شعارها القتل والسجن والنهب والتعذيب.. خيانة الشرطة للشعب المصري من يناير 2011 حتى 2019

- ‎فيتقارير

“جمعة الغضب” كانت يوم 28 يناير 2011 رابع أيام الثورة المصرية التي قضت علي حكم الرئيس مبارك.

الثورة المصرية في أول 3 أيام بدأت بمشاركة النخبة من المثقفين وطلبة الجامعات وشباب الإنترنت وأيضا الحركات المعارضة مثل حركة 6 أبريل والإخوان المسلمون والدعوة السلفية والجمعية الوطنية للتغيير ونقابة الصحفيين. بينما جمعة الغضب كانت بداية مشاركة القوي الوطنية الأخرى لأول مرة مثل : الأحزاب والعمال والموظفين بالعديد من الشركات الحكومية إضافة إلى جموع المصلين في الجوامع الكبري بعد انتهاء صلاة الجمعة.

ففي حدود الساعة الواحدة ليلاً من فجر الجمعة بدأت موجة من الاعتقالات الواسعة لعشرات النشطاء السياسيين من شباب الثورة ومن كافة الأحزاب التي أكدت مشاركتها في هذة التظاهرات، وفي بداية اليوم أصدرت وزارة الاتصالات أمراً بوقف خدمة الإنترنت والرسائل النصية القصيرة والاتصال عبر الهواتف المحمولة في جميع أنحاء الجمهورية وفي كل الشبكات، بدأت بعد أداء صلاة الجمعة تظاهرات شعبية واسعة فوخرج الملايين في أغلب المدن كالقاهرة والإسكندرية والسويس والمنصورة وطنطا والإسماعيلية ودمياط والفيوم والمنيا ودمنهور والزقازيق وبورسعيد ومحافظة شمال سيناء مطالبين بتعديلات في سياسة مصر ورافضين سياسة القمع والرعب التي اتخذتها الشرطة منهجاً لها خلال سنوات سابقة.

شرطة النظام لا الشعب

وأطلق الأمن في القاهرة القنابل المسيلة للدموع واعترض المتظاهرين في محاولة لمنعهم من الوصول إلى ميدان التحرير والميادين الكبرى في مصر، كما أطلقت القوات الأمنية الرصاص المطاطي على المتظاهرين مما أدى لإصابات عديدة، ولاحق رجال أمن بملابس مدنية المتظاهرين وقاموا باعتقال بعضهم. إلا أن جموع المتظاهرين واصلت تظاهرها وتمركزت في ميدان التحرير، وهم يَهتفون بسقوط مبارك ونظامه.

كما امتدت المظاهرات إلى مناطق أخرى في البلاد مثل السويس والإسكندرية. واستمرت المناوشات في كافة أنحاء الجمهورية منذ انتهاء صلاه الجمعة وحتى مغرب شمس اليوم تقريباً، كانت الشرطة تتعامل بكل قسوة ووحشية ضد المتظاهرين باستخدام القنابل المسيلة للدموع والتي اتضح لاحقاً أنها كانت منتهية الصلاحية وغير صالحة آدمياً، فضلا عن استخدام الشرطة للرصاص بكل أنواعة المطاطى والحى مما أدى لوفيات كثيرة وإصابات أكثر.

وقام الشباب في كل أنحاء مصر بالتصدى لعنف الشرطة عن طريق الحجارة والطوب وإلقاء القنابل المسيلة التي يطلقها الأمن المركزي مرة أخرى عليه.

مقاومة الشعب

برزت في تلك الأثناء ابتكارات للشباب المصري للتصدى لقوات الشرطة، حيث استخدموا الخل كعامل يقلل من قوه تأثير القنابل المسيلة للدموع على التنفس، وماده الصودا الموجودة في المشروبات الغازية في إزالة مفعول نفس القنابل من العينين، وابتكارات أخرى أدت لاستمرار المقاومة في عدة مناطق.

في القاهرة مثلاً: كان ميدان التحرير محور الأحداث، يلية مناطق: شبرا (التي أعلنت قوات الشرطة فيها في مغرب اليوم استسلامها وألقت سلاحها أرضاً بعد مقاومه ضارية مع أهالي هذه المنطقة العريقة واضطرت للهروب) ومنطقة مدينة نصر (التي شهدت انسحابا سريعا للشرطة لعزها عن التصدى للمقاومة) ومناطق أخرى متعددة، وفي السويس كانت منطقة الأربعين محور الحدث، وفي الإسكندرية كان مسجد القائد إبراهيم هو أساس التظاهرات التي ملأت شارع الجيش (كورنيش الإسكندرية) بطوله وعرضه في منظر مهيب..

اختفاء مفاجئ

وفي حدود السادسة مغرب اليوم شهدت مصر اختفاء مفاجئ بشكل مريب لكافة قوات الشرطة من كل أنحاء مصر، بل وشهدت أيضا هروب العديد من المساجين والمسجلين خطر من سجون مصر الكبرى (وكان الهروب جماعيا وكبيرا بالشكل الذي أكد أن قوات الشرطة تورطت وكانت المسؤلة عن هذا الهروب للرد على مقاومه المتظاهرين)، وسادت حالة من الفوضى والقلق في الشوارع بسبب اختفاء أجهزة الشرطة وهروب هذا الكم المريع من المساجين، ثم بدأت قوات الجيش بالظهور في ميادين القاهرة..

الفوضى

في نهاية اليوم نزلت مدرعات الجيش إلى شوارع المدن لتعويض دور قوات الشرطة التي هربت بعد أن أثبتت أنها لا تقدر على تحمل الضغوطات وحدها. وبدأت حالات النهب والسلب من قبل الهاربين من السجون والمسجلين خطر وكادت السرقات أن تطال المتحف المصري لولا أن المتظاهرين وقفوا بالمرصاد لمحاولات سرقة المتحف وتجاهلوا حظر التجول حيث شكلوا دائرة كبيرة محيطة بالمتحف ودوريات للمراقبة داخله وحوله واستمر هذا الوضع طوال الليل حتى وصلت قوات الجيش التي طلبها المتظاهرون لحماية المتحف المصري.

ومن خلال تلك الأحداث يتضح الي اي مدى صاغ مبارك وزبانيته ومن بعده السيسي وانقلابه العسكري جميع مؤسسات الدولة لخدمة النظام وليس لخدمة الشعب، وهو ما تسبب في وقوع نحو ألفي شهيد في احداث يناير 2011، ثم نحو 3 الاف شهيد في احداث فض رابعة والنهضة وما تلا الانقلاب العسكري في 2013، حيث اهدرت دماء الشعب على يد الشرطة وعساكر الانظمة الحاكمة، رغم ان تمويل الشرطة والاجهزة الأمنية من اموال وضرائب الشعب…وهو ما يحتم الثورة على النظام ككل، واعادة القرار والسلطة للشعب المصري.