شاهد| سجن العقرب.. مقبرة الأحياء في مصر

- ‎فيحريات

العقرب حيوان سام يعرفه الناس ويخافون منه، ولكنه في حالتنا هذه يحمل الكثير من المآسي والمعاناة في مصر، فبمجرد ذكرك لاسمه يتبادر إلى الذهن صورة سجن طره 992 شديد الحراسة.

وحسب تقرير بثته قناة الشرق، مساء السبت، فإن الفكرة أمريكية الأصل، حملتها مجموعة من ضباط أمن الدولة لدى عودتهم من بعثة تدريبية بأمريكا في عهد المخلوع مبارك اعتمدت على بناء سلسلة من السجون شديدة الحراسة بدأت بالعقرب الذي تم الانتهاء من بنائه عام 1993.

يشبه السجن في تصميمه النهائي شكل العقرب وصمم بحيث إن من يدخله لا يخرج منه حيا أو يصاب بالجنون، ويتردد أن خرسانة المبنى خلطت بمادة مسرطنة، وعلى الرغم من تبعية السجن لوزارة الداخلية فإن السيطرة الكاملة عليه للأمن الوطني الذي حوله لسلخانة بشرية تمارس فيها أقصى عمليات التعذيب الممنهج والقتل البطئ للمعارضين السياسيين.

العديد من الانتهاكات تحدث بحق المعتقلين، كالضرب المبرح والصعق بالكهرباء لأكثر من مرة والعزل بزنازين التأديب والتعليق من الأرجل والأيدي لساعات قد تمتد لأيام ومنع التريض ومنع الزيارات عن الأهالي والمحامين.

وفقد بعض المعتقلين بالعقرب عشرات الكيلو جرامات من أوزانهم نتيجة سياسة التجويع كما تنتهج إدارة السجن الحرمان من الأدوات الأساسية اللازمة للنظافة ما يؤدي إلى كثير من الأمراض مثل الطفح الجلدي وغيره.

كما تشهد مقبرة العقرب منع وتأخير الرعاية الصحية وترفض تلقي المرضى للعلاج حتى مع وجود قرارات من النيابة ما تسبب في وفاة معتقلين كثر، منهم الدكتور فريد إسماعيل القيادي بحزب الحرية والعدالة ومحمد الفلاحجي عضو مجلس الشورى الشرعي وعصام دربالة رئيس شورى الجماعة الإسلامية.

صرخات أطلقها معتقلو سجن العقرب لإنقاذ حياتهم التي تتعرض للتصفية ضمن سياسة القتل البطيء التي تمارسها بحقهم سلطة عسكرية فقدت كل معاني الإنسانية وكان آخر هذه الصرخات إضراب معتقلي سجن العقرب منذ 9 يوليو 2018 للمطالبة بأقصى حقوقهم في الزيارة والتريض فهل تجد صرخاتهم قليلا من الإنسانية تتجاوب معها لينالوا حقهم في الحياة أم تمر كغيرها من صيحات الألم داخل مصر المحروسة؟