شراهة الاستدانة لا تتوقف.. السيسي يقترض “7,4” مليار دولار خلال مارس

- ‎فيتقارير

شره حكومة العسكر نحو التوسع في القروض والاستدانة يبدو أنه أكبر من كل التحذيرات الصادرة من كل الخبراء والمحللين الغيورين على مستقبل الوطن، فقد كشف مسئول حكومي في قطاع الدين العام عن عزم وزارة المالية بحكومة 30 يونيو زيادة قروضها إلى نحو 129.75 مليار جنيه (نحو 7.4 مليارات دولار) خلال مارس الجاري، مقابل 107.25 مليارات جنيه في الشهر ذاته من العام المالي الماضي.

وأضاف المسئول، الذي رفض ذكر اسمه، حسب صحيفة “العربي الجديد”، أن جدول الإصدارات لمارس يتضمن أذون خزانة قصيرة الأجل بقيمة 120 مليار جنيه (الدولار= 17.6 جنيهًا)، مقابل 84 مليار جنيه في الفترة المناظرة، كما سيتم طرح 9.75 مليارات جنيه فقط سندات طويلة الأجل تفاديا لسعر الفائدة المرتفع.

الاحتياطي يرتفع بالقروض

وقال البنك المركزي المصري يوم الأحد إن احتياطي البلاد من النقد الأجنبي ارتفع إلى 42.524 مليار دولار في نهاية فبراير شباط من 38.209 مليار في يناير.

وتباهى البنك بأن هذا هو أعلى مستوى لاحتياطيات البلاد من العملة الصعبة منذ بدء تسجيل بيانات الاحتياطي في مطلع التسعينيات. وبهذا يقفز الاحتياطي النقدي نحو 4.315 مليار دولار في فبراير شباط.

لكن وكالة رويترز أوضحت أن هذا الارتفاع في الاحتياطي النقدي إنما نشأ نتيجة طرح سندات دولية (قروض) بأربعة مليارات دولار.

يضاف إلى ذلك اقتراض النظام نحو 129.75 مليار جنيه (نحو 7.4 مليارات دولار) خلال مارس الجاري.

كانت احتياطيات مصر حوالي 19 مليار دولار قبل توقيعها اتفاق قرض قيمته 12 مليار دولار لمدة ثلاث سنوات مع صندوق النقد في 2016، وقيامها بتحرير سعر صرف العملة المحلية ورفع القيود الرأسمالية التي كانت مفروضة في محاولة -فشلت حتى اليوم- لإعادة جذب المستثمرين.

فوائد الديون إلى “500” مليار

وكشفت الدكتور عمرو الجارحي، وزير المالية بحكومة الانقلاب في تصريحات إعلامية الاثنين 26 فبراير الماضي 2018، خلال لقائه ببرنامج «مساء دي إم سي»، المذاع عبر فضائية «دي إم سي»، عن توقعات بتخطي حجم الفوائد لـ500 مليار جنيه العام المالي المقبل؛ الأمر الذي وصفه خبراء بالعك الذي يستوجب وقفات حازمة لوضع حد لمهزلة شره النظام نحو الاستدانة والاقتراض الداخلي والخارجي.

وأوضح «الجارحي»، أن أسعار الفائدة زادت بنسبة كبيرة العامين الماضيين، معقبًا: «في 2016 كان حجم الفوائد 242 مليار جنيه، ثم قفز في 2017 إلى 318 مليار، وسنصل هذا العام إلى 420 مليار جنيه، وذلك لأن حجم الدين كبير وحجم الفوائد عالي طبقًا للسياسات النقدية؛ متوقعا ارتفاع فوائد الديون إلى 500 مليار دنيه العام المالي المقبل 2018/2019».

الديون إلى 5140 مليار جنيه!

وبعيدًا عن هوس السيسي بما يسمى بـ«الإنجازات!»، والتي تأكد للجميع أنها وهمية على غرار «تفريعة قناة السويس»، التي أهدر في حفرها أكثر من مائة مليار جنيه دون عائد يذكر، فإن كارثة تفاقم الديون تتصاعد بوتيرة مزعجة وخطيرة، فجنرال الانقلاب استدان خلال السنوات الثلاث الماضية أكثر مما اقترضه كل رؤساء مصر منذ أكثر من 60 سنة، حتى وصلت إلى مستويات مفزعة وغير مسبوقة.

والأكثر خطورة هو ارتفاع معدلات وأرقام القروض بصورة مخيفة، حتى وصلت إلى “5140” مليار جنيه، تشمل “3160” مليار جنيه عبارة عن ديون داخلية، إضافة إلى “110” مليارات دولار عبارة عن ديون خارجية وفقا للأرقام المعلنة بعد اقتراض “25” مليارا من روسيا لمحطة الضبعة النووية.

وكان جنرال العسكر قد سطا على الحكم منتصف 2013 عبر انقلاب عسكري، وكانت ديون مصر المحلية “1700” مليارا فقط، بينما بلغت الديون الخارجية “43” مليار دولار.

وبحساب بسيط فإن الديون الداخلية (3160) مليار دولار، والديون الخارجية (110 مليارات دولار) تساوي (1980) مليار جنيه؛ بما يعني أن مجموع الديون مقدرة بالعملة المصرية (3160+1980)= (5140) مليار جنيه!

وأشار الخبير الاقتصادي، شريف الدمرداش، إلى أنّ السؤال الأهم من معرفة الجهة المنوط بها مراقبة الديون، هو من سيدفع هذه الديون الضخمة التي تراكمت خلال السنوات القليلة الماضية؟ موضحًا أن الأجيال القادمة هي التي ستدفع للأسف، والتي من المفترض أننا نراقب الديون حاليًا من أجلها، مضيفًا “نحن أصبحنا تحت سيطرة الدول الدائنة”.

وحسب وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، فإن “وضع الديون في مصر كارثي، هذا يقود للمصير الأسود الذي تابعناه في اليونان وعدد من الدول الأخرى”. كذلك توقع فرج عبد الفتاح، أستاذ الاقتصاد في جامعة القاهرة، أن يؤدي التوسع في الاقتراض إلى حرمان الأجيال المقبلة من أي مكتسبات للاقتصاد؛ لأن سداد الديون سيستنزفها.