سيف القذافي يترشح للرئاسة.. والسيسي و”بن زايد” يسعيان لتمكين جيش “حفتر”

- ‎فيعربي ودولي

تحت شعار توحيد الجيش الليبي، تسعى الإمارات ومخابرات السيسي بقيادة عباس كامل، لفرض أجندة سياسية فيما عجزت عنه الطلعات الجوية للطيران العسكري المصري على المدن الليبية في درنة وغيرها، لإخضاعها للمجرم خليفة حفتر، عوضا عن جرائم الحرب التي ترتكبها مليشياته بالسلاح الروسي والإماراتي، لفرض سيطرة حفتر ليس على بنغازي فقط، بل على كامل التراب الليبي، الذي تسيطر عليه حكومة الوفاق وتحميه عسكريا القبائل وثوار ليبيا.

المثير للاستغراب هو أن طرفًا من أطراف الحوار، اليوم، في القاهرة خطف المدعي العام العسكري اللواء “مسعود أرحومة”، ثم يطالبون بتوحد جيش ليبيا تحت قيادة وحدة!.

بالمقابل، اختطفت مجموعات ثورية العضو في الخلايا الأمنية الإماراتية جمعة الأسطى، مدير قناة العاصمة والقيادي في الاتحادات الوطنية في عهد القذافي.

بدورها، عبَّرت بعثة الأمم المتحدة للدعم عن قلقها بشأن اختفاء المدعي العام العسكري مسعود أرحومة في 15 مارس في طرابلس، ودعت السلطات المختصة إلى التحقيق لمعرفة مكان وجوده وتوضيح وضعه وضمان سلامته.

وقالت الأمم المتحدة إن الإخفاء القسري والاعتقال غير القانوني والاختطاف يشكل خرقًا خطيرًا لسيادة القانون.

وحمَّلت عائلة المدعي العسكري العام “مسعود أرحومة”، في تصريحاتٍ لفضائية “النبأ”، رئيس نيابة طرابلس العسكرية “نوري الوحيشي” مسئولية سلامة “أرحومة”، بناء على تصريحاته للنبأ.

السراج وحفتر

كشفت مصادر مصرية في اللجنة الرئاسية المعنية بمتابعة الشأن الليبي، عن تفاصيل مقترح سيساوي إماراتي بتوحيد القيادة السياسية والعسكرية في ليبيا، تتضمن اختيار فايز السراج رئيس حكومة الوفاق، رئيسا للدولة، وقائدا أعلى للقوات المسلحة، بوجود نائبين هما محمد البرغثي، وناجي مختار.

وبحسب المصادر، فقد تضمن تصور السيسي وعباس كامل أيضاً اختيار عارف النايض سفير ليبيا في الإمارات رئيسًا للحكومة، على أن يكون “حفتر” قائدًا عامًا للجيش ووزيرا للدفاع، وسالم جحا رئيسا للأركان.

ويشارك عبد الرزاق الناظوري رئيس أركان القوات التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر، واللواء عبد الرحمن الطويل رئيس أركان حرب القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، في اجتماعات القاهرة، بحضور عباس كامل وسامح شكري؛ لتدشين مرحلة جديدة على مسيرة توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، حيث تم تشكيل مجموعة من اللجان الفنية التخصصية لبحث آليات توحيد المؤسسة العسكرية ودراسة كافة الشواغل التي تدعم تحقيق هذا المسار.

وقالت المصادر إن أجندة الاجتماعات تتضمن الحديث بشأن طبيعة العلاقة بين السلطة المدنية والمؤسسة العسكرية، وكذلك عملية إعادة هيكلة وتنظيم المؤسسة العسكرية.

وأشارت مصادر للعربي الجديد إلى أن حفتر المتواجد في الوقت الراهن في الأردن، للقاء عدد من المسئولين الأمريكيين والبريطانيين، من المقرر أن يحضر الجلسة الختامية للاجتماعات التي تستضيفها القاهرة برعاية وزارة الدفاع في مصر والسيسي، والتي من المقرر أن تكون في غضون 4 أيام.

ويشارك في اجتماعات الجولة السادسة لتوحيد الجيش الليبي في القاهرة نحو 45 ضابطًا عسكريًّا برئاسة الناظوري والطويل، اللذين يشاركان في الاجتماعات للمرة الأولى منذ انطلاقها قبل ستة أشهر في مصر، وسوف تضم الاجتماعات قادة الأفرع الرئيسية للجيش الليبي التابعين لحفتر، والمجلس الرئاسي.

سر معلن

وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري قد قال، خلال مؤتمر صحفي جمعه بنظيره الإماراتي عبد الله بن زايد، أمس الأحد، إن “مصر تعمل بنطاق واسع في ليبيا لاستعادة الاستقرار وتدعيم المؤسسات الليبية، وتوفير الاستقرار والأمن للشعب الليبي الشقيق وتوحيد صفوف الجيش الليبي، ووصول العناصر المختلفة للجيش والتفاهم حول خطط التوحيد العسكرية”.

وأضاف شكري أن مصر تسعى لتوفير المناخ الآمن لعقد الانتخابات في القريب العاجل، فضلا عن إجراء مصر اتصالات مع كافة الأطراف السياسية الفاعلة، وفتح مجالات التوافق والتفاهم حول مستقبل ليبيا. وهو الأمر نفسه الذي أكده الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، بدعم الجامعة لليبيين نحو التوصل إلى حل شامل للوضع في البلاد، وتشكيل المؤسسات الدائمة والموحدة للدولة الليبية.

القذافي رئيسًا

وقال أيمن بوراس، المتحدث باسم سيف الإسلام القذافي، في مؤتمر صحفي عقد الإثنين بالعاصمة التونسية: إن نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي سيترشح رسميا للانتخابات الرئاسية في ليبيا إذا أجريت في موعدها في سبتمبر المقبل.

وقال بوراس، خلال الندوة: إن سيف الإسلام القذافي “سيطل بنفسه” قريبا على الليبيين لعرض “مشروع متكامل سياسيا واجتماعيا واقتصاديا” لقيادة البلاد، موضحا أن هدفه هو أن يكون طرفا في الحياة السياسية “لإعادة بناء ليبيا”.

أما المحلل الأردني ياسر الزعاترة فقال: “سيف القذافي يعلن أن سيترشح للانتخابات الرئاسية في ليبيا. هي الوقاحة بعينها، فكيف لمن كان وريث طاغية أهلك الحرث والنسل أن يفكر بحكم الليبيين من جديد؟! من جانب آخر، كيف له أن يعتقد أن القذافي الصغير سيسمح له بذلك، اللهم إلا إذا أوحى له الداعمون بشيء!”.