسببت في اندلاع ثورة 2011 حاضرة بقوة، بل تفاقمت أكثر. ويرى “لاكروا” أنه على الرغم من أن مصر استعادت نسق النمو الاقتصادي فإنه يعتبر غير متكافئ أكثر من قبل. لافتا إلى أن رجال الأعمال الذين سيطروا على البلاد في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك ما زالوا يعملون بحرية إلى الآن، بل أضحوا أكثر نهمًا، أما الجيش فأضحى بدوره شرِهًا للغاية، حيث يعمل جاهدًا على توسيع إمبراطوريته الاقتصادية، ما قد يشجع الشعب على الانتفاض في أي لحظة مطالبًا بالعدالة الاجتماعية.

خامسا: يناقش الباحث رهان النظام على شعور الشعب بخيبة الأمل والإنهاك من ثورة 2011 المجهضة للاستقرار، كما يعتمد النظام أسلوبًا قمعيًّا أكثر عنفًا مقارنة بعهد مبارك، لكن هذا الأسلوب القمعي يسير نحو الانهيار، خصوصًا أن ذاكرة الثورة ما زالت حية في أذهان المصريين، حسب قوله. ويدلل على ذلك بحظر النظام المصري بيع السترات الصفراء خوفًا من انتقال عدوى الاحتجاجات من فرنسا إلى المصريين، وعلى الرغم من أن النظام يحكم بقبضة من حديد في البلاد، فإنه يرتكز على قاعدة هشة للغاية أكثر مما تبدو عليه، بحسب الباحث.

سادسا: يرى الباحث والمحلل السياسي الفرنسي وأستاذ معهد الدراسات السياسية بباريس، أن  فرنسا والغرب يعتبرون حكم السيسي فرصة لإبرام الصفقات الاقتصادية وبيع شحنات السلاح؛ مؤكدًا أنهم يدركون أن نظام السيسي هش وضعيف، لكنه في الوقت نفسه يؤمن قطعًا بأنه ليس هناك بديل عنه. إضافة إلى أن تقارب دول الخليج (السعودية والإمارات) مع النظام في مصر يخدم المصالح الغربية، حيث تسعى كل من السعودية والإمارات إلى الضغط على الأمريكيين والأوروبيين للترويج لمصر على أنها حصن ضد الإرهاب.