رواتب الوزراء وأجور الفنانين برمضان تحرق دم الغلابة مع “تذكرة المترو”

- ‎فيأخبار

قائمة استفزازية طويلة تحرق دماء المصريين، بدءًا من رواتب الوزراء مرورا بغلاء الأسعار وآخرها المترو وأخيرا أجور ممثلي الانقلاب في المسلسلات الرمضانية، وجاء قرار غرفة صناعة الإعلام التي شكلها العسكر، بالسماح للقنوات الفضائية بشراء المسلسل حتى 70 مليون جنيه في رمضان 2018، صادمًا للفقراء والغلابة.

وعلى خطى جمال عبد الناصر، يسير قائد الانقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي في توطيد علاقته بالفنانين محاولا التقرب إليهم، فقد لجأ سلفه عبد الناصر من قبل إلى التقرب من الفنانين بعد نجاح انقلاب يوليو 1952، وهو لم يصل إلى سدة الحكم بعد.

ولعل أكثر الأمثلة الدالة على مساعيه هو أنه كان السبب الرئيسي وراء عودة أغاني أم كلثوم للإذاعة مرة أخرى بعد إصدار قرار بمنع أغانيها، بسبب غنائها للعهد البائد، لتظل العلاقة مستمرة بينهما، حتى وصلت إلى مرحلة غنّت فيها أم كلثوم لعبد الناصر عقب إعلان تنحيه بأغنية “ابق فأنت الأمل”.

ومن عهد عبد الناصر إلى السفيه السيسي لا تحزن يا قلبي، فقد احتل الفنان المؤيد للانقلاب محمد رمضان، المرتبة الأعلى في الأجور هذا العام بمبلغ 45 مليون جنيه مقابل تعاقده على بطولة مسلسل “نسر الصعيد”، بينما حصل الزعيم المؤيد للانقلاب عادل إمام على 40 مليون جنيه من الشركة المنتجة لمسلسله “عوالم خفية”.

أما الفنان المؤيد للانقلاب يحيى الفخراني، فحصل على 27 مليون جنيه، مقابل بطولة مسلسل “بالحجم العائلي”، وتقاضى محمد هنيدي 30 مليون جنيه عن مسلسل “أرض النفاق”، وحصل أمير كرارة على 20 مليون جنيه وذلك في الجزء الثاني من مسلسل “كلبش”.

ورفض معظم الفنانين المؤيدين للانقلاب، التنازل عن جزء من أجورهم ولو “عشان خاطر مسر” ، مبررين ذلك بأن أجورهم في الأصل طبيعية وليست خيالية.

ارتفاع فاحش

الارتفاع “الفاحش” في أجور الفنانين لم يكن بالأمر الجديد هذا العام، بل جسد حالة من السخط لدى العديد من المواطنين في السنوات السابقة، وكانت «الحرية والعدالة»، قد رصدت رأي الشارع المصري في ميزانيات تلك المسلسلات وأجور الفنانين المشاركين فيها، وسادت حالة من السخرية والغضب في ردود أفعال عدد من المواطنين.

فيما عبرت عبير محمود عن استيائها من تلك المبالغ قائلة: “الناس مش لاقية تاكل وهما بياخدوا بالملايين اتقوا الله”، وشاركتها الرأي نجلاء متولي: “دول بيفسدوا رمضان.. على الأقل يقدموا أفكار حلوة”.

واستغرب محمود صابر من ضخامة الأجور قائلا بغضب: “يا نهار إسوح.. إيه الأرقام دي؟”، وعلق سمير أحمد “مبالغ ملهاش أي لازمة وأجور خيالية مش حاسين بينا”.

تمجيد القمع!

من جانبه، أكد الفنان المؤيد للانقلاب محمد رمضان، أنه الفنان الأعلى أجرًا من بين الفنانين العرب، وأنه إلى وقتنا هذا الأعلى أجرا في المسلسلات العربية، وآخر لقاء له في برنامج على فضائية dmc، التي تملكها المخابرات الحربية المصرية، قال “تفوقت على عادل إمام من حيث الأجر، ولن يصل أحد لما وصلت له، حيث حصلت على 36 مليون جنيه عن دوري في مسلسل الأسطورة، هذا في وقت تعاقده مع قناة النهار”، ولكن بعد تعاقده مع شركة العدل ترددت أخبار أن أجر محمد رمضان وصل إلى 48 مليون جنيه هذا العام.

وبعد مسلسل “كلبش” الذي يمجد في داخلية وشرطة الانقلاب، للفنان أمير كرارة، ترددت أخبار عن حصوله على أجر مرتفع في رمضان 2018.

أما هيفاء وهبي التي تراهن على مسلسل بعنوان “لعنة كارما”، أصرت على تقاضي أجرها بالدولار، وبعد مفاوضات كبيرة مع منتج العمل ممدوح شاهين، حصلت هيفاء على مليون و600 ألف دولار، وهذا يعني أن مؤشر أجرها تراجع بنحو 400 ألف، إذ حصلت العام الماضي على مليوني دولار مقابل بطولة مسلسل “الحرباية” الذي عرض العام الماضي، وكان بالتعاون مع المنتج نفسه.

جدير بالذكر أنه بعد الانقلاب العسكري واختطاف الرئيس المنتخب محمد مرسي، توطدت علاقة العسكر مع الفنانين، ففي ذكرى احتفالات السادس من أكتوبر عام 2013، دعا السفيه السيسي بعض الفنانين وعلى رأسهم الفنان “أحمد السقا” و”سامح حسين” لحضور احتفالات أكتوبر، بالإضافة إلى أنه في مايو عام 2014 دعا السفيه السيسي لعقد اجتماع مع الفنانين، وذلك أثناء استيلائه على كرسي الرئيس، إذ كان من أبرزهم الفنانة الراحلة فاتن حمامة، وإلهام شاهين، وعزت العلايلي، ودار الحوار بينهم حول مستقبل الفن والإبداع في مصر!.